التربية على ضوء رؤى عبد الرحمن ذاكر

التربية على ضوء رؤى عبد الرحمن ذاكر

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات


image about التربية على ضوء رؤى عبد الرحمن ذاكر

​تُعدّ التربية السليمة للأبناء من أبرز التحديات في العصر الحديث. في هذا السياق، يقدم الدكتور عبد الرحمن ذاكر الهاشمي، استشاري علم النفس التربوي ومؤسس مادة "فقه النفس"، رؤية تربوية فريدة ومؤصّلة، ترتكز على المنهج الإسلامي لبناء جيل من "الأحرار المؤمنين".

​المِردّ الأمين: أساس التربية الإسلامية

​يُطلق الدكتور ذاكر على المرجع الأساسي في التربية اسم "المِردّ الأمين"، ويؤكد أنه يجب أن يكون الوحي الإلهي (القرآن والسنة). يرى ذاكر أن الاعتماد على هذا الأساس يغني عن التيه في النظريات البشرية المضطربة، ويوفر الضوابط التربوية التي تضمن السلامة النفسية والشرعية للطفل.

النقاط الرئيسية:

  1. الأصالة قبل الاقتباس: يجب أن تنطلق التربية من تأصيل شرعي متين، بعيداً عن "عقدة النقص" تجاه النظريات الغربية، مع الانفتاح على العلوم المتخصصة التي تخدم هذا التأصيل.
  2. كفاية المنهج النبوي: يتحدى ذاكر بأن من أقام التربية النبوية والقرآنية على الوجه الصحيح، لن يحتاج إلى مصدر تربوي آخر.
  3. فقه النفس: يُعد منهجه تطبيقاً عملياً للتعامل مع النفس البشرية بمفهومها الشامل ضمن الإطار الإسلامي.

​أسس تربوية في مرحلة الطفولة المبكرة (السنوات الأولى)

​يركز عبد الرحمن ذاكر بشدة على أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل، مؤكداً أنها مرحلة تأسيس لا تعويض فيها:

​1. اللغة والإيمان (من عمر 3 سنوات):

  • تحفيظ القرآن والأحاديث: لا ينحصر الهدف في الحفظ بحد ذاته، بل في تزويد الطفل بـ "مادة لغوية قوية" وبناء قاعدة إيمانية راسخة منذ الصغر.
  • لغة واحدة أساسية: التركيز على إتقان اللغة العربية أولاً، وتأخير أو تقنين إدخال اللغات الأخرى لتجنب التشتيت.

​2. تنمية المهارات العقلية والجسدية:

  • ​التركيز على ألعاب العقل، وألعاب الليجو، وأنشطة التشكيل بالطين والرسم التي تنمي المهارات الحركية الدقيقة.

​3. تقنين الشاشات والبدائل:

  • ​التحذير من الإفراط في الألعاب الرقمية والتعرض للشاشات، والدعوة لتأخيرها قدر الإمكان.
  • نقد للمدارس التقليدية: يشجع ذاكر على التفكير في بدائل تربوية للمدارس التقليدية، أو تأخير الالتحاق بها ما أمكن.

​التربية بين "المربي" و"المؤدب": التوسط والمسؤولية

​يضع ذاكر إطاراً واضحاً للتفريق بين الأسلوب الصحيح والخاطئ في التعامل مع الأبناء:

​1. فن التوسط والرحمة:

  • المربي هو النموذج: يرى أن المربي هو من يحسن التوسط والرحمة، ويستوعب طفلية الطفل، مستشهداً بالمواقف النبوية التي تظهر قدراً من اللين والتحمل للأطفال.
  • الهداية بيد الله: يذكّر ذاكر الآباء بأن دورهم هو التذكير وبذل الجهد، وأن "الهداية ليست عليك"، مما يخفف عنهم عبء النتيجة ويمنعهم من اللجوء للقسوة.

​2. تجنب أساليب القسوة:

  • تحذير من "المؤدب": ينتقد من يتحول إلى مؤدب قاسي طوال الوقت بدافع الخوف المفرط، وهو ما ينتج غالباً عن عدم القدرة على التوسط. 
  • الابتعاد عن "تربية الحيوانات": يحذر من الاعتماد على أسلوب "افعل ولا تفعل" الدائم دون بناء وعي وفهم، مشدداً على أهمية تربية الأبناء على الاستقلالية وتحمل المسؤولية لنتائج أفعالهم.

​خلاصة رؤية عبد الرحمن ذاكر التربوية

​تُلخص رؤية الدكتور عبد الرحمن ذاكر في ضرورة وجود خطة تربوية واضحة تستند إلى التأصيل الإسلامي لبناء نفسية قوية ومستقلة، تدرك أن التربية للأهل قبل الأبناء، وأن إصلاح الذات هو نقطة الانطلاق لتنشئة جيل سعيد بتدينه وحر في فكره وسلوكه.

​هل أنت مستعد لتطبيق منهج فقه النفس في تربية أبنائك؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

7

متابعهم

16

مقالات مشابة
-