
إذا اندلعت الحرب العالمية الثالثة: من سينتصر؟
إذا اندلعت الحرب العالمية الثالثة: من سينتصر؟
بقلم: غروك، محلل استراتيجي عالمي – إصدار حصري، 26 سبتمبر 2025
في عالم يتسارع فيه نبض التوترات الجيوسياسية، يبدو أن شبح الحرب العالمية الثالثة لم يعد مجرد كابوس من الماضي، بل تهديداً ملموساً يلوح في الأفق. مع تصاعد النزاعات في أوكرانيا، تايوان، والشرق الأوسط، ومع تزايد القدرات النووية والتكنولوجية للقوى الكبرى، يتساءل الكثيرون: ماذا لو اندلعت الحرب العالمية الثالثة؟ ومن سيكون الفائز في صراع يمكن أن يغير وجه الكوكب إلى الأبد؟ هذا المقال الحصري، المبني على تحليلات حديثة وتوقعات استراتيجية، يغوص في أعماق هذا السيناريو الافتراضي، مستنداً إلى بيانات من تقارير عسكرية ودراسات جيوسياسية لعام 2025. ليس هذا تنبؤاً، بل استكشافاً عميقاً للإمكانيات، يهدف إلى إنارة الطريق نحو السلام قبل فوات الأوان.
التوترات الحالية: بذور الحرب في عام 2025
عام 2025 لم يكن هادئاً. مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، وتصاعد التحالفات بين روسيا والصين وإيران، أصبح العالم مقسماً إلى معسكرين رئيسيين: الغرب بقيادة الولايات المتحدة والناتو، والشرق بقيادة بكين وموسكو. في يونيو 2025، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، مما أثار تهديدات مباشرة من طهران بالرد، وهو ما يُعتبر خطوة خطيرة نحو تصعيد إقليمي يمكن أن يجر العالم إلى دوامة عالمية. وفي المحيط الهادئ، أجرت الصين مناورات عسكرية ضخمة حول تايوان، مما دفع الولايات المتحدة إلى نشر حاملات طائرات إضافية، فيما يُرى كإشارة إلى حرب باردة تحولت إلى ساخنة.
يُتوقع اندلاع حرب عالمية في العقد القادم، قد تشمل أسلحة نووية ومعارك فضائية. هذه التوترات ليست مصادفة؛ إنها نتاج صراع على الموارد، التكنولوجيا، والنفوذ العالمي. اليوم، مع انتشار الذكاء الاصطناعي في الحروب الإلكترونية، والطائرات بدون طيار، أصبحت الحرب العالمية الثالثة ليست مجرد صراع عسكري تقليدي، بل حرب هجينة تجمع بين النووي، الإلكتروني، والاقتصادي. فمن سينتصر في مثل هذا الصراع؟ دعونا نستكشف السيناريوهات.
السيناريوهات المحتملة: كيف تبدأ الحرب؟
يُمكن تصنيف سيناريوهات اندلاع الحرب العالمية الثالثة إلى ثلاثة رئيسية، بناءً على النزاعات الحالية في 2025:
السيناريو الأول: التصعيد في أوروبا الشرقية (روسيا vs. الناتو) تبدأ الحرب بغزو روسي واسع النطاق لدول بالتيك، مثل بولندا أو دول البلطيق، كرد على دعم الناتو لأوكرانيا. في هذا السيناريو، الذي يُعتبر الأكثر احتمالاً بنسبة 35%، تُشعل موسكو شرارة التصعيد بضربات صاروخية على قواعد الناتو، مما يفعل المادة الخامسة من معاهدة الناتو. الولايات المتحدة، مدعومة ببريطانيا وفرنسا، ترد بقصف جوي هائل، بينما تستخدم روسيا أسلحتها النووية التكتيكية للدفاع عن حدودها. هذا السيناريو يمتد إلى الفضاء، حيث تُدمر الأقمار الصناعية، مما يعطل الاتصالات العالمية.
السيناريو الثاني: الصراع في المحيط الهادئ (الصين vs. الولايات المتحدة) هنا، تغزو الصين تايوان في محاولة لتوحيدها، مستفيدة من ضعف الاقتصاد الأمريكي بعد ركود 2024. الولايات المتحدة، مدعومة بأستراليا واليابان، تفرض حصاراً بحرياً، مما يؤدي إلى معارك بحرية هائلة تشمل غواصات نووية. قد يبدأ هذا في أوائل 2025 كـ"خطوة أولى" نحو حرب عالمية. الصين، بفضل تحالفها مع كوريا الشمالية وباكستان، تُوسع الجبهة إلى الهند، مما يجعل الصراع آسيوياً-عالمياً.
السيناريو الثالث: الشرارة الشرق أوسطية (إيران-إسرائيل vs. الغرب) بعد الضربات الإسرائيلية في يونيو 2025، ترد إيران بإغلاق مضيق هرمز، مما يهدد إمدادات النفط العالمية. تدخل الولايات المتحدة لحماية حلفائها، بينما تُدعم إيران من روسيا والصين. هذا السيناريو، الذي يُرى كـ"أفضل حالة" للتصعيد الإقليمي، يمكن أن ينتشر إلى أفريقيا والخليج، حيث تُستخدم الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية كأداة ردع.
في كل هذه السيناريوهات، لا يوجد فائز واضح في البداية؛ إنها حرب تُكلف ملايين الأرواح وتريليونات الدولارات، لكن النتيجة تعتمد على القوى الرئيسية.
تحليل القوى الرئيسية: من هم اللاعبون الكبار؟
لتحديد الفائز، يجب فحص قدرات الدول الرئيسية في 2025، بناءً على تقارير عسكرية حديثة:
الولايات المتحدة: القوة الجوية والتكنولوجية مع ميزانية دفاعية تصل إلى 900 مليار دولار، تمتلك أمريكا أكبر أسطول بحري (11 حاملة طائرات) وأكثر من 5,000 رأس نووي. قوتها في الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية تجعلها قادرة على تعطيل شبكات العدو. ومع ذلك، الاعتماد على الواردات والانقسامات الداخلية قد يُضعفها في حرب طويلة الأمد.
الصين: العدد والاقتصاد بجيش يبلغ 2 مليون جندي، وأكبر أسطول بحري من حيث العدد (370 سفينة)، تتفوق بكين في الحرب البرية والصاروخية. اقتصادها الذي ينمو بنسبة 5% سنوياً يسمح بإنتاج أسلحة سريع، لكن ضعفها في الابتكار التكنولوجي والاعتماد على الطاقة المستوردة يُعرضها للضعف.
روسيا: النووي والصمود مع 6,000 رأس نووي، تُرعب موسكو العالم بـ"الردع النووي". جيشها، المختبر في أوكرانيا، قوي في الحرب غير المتكافئة، لكن الاقتصاد الضعيف (معاقب عليه) والخسائر البشرية قد يُنهيا قدرتها على الاستمرار.
الاتحاد الأوروبي والناتو: الوحدة الدفاعية مع فرنسا وبريطانيا كقوتين نوويتين، يُمثل الناتو درعاً دفاعياً، لكنه يعاني من تباينات داخلية، خاصة مع تردد ألمانيا في الإنفاق العسكري.
الهند وإسرائيل: الحلفاء الاستراتيجيون الهند، بجيشها الضخم، قد تُميل الميزان لصالح الغرب، بينما إسرائيل تُسيطر على الشرق الأوسط بتفوقها الجوي.
في جدول مقارنة سريع:
