
ليه قطر هتفكك الملاعب بعد انتهاء كأس العالم؟
لماذا تفكك قطر الملاعب بعد انتهاء كأس العالم؟
استضافت قطر كأس العالم 2022 بثمانية ملاعب مبهرة: استاد البيت، استاد لوسيل، استاد المدينة التعليمية، استاد الجنوب، استاد أحمد بن علي، استاد الثمامة، ملعب خليفة الدولي، وملعب 974. هذه الملاعب، التي بُنيت على مدار سنوات بتكلفة مليارات الدولارات، ستُفكك أو يُعاد استخدام أجزاء منها بعد انتهاء البطولة. قد يبدو هذا غريبًا، فما هو السبب وراء هذا القرار؟
تحدي المساحة المحدودة والاستدامة
عندما اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قطر لاستضافة كأس العالم 2022 في عام 2010، لم يكن لديها سوى استاد خليفة الدولي في الدوحة، الذي يعود تاريخه لعام 1976. تطلب الأمر بناء سبعة ملاعب جديدة وتطوير استاد خليفة لاستيعاب البطولة.
لكن قطر واجهت تحديًا كبيرًا: مساحتها الجغرافية الصغيرة، التي تبلغ 11,570 كيلومتر مربع، ويسكنها حوالي 3 ملايين نسمة. مع هذا العدد المحدود من السكان، ليس منطقيًا الإبقاء على ثمانية ملاعب ضخمة بعد حدث يستمر 28 يومًا فقط. هذا يجنب قطر الوقوع في خطأ دول أخرى استضافت كأس العالم سابقًا، مثل البرازيل (كأس العالم 2014) واليونان (الألعاب الأولمبية 2004)، حيث تم هجر العديد من الملاعب التي بُنيت خصيصًا للبطولات، وتحولت إلى منشآت مهملة.
لذلك، لجأ المسؤولون في قطر إلى فكرة مبتكرة: بناء ملاعب قابلة للتفكيك وإعادة الاستخدام.

الملاعب المستدامة: نموذج قطري فريد
تعتمد الملاعب في قطر على مفهوم الاستدامة الشاملة. كل جزء في الملعب مصمم ليُفكك ويُعاد استخدامه دون تلف، بما في ذلك الجدران، الأسقف، المقاعد، وحتى أنظمة التبريد والتكييف التي تعتمد على الألواح الشمسية.
قررت الحكومة القطرية تفكيك حوالي 170 ألف مقعد من مدرجات الملاعب الثمانية، وتقديمها كـ هدايا للدول النامية. من المتوقع أن يتم إنشاء حوالي 22 ملعبًا جديدًا باستخدام هذه المقاعد، مما يعزز البصمة الإيجابية لكأس العالم في قطر على المستوى العالمي.
خطة ما بعد البطولة لكل ملعب
دعونا نلقي نظرة على مصير كل ملعب من الملاعب الثمانية:
* ملعب 974:
يُعد من أغرب الملاعب الحديثة، حيث بُني بالكامل من 974 حاوية شحن بحري (وهو أيضًا كود الاتصال الدولي لقطر). بعد البطولة، ستُعاد استخدام هذه الحاويات في التجارة والملاحة البحرية، وستُستخدم الأعمده الحديدية والسقف في مشاريع إنشائية أخرى داخل قطر. سيتحول موقع الملعب إلى موقع تجاري.
* ملعب لوسيل:
أكبر الملاعب ويتسع لأكثر من 80 ألف متفرج، استضاف نهائي كأس العالم. بعد إزالة المقاعد، ستتحول الطبقات العليا للملعب إلى وحدات سكنية، بينما تتحول الأجزاء السفلية إلى مرافق خدمية لمدينة لوسيل، مثل محلات تجارية، مقاهي، مدارس، وعيادات. سيظل الهيكل الخارجي للاستاد كما هو.
* استاد البيت:
ثاني أكبر الملاعب بسعة 68 ألف متفرج، ويتميز بتصميمه الذي يحاكي الخيمة البدوية. بعد البطولة، سيُقلص عدد المقاعد إلى 32 ألفًا، وسيُحوّل الجزء العلوي من الملعب إلى فندق خمس نجوم، مركز تسوق، ومستشفى للطب الرياضي.
* ملعب الثمامة:
مستوحى تصميمه من غطاء الرأس التقليدي (الجحفية). بعد انتهاء البطولة، سيُنشأ به مستشفى متخصص للطب الرياضي وطب العظام.
* استاد المدينة التعليمية:
يتميز بواجهته الشبيهة بـ الماسة، ويقع وسط مجموعة من الجامعات. بعد البطولة، سيُهدى الملعب للفرق الرياضية الجامعية، وسيصبح مركزًا دائمًا لمنتخب قطر للسيدات. سيُقلص عدد المقاعد من 44 ألفًا إلى 20 ألفًا.
* استاد الجنوب:
أول الملاعب الجديدة التي بُنيت، وصممته المعمارية العراقية زها حديد، شكله مستوحى من قوقعة البحر وأشرعة المراكب التقليدية بمدينة الوكرة. يتميز بكونه مكيفًا بالكامل بتقنية مبتكرة.
* ملعب أحمد بن علي:
يقع في منطقة أم الأفاعي بالريان، ويعكس تصميمه الثقافة المحلية وكثبانها الرملية. بعد البطولة، سيتحول إلى مقر نادي الريان الرياضي القطري، وسيُخفض عدد المقاعد من 45 ألفًا إلى 20 ألفًا.
* استاد خليفة الدولي:
الاستاد الوحيد الذي سيبقى كما هو. يقع في الدوحة ويعتبر إرثًا ثقافيًا واجتماعيًا عريقًا لقطر، حيث استضاف العديد من الفعاليات الرياضية التاريخية منذ افتتاحه في عام 1976.