
قراءة في أسباب قد تشعل حرباً عالمية ثالثة جذور التصعيد في عالم متعدد الأقطاب
قراءة في أسباب قد تشعل حرباً عالمية ثالثة
في 26 سبتمبر 2025، يقف العالم على شفا كارثة غير مسبوقة، حيث تتراكم التوترات الجيوسياسية والاقتصادية والتكنولوجية كقطع دومينو جاهزة للسقوط، محولة أي شرارة صغيرة إلى حريق عالمي. لم تعد فكرة الحرب العالمية الثالثة مجرد سيناريو خيالي في كتب التاريخ أو أفلام الهوليوود؛ إنها واقع محتمل مدفوع بصراعات مترابطة، من غزو روسيا لأوكرانيا إلى التصعيد النووي في الشرق الأوسط، مروراً بالتوتر حول تايوان. هذا المقال الحصري يقدم قراءة عميقة وفريدة في الأسباب التي قد تشعل هذه الحرب، مستنداً إلى الواقع الراهن دون الغوص في تنبؤات مبالغة، بل مع التركيز على العوامل الملموسة التي تجعل التصعيد أمراً قابلاً للحدوث. في عصر يشهد إنفاقاً عسكرياً عالمياً يتجاوز التريليونات، وتحالفات هشة، وتكنولوجيا تدميرية، أصبح السؤال ليس "إذا" بل "كيف" يمكن تجنب الكارثة.
السياق التاريخي: جذور التصعيد في عالم متعدد الأقطاب
الحروب العالمية السابقة لم تندلع فجأة؛ كانت نتيجة تراكمات طويلة الأمد. الحرب الأولى (1914-1918) انطلقت من اغتيال أرشيدوق النمسا، لكنها كانت مدفوعة بسباق تسلح وتحالفات أوروبية متوترة. أما الثانية (1939-1945)، فكانت امتداداً للانهيار الاقتصادي بعد 1929 وصعود الأنظمة الشمولية. اليوم، في 2025، يعيد التاريخ نفسه بطريقة أكثر تعقيداً: انهيار النظام الأحادي القطب بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، وصعود عالم متعدد الأقطاب حيث تتنافس الولايات المتحدة مع روسيا والصين على الهيمنة.
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025 أضاف وقوداً إلى النار، مع سياساته التجارية القاسية ضد الصين وتهديداته بقصف إيران. هذا السياق يجعل أي نزاع إقليمي قابلاً للانتشار العالمي، خاصة مع انتشار الأسلحة النووية والتكنولوجيا الإلكترونية التي تحول الحرب إلى شيء غير تقليدي.
الأسباب الرئيسية: الشرارات المتعددة للكارثة
لا توجد سبب واحد يشعل حرباً عالمية؛ إنها مزيج من عوامل مترابطة. إليك أبرزها في 2025:
1. التوترات الجيوسياسية والحروب بالوكالة
الصراعات الإقليمية أصبحت حروباً عالمية مصغرة. في أوكرانيا، الغزو الروسي الذي دخل عامه الرابع يهدد بتوريط الناتو مباشرة، خاصة مع دعم كوريا الشمالية وإيران لموسكو بصواريخ وطائرات مسيرة. إذا امتد النزاع إلى دول البلطيق أو بولندا، قد يفعل الناتو المادة 5، محولاً الصراع إلى أوروبي شامل.
في الشرق الأوسط، التصعيد بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025، حيث قصفت إسرائيل منشآت نووية إيرانية، أدى إلى رد إيراني بصواريخ على قواعد أمريكية. الحرب في غزة، التي أسفرت عن أزمات إنسانية في السودان والكونغو، تتداخل مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، مما يجذب روسيا والصين لدعم إيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
في آسيا، التوتر حول تايوان يصل ذروته مع رفض الصين استقلال الجزيرة، ودعم أمريكي عسكري متزايد. غزو صيني محتمل يعطل 90% من إنتاج الرقائق العالمي، مما يجذب اليابان وكوريا الجنوبية، ويحول النزاع إلى عالمي.
2. الأزمات الاقتصادية والحروب التجارية
الاقتصاد أصبح سلاحاً. الحرب التجارية الأمريكية-الصينية في 2025، مع فرض ترامب تعريفات تصل إلى 145% على الواردات الصينية، أدت إلى رد صيني بحظر صادرات المعادن النادرة، مما يهدد صناعات الطاقة النظيفة الأمريكية. هذا التصعيد يفاقم التضخم العالمي، ويؤدي إلى نقص غذائي وطاقة، خاصة مع عقوبات على روسيا التي تدعم اقتصادها عبر صفقات مع الصين.
الانهيار المالي المحتمل، مع ديون أمريكية تتجاوز 35 تريليون دولار، يجعل الدولار عرضة للانهيار، مما يدفع دولاً مثل الهند والبرازيل إلى البحث عن بدائل، ويزيد من التوترات.
3. التكنولوجيا كسلاح: الحروب الإلكترونية والنووية
التكنولوجيا تحول الحرب إلى هجينة. الهجمات الإلكترونية الروسية على كابلات الإنترنت الأوروبية في 2025، أو الصينية على تايوان، تعطل الاقتصادات العالمية. الذكاء الاصطناعي في الطائرات المسيرة والصواريخ يجعل التصعيد أسرع وأكثر فتكاً.
التهديد النووي حقيقي: روسيا تهدد بأسلحة تكتيكية في أوكرانيا، بينما إيران تقترب من صنع قنبلة نووية بعد الضربات الإسرائيلية. كوريا الشمالية، بدعم روسي، تطور برنامجها النووي، مما يهدد اليابان.
4. تغير المناخ والنزاعات على الموارد
تغير المناخ يفاقم الصراعات. الجفاف في أفريقيا يؤدي إلى نزوح ملايين في السودان والكونغو، مما يزيد الضغط على الموارد. نقص المياه في الشرق الأوسط يجعل النزاعات على الأنهار مثل دجلة والفرات أكثر حدة، بينما ارتفاع مستويات البحار يهدد الجزر في المحيط الهادئ، مما يجذب الصين والولايات المتحدة.
البؤر الساخنة: الخريطة الحمراء للعالم
في 2025، تتركز الأسباب في بؤر ساخنة:
- أوروبا: أوكرانيا كبوابة لصراع أوروبي، مع خسائر روسية هائلة ودعم غربي.
- الشرق الأوسط: إسرائيل-إيران كشرارة نووية، مع تدخل أمريكي.
- آسيا: تايوان وكوريا الشمالية كمناطق تصعيد مع الصين.
- أفريقيا: نزاعات داخلية في السودان والكونغو مدعومة خارجياً.
التحالفات الجديدة: من الثنائية إلى الفوضى
