مقالات اخري بواسطة Aya h gad
زلزال تركيا وسوريا: عدد الضحايا يتجاوز 24 ألف قتيل وفرق الإنقاذ تسابق الزمن للعثور على أحياء

زلزال تركيا وسوريا: عدد الضحايا يتجاوز 24 ألف قتيل وفرق الإنقاذ تسابق الزمن للعثور على أحياء

0 المراجعات

ارتفعت حصيلة الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق جنوبي تركيا وشمال غرب سوريا يوم الاثنين إلى أكثر من 24 ألف قتيل، فقد تجاوز عدد الوفيات في تركيا 20,665 بينما ارتفع العدد في سوريا إلى أكثر من 3,500.

يأتي هذا في وقت لا تزال فرق الإنقاذ تواصل العثور على ناجين بعد مرور أكثر من خمسة أيام على وقوع الزلزال. فقد نجح عمال الإنقاذ في تركيا في انتشال امرأتين على قيد الحياة من تحت ركام بنايات متهدمة بعد أن مكثتا هناك 122 ساعة، بحسب ما أعلنت السلطات التركية.

وأظهرت صور بثتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية انتشال امرأة تدعى منكسي تاباك وتبلغ من العمر 70 عاماً في محافظة كهرمان ماراش ، حيث قام المنقذون بلفها ببطانية وحملها إلى سيارة إسعاف كانت تنتظر.

وقالت الوكالة إن المرأة الثانية التي تم إنقاذها تدعى مسالا جيجيك وتبلغ من العمر 55 عاماً، وقد انتشلت مصابة بجروح من إحدى البنايات المتهدمة في ديار بكر، وهي المدينة الأكبر جنوبي تركيا.
منطقة سامنداغ بمحافظة هاتاي التركية، نجح رجال الإنقاذ في انتشال طفل رضيع يبلغ من العمر 10 أيام.
وفي ظل النقص الحاد في الغذاء الذي يعاني منه الكثيرون في المناطق المتضررة وفي ظروف الشتاء القاسية، تتصاعد التساؤلات لقادة البلدين تركيا وسوريا حول استجابتهم للكارثة.

وقال برنامج الغذاء العالمي في وقت سابق إن مخزونه من المواد الغذائية بدأ ينفد في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في ظل التعقيدات التي تفرضها حالة الحرب والتي تعيق جهود إيصال المساعدات.

وأصدر البرنامج التابع للأمم المتحدة نداء لجمع 77 مليون دولار لتوفير حصص غذائية لما لا يقل عن 590,000 شخص من النازحين حديثاً في تركيا و لحوالي 284,000 شخص في سوريا.

وقد زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة محافظة أديامان حيث اعترف بأن استجابة الحكومة لم تكن بالسرعة المطلوبة.

وقال: " على الرغم من أن لدينا أكبر فريق للبحث والانقاذ في العالم حالياً، فإن الحقيقة هي أن جهود البحث ليست بالسرعة التي نريدها".

لماذا يصعب الحصول على مساعدة عاجلة لسوريا بعد الكارثة؟
أزمة داخل أزمة، داخل أزمة، هذا هو المشهد البائس في سوريا التي تترنح الآن في أعقاب زلزال مدمر جاء بعد أكثر من عقد من الحرب المنهكة.

لم تكسر الصدمة الزلزالية التي تعرضت لها البلاد، الصراعات والعقبات الراسخة التي لطالما عرقلت العمل الإنساني العاجل في بلد مزّقته الحرب.

ولكن بعد خمسة أيام من وقوع الزلزال، هناك صدع صغير قد يوسّع مساحات العمل الإنساني العاجل.

وقال مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة لبي بي سي "إنها خطوة جيدة للأمام ولكن هناك حاجة إلى المزيد"، بعد أن ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الحكومة أعطت الضوء الأخضر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق الدولة.
وبحسب وكالة أنباء سانا الرسمية السورية، فإن ذلك سيشمل كلا من المناطق التي تسيطر عليها الدولة، وكذلك تلك التي تسيطر عليها جماعات أخرى.
وأضافت أن جهود الإغاثة سيتم تنسيقها مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

شدّد غريفيث على أن الإعلان يعني فقط أنه يمكن تسليم المساعدات عبر الخطوط الأمامية الداخلية لسوريا، وليس عبر الحدود من البلدان المجاورة، "كما نسعى بشكل عاجل للحصول على الموافقة على نقاط عبور إضافية لتلبية الاحتياجات المنقذة لأرواح الناس"، كما يقول غريفيث.
الوقت الحالي، هناك طريق واحد معتمد فقط إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا، آخر جيب تسيطر عليه الجماعات المعارضة التي تشكل القوى المتطرفة معظمها، عبر معبر باب الهوى على الحدود التركية.

وشريان الحياة الحيوي هذا يجب أن يأذن به مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. واستخدمت روسيا والصين حق النقض مرارا وتكرارا لدعم حكم الحكومة السورية الصارم، باعتبار أن آليات مثل هذه تنتهك سيادتها.

وحثت الأمم المتحدة، من بين جهات أخرى، سوريا وحلفاءها في السابق على السماح بتدفق المساعدات إلى شمال سوريا من طريق آخر عبر معبر باب السلامة على الحدود التركية، بالإضافة إلى معبر من العراق إلى المناطق ذات الأغلبية الكردية في الشمال الشرقي لسوريا.

وأعلنت جماعات المعارضة هذا الأسبوع أنها حصلت على موافقة أنقرة، لأول مرة منذ سنوات، لاستخدام ممرات في باب السلامة وممر آخر هو الراعي. على عكس الأمم المتحدة، لا تتطلب وكالات المساعدة غير الحكومية الأخرى، موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

عندما مرت أول قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة يوم الخميس، تحمل بطانيات وإمدادات أخرى عبر باب الهوى، كان رد الفعل حلو ومر.
إذ كان من المقرر وصول هذه المساعدات قبل وقوع الزلزال. وشعر الصحفي السوري إبراهيم زيدان، الذي تحدث إلينا من بلدة بالقرب من المعبر الحدودي، بالأسف لذلك.

ولطالما كان هذا الطريق، الذي تضرر بشدة في زلزال يوم الإثنين، المصدر الوحيد لإمداد أكثر من أربعة ملايين سوري، يعتمد معظمهم على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

وقد تم تهجير معظمهم مرارا وتكرارا، من محافظة إلى أخرى في السنوات الأولى من هذا الصراع. والآن، بات هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون على أقل القليل، يفقدون ذلك تماما.

وأكد يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، أن "أكثر المناطق التي ضربها الزلزال في سوريا تقع في الشمال الغربي... نحن بحاجة إلى وصول كامل وحر عبر الخطوط الأمامية، وتوزيع كامل ومجاني للمساعدات".

وزعمت مصادر إغاثية أنه تم في الماضي رفض بعض المساعدات الإنسانية التي تصل مناطق سيطرة الجماعات المعارضة، عبر المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة. كان هناك أيضا قلق من تحويل مسار تلك المساعدات.

وأكد إيغلاند لبي بي سي "نأمل أن تتنحى المعارضة المسلحة والحكومة السياسة جانبا"، مضيفا أن ما نحتاجه الآن هو وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

وتتعرّض الأمم المتحدة الآن لضغوط متزايدة لإيجاد طرق جديدة للتغلب على السياسة وإنشاء طرق جديدة مع تزايد القلق بشأن عمق المعاناة، حيث يلجأ الملايين إلى الخيام أو البقاء في أرض مفتوحة، في درجات حرارة الشتاء القارصة.

لكن في دمشق، ستكون السيادة أيضا على جدول الأعمال مرة أخرى خاصة وأن المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية مثل مدينة حلب الشمالية، تعرضت أيضا لهزات أرضية، والتي لا تنحاز إلى أي طرف في هذا الصراع.

وتساءلت الدكتورة بثينة شعبان، المستشارة الخاصة للرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع بي بي سي هذا الأسبوع: "لماذا لا تعامل (الدول الغربية) البلدان بنفس الطريقة؟"

وأعلنت "إنها ليست إنسانية، إنها سياسة"، ودعت الدول الغربية إلى رفع العقوبات التي "تمنع السوريين في الخارج من حشد المساعدة".

وأصدرت واشنطن ترخيصا للسماح بتخفيف العقوبات عن سوريا التي ضربها الزلزال، اعتبره البعض شكليا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس "هذا نظام لم يظهر أبدا أي ميل لوضع الرعاية والرفاهية ومصالح شعبه في المقام الأول".

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

2

followers

1

followings

1

مقالات مشابة