واحة سيوة: جوهرة الصحراء الغربية ومعالمها السياحية والأثرية الفريدة

واحة سيوة: جوهرة الصحراء الغربية ومعالمها السياحية والأثرية الفريدة

تقييم 5 من 5.
7 المراجعات

 المقدمه 

واحة سيوة هي واحدة من أجمل وأندر المناطق السياحية في مصر بل وفي العالم كله، فهي تقع في أقصى الغرب المصري بالقرب من الحدود الليبية، وتعد أشبه بجوهرة تتلألأ وسط الصحراء الغربية عُرفت سيوة منذ آلاف السنين بمكانتها التاريخية والدينية، كما أنها من أكثر المناطق التي حافظت على خصوصيتها الثقافية واللغوية، إذ يتحدث أهلها حتى اليوم لغة خاصة بهم تعرف بالسيوية أو الأمازيغية بجانب اللغة العربية. ويعود سر تميز سيوة إلى كونها معزولة نسبياً عن باقي مناطق مصر، ما ساعدها على الاحتفاظ بتراثها وعاداتها القديمة بشكل كبير

الطبيعه

تُعتبر رحلات السفاري في واحة سيوة من أبرز الأنشطة التي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، فهي ليست مجرد جولة في الصحراء، بل تجربة استثنائية تجمع بين المغامرة والمتعة والاكتشاف. تمتد الصحراء المحيطة بسيوة على مساحات شاسعة من الكثبان الرملية والبحيرات والواحات الصغيرة، ما يجعلها مكاناً مثالياً لمحبي الرحلات الصحراوية وعشاق الطبيعة البكر.

تبدأ مغامرات السفاري عادة باستخدام سيارات الدفع الرباعي التي يقودها مرشدون محليون خبراء بالصحراء ومسالكها. ينطلق السياح في جولات عبر الكثبان الرملية المرتفعة والمنخفضة، حيث يعيشون تجربة "التطعيس" أو القيادة السريعة على الرمال، وهي من أكثر اللحظات التي تبعث الإثارة والحماس. ويتيح هذا النشاط للزائرين مشاهدة مناظر بانورامية خلابة للصحراء الواسعة، خاصة عند لحظات الغروب عندما تتحول الرمال إلى ألوان ذهبية وبرتقالية ساحرة.

إلى جانب المغامرات بالسيارات، تتضمن رحلات السفاري التوقف عند بعض المواقع الطبيعية المميزة مثل بحيرات المياه المالحة التي تشتهر بها سيوة، والتي تمنح الزائر فرصة للسباحة في مياهها الصافية ذات القدرة العلاجية. كما يُمكن التوقف عند عيون المياه الكبريتية التي يُعتقد أن لها فوائد صحية، حيث يستمتع السياح بالاسترخاء وسط أجواء طبيعية نادرة.

 

المعالم السياحيه

أما فيما يتعلق بالمعالم السياحية والأثرية في سيوة فهي متعددة ومتنوعة، ومن أبرزها معبد آمون المعروف أيضاً بمعبد الوحي الذي يُعد من أهم المزارات التاريخية في الواحة، وقد ارتبط اسمه بالإسكندر الأكبر الذي جاء إلى هذا المعبد عام 331 قبل الميلاد ليستشير كهنة آمون، حيث أعلنوه ابناً للإله، ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا المعبد محط أنظار العالم القديم. ورغم أن المعبد اليوم لم يبق منه إلا بقايا على جبل أغورمي، إلا أن قيمته التاريخية ما تزال عظيمة. 

كذلك يوجد جبل الموتى، وهو من أهم المواقع الأثرية في سيوة، حيث يضم مقابر منحوتة في الصخر تعود للعصور الفرعونية والبطالمة والرومانية، وتزينها نقوش ورسوم ملونة ما زالت محتفظة بجمالها رغم مرور الزمن. ومن أبرز المقابر هناك مقبرة سي آمون ومقبرة مسو إيزيس ومقبرة التمايا، وكلها تعكس تمازج الحضارات التي مرت على الواحة.

ولا يمكن الحديث عن سيوة دون ذكر قلعة شالي القديمة، التي بناها أهالي سيوة في القرن الثالث عشر الميلادي من مادة الكرشيف وهي مزيج من الطين والملح، لتكون حصناً لهم ضد الغزوات. ورغم أن الأمطار أضعفت أجزاءً منها إلا أن أطلالها ما زالت قائمة وتشكل لوحة معمارية مبهرة، كما أنها تُعد شاهداً على عبقرية أهل سيوة في التكيف مع بيئتهم. 

أيضاً يوجد معبد أم عبيدة الذي يعود لعصر الملك نختنبو الثاني من الأسرة الثلاثين، ورغم تهدم معظمه إلا أن نقوشه المتبقية تدل على أهميته الدينية في ذلك الوقت.

أما من الناحية الطبيعية، فتُعد عين كليوباترا واحدة من أشهر معالم سيوة، وهي عين ماء دائرية الشكل يقال إن الملكة كليوباترا استحمت فيها أثناء زيارتها للواحة، وتُعتبر اليوم وجهة أساسية للسياح الذين يقصدونها للسباحة في مياهها الفوارة. وإلى جانب ذلك توجد العديد من العيون الأخرى مثل عين فطناس وعين كيغار، وكلها توفر تجربة استرخاء مميزة وسط طبيعة ساحرة.

ومن المعالم الطبيعية المميزة أيضاً جبل الدكرور، الذي يرتبط بمهرجان السياحة والتسامح الذي يقام سنوياً، وهو جبل اشتهر بكون رماله تُستخدم في العلاج من أمراض المفاصل والروماتيزم عن طريق الدفن في الرمال الساخنة، مما جعله مقصداً للسياحة العلاجية.

كما تحتضن سيوة عدداً من البحيرات المالحة مثل بحيرة الزيتون وبحيرة فطناس، والتي لا تُستخدم فقط في العلاج بل أيضاً تعد مواقع مثالية لمشاهدة غروب الشمس الذي يرسم لوحة طبيعية لا مثيل لها. هذه البحيرات بما تحتويه من مياه زرقاء محاطة برمال ذهبية وسماء صافية جعلت سيوة أشبه بجنة مخفية في قلب الصحراء.

وإلى جانب كل هذه المعالم، تمتاز سيوة بإنتاج أجود أنواع التمور والزيتون، وتُعد منتجاتها من أجود ما يوجد في مصر والعالم. كما أن طابعها العمراني الفريد، المبني من الطين والملح، يعطيها شخصية مميزة عن باقي المدن المصرية. أضف إلى ذلك العادات والتقاليد الخاصة بأهلها التي تعكس روح البساطة والكرم والأصالة.

يمكن القول إن سيوة تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابة والثقافة الفريدة، فهي ليست مجرد واحة في قلب الصحراء، بل هي متحف مفتوح يضم آثاراً شاهدة على حضارات قديمة، وبيئة طبيعية خلابة تُلهم الزائرين، ومجتمعاً محلياً يتمسك بجذوره ويقدم تجربة سياحية مختلفة عن أي مكان آخر. لذا فهي بحق واحدة من أهم المقاصد السياحية في مصر، ورحلة إليها تُعد بمثابة سفر عبر الزمن واكتشاف لعالم مليء بالجمال والروحانية والهدوء.

image about واحة سيوة: جوهرة الصحراء الغربية ومعالمها السياحية والأثرية الفريدة

image about واحة سيوة: جوهرة الصحراء الغربية ومعالمها السياحية والأثرية الفريدةimage about واحة سيوة: جوهرة الصحراء الغربية ومعالمها السياحية والأثرية الفريدةimage about واحة سيوة: جوهرة الصحراء الغربية ومعالمها السياحية والأثرية الفريدة

image about واحة سيوة: جوهرة الصحراء الغربية ومعالمها السياحية والأثرية الفريدة
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

5

متابعهم

1

مقالات مشابة
-