متى يعود الوطن متى اللقاء
في بلادنا كل شيء جميل حين ننظر بعين المحب العاشق لأرض الوطن و حين ننظر بعين الطفل المحروم الذي يلتفت بعينيه الصغيرتين يريد حياة جميلة ...يريد حلوى و ألعاب...
يريد بيتا دافئا بيتا لا تبكي فيه أمه...
إذا ما نحن أمعنا النظر بوهج
تلك العيون كلها لوجدنا الوطن يتوجع علينا..كما الدنيا توجعنا...
يبكي علينا كما نحن نبكي عليه...
يحن على أطفالنا باحتواءه لجوعهم و مرضهم و عوزهم يريد لهم الأفضل...
فكم يا بلادي إذا نظرت إليك أشتاق إليك و أنا بين أحضانك ...
غريب و غربتي في حنايا الروح...
بعيد و أنا القريب القريب من كل شيء فيك ...
كم أحن إلى أيام ذهبت و لن تعود...
أيام كان رغيف الخبز لايتسوله الجائع بؤسا...
أياما كانت الدار لا تبكي جدرانها ألما...
أياما كان فيها الجار الجار...و الفرد للكل...
أياما بردها دافئ ومطرها حنان و ثلجها فرح يغمر كل الناس...
أياما بعيدة ...كم يحن كل منا إلى قربها و إلى عودتها...
اليوم ...
الفقر ...الجوع ...المرض...قتل الفرح في العيون و أذهب وهجها و توقها للحياة...
اليوم نريد كل شيء ...كل شيء ملخص في شيء واحد هو الاكتفاء...
كان يعوزنا كل شيء نريده لنحصل عليه...اليوم نريد أن تكفي ضروراتنا اليومية ...لم نعد يريد حتى الطفل أن يلعب و يأكل الحلوى ...يريد فقط رغيف خبز ...المجاعات و الفقر قيدوا الأيدي قبل القلوب...التي حتى هي لم تعد تنبض...
اللاجئين الذين أكلهم الفقر و أكلتهم الغربة و أهل البلد الذين قتلهم العوز...
هل تعود الأيام بتدور و تعيد زمنا جميلا...
هل تعود...
أملنا بالله أن يتلطفنا بعطفه و يحيطنا برضاه...
أملنا أن يعود كل نازح إلى وطنه و هو مفعم بالحياة...
أملنا في غد مشرق واعد جميل...
لك يا طفلي و لكما يا جدي و جدتي ..و لأمي و إخوتي ...
و أهلي و كل أبناء بلدي...
أملنا في عودة الجذور يانعة مخضرة ...
أملنا في أن يعود الوطن....
صخب كبير في ذاكرتي أنضج الحرف و تهاوت مفردات اللغة توقا…
توقا لعناق كل طفل في بلادي يحن الى ضحكة أمه التي نسيت معنى الضحكة إلا حينما تنظر إلى صغيرها نائم و هو يبتسم …لك أن أحلامه نوارس تطير حولها ….هي الشاطئ و الميناء و المرسى…
فعذرا يا أمي و جدتي لا أستطيع سوى تدوين الحرف …و حبي لك…
و عشقي لوطني أحب فيك حب طفلك لبسمتك فابتسمي….
