
اولوياتك ليست أهلك ولا نفسك
هل أولوياتي تم وضعها في المكان الصحيح ؟

بصراحة كثير منا لديه لا يعرف أولوياته اصلا في الحياة ولا يعرف أنها مهمة و الأخر يقول اهلي هم أولوياتي و اخر يقول المال وألخ…..
ولكن الغريب أنه ألأولويات ليست في مقدار الوقت الذي تمضيه فيه, بل هو شيئ يشغل حيز تفكيرك وكل تفكيرك يكمن في كيفية تعزيز الاتصال به و رضائه .
وهنا نلاحظ شيئ غريب أن كل منا لديه شيئ فعلا يشغل حيز تفكيره طوال الوقت و يسعى دائما لتلبية مراد هذا الشيء منه فيصبح عبدا له .
اجل لقد وضحت اكثر و عرفنا معنى ما اريد ايصاله الا وهو الله .
اذا لم يكن الله في أصل اولوياتك فلمن تعيش ؟

بصراحة كثير منا و أنا شخصيا اعاني في هذا الامر دائما اقول لنفسي أنا اريد ان اعيش حياة كريمة و و أ سعد فيها أهلي و يكون لدي حياة جميلة و اتصدق ولكن لمن هذا كله ولما افكر بهذه الأشياء , لا تفهمني غلط فهذه الأشياء هي محمودة في الأسلام و يحبها الله و بالعكس قد تكون من الفروض أصلا ولكن هذا ليس ما اقصده فما اقصده بالتحديد هو أن تجعل هذه الأفعال لله , بمعنى انك مثلا تعمل في عمل و لكن نيتك في هذا العمل هو ان ترضي الله عن طريق أمانتك في العمل ولقد وصينا بالأمانة هذا مثال بسيط جدا لتقريب المعنى ولكن المفهوم اكبر و أوسع من هذا ف بسعيك ان تجعل اولويتك في حياتك هي الله فسوف تحصل معجزات لك او عجائب لم تكن تتوقعها وعقلك هذا الذي تفكر به سوف يكون تلقائيا في التفكير بالأشياء بزوايا اخرى عن زوايا الافراد الأخرين ولكن هل الموضوع بسيط ؟ لا و تعالى اخبرك عن ………
كيفية الاتصال بالله عز وجل !!

ولكن ما علاقة الأتصال بالله عز وجل بأن يكون اولوياتي ؟
سبق و اخبرتك أن الناس يشغل دائما حيز تفكيرهم يضعونه اولوية في حياتهم فكيف اصلا اشغل حيز تفكيري بالله و كيف اعرف الله و اتصل به هنا يأتي دور العلم بالله
اي بمعنى صحيح اي علم يوصلني لمعرفة مراد الله و معرفة الله و ماذا يريد مني وهنا تأتي جميع العلوم في الدنيا وفي مقدمتها العلوم الدينية او كما تسمى بالعلوم الشرعية
فهذه الوقود لتشغيل السيارة او لتشغيل الأفعال لعمل الاشياء التي تجعل فعلا اولوياتك هي الله في المقام الأول و تأتي باقي الاشياء ولكن ما هذه الافعال التي ستوصلني للاتصال بالله عز وجل؟
هي ثلاثة اشياء و تذكر انك يجب ان تمر بهذه الثلاث مراحل بالترتيب
- ان تقوم بشيء تحب ان تفعله او تريد ان تفعله
- ان تنوي نية ان تجعل هذا العمل لله اي بمعنى ان تتقي لله في العمل و ان تقوم بالعمل على الهدى الصحيح وليس بالضرورة ان لا تكتسب منه مال لا عادي ان تكتسب منه مال بالعكس هذا الاشهر ان تكتسب منه مال فعلا اذا اردت الا تكتسب منه مال ف أنت حر
- وهي مرحلة الاتصال التي اخبرتك عنها
ولكن هنا يأتي شيء لم اخبرك عنه عن مرحلة الاتصال بالله عز وجل وهو شيئ جدا مهم ؟
أن مرحلة الاتصال قد تتأخر لأننا في عالم الرأسمالية او الاستهلاكية او الادمانية ف الاستهلاك و السعي نحو المال و الادمان يؤخرك نحو الاتصال بالله عز وجل ف الادمان علميا يبعدك عن اهدافك في الحياة اصلا و السعي نحو المال فقط يجعلك انسان مادي تتجزأ من انسانيتك و الاستهلاك يجعلك تهتم و تركز على ما يشبعك فقط .
وهذه الاشياء للأسف الشديد تبعدك عن الاتصال به فنعم زمان كان أسهل على الناس الاتصال بالله عز وجل ف الاشياء التي تلهيهم عن الاتصال به هي اشياء معدودة فقط وليس كل الناس لامسها او ادمنها او استهلكها فلهذا الناس في عهد الصحابة كانو الاقوى و الاتقى هذا بالطبع يأتي بسبب تعاملهم مع النبي شخصيا و بسبب ايضا الطبيعة الحياتية وقتها .
في النهاية يجب على الشخص ان يسعى في الامر و يجعل هذا اولوياته فعلا و ان يقوم بتقليل الاستهلاك و بزيادة الاستغفار و الخشوع في الصلاة و أن يجعل هذا القلب مطمئن و سليم حتى لا ينزل في ظلمات الشهوات .