اعتزال ميسي دوليًا: مستقبل منتخب الأرجنتين بعد رحيل القائد
اعتزال ميسي دوليًا: نهاية أسطورة أم بداية مرحلة جديدة؟
في عالم كرة القدم، لا يوجد اسم يثير الحماس والجدل مثل اسم ليونيل ميسي. النجم الأرجنتيني الذي سطر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ اللعبة، عاد مؤخرًا ليشعل الأوساط الرياضية بتصريحات مثيرة حول اعتزاله دوليًا، مما فتح بابًا واسعًا للتكهنات حول مستقبله مع منتخب الأرجنتين، خاصة مع اقتراب كأس العالم 2026.
ميسي ومسيرته الدولية: إنجازات لا تُنسى
منذ أول ظهور له بقميص منتخب الأرجنتين، أثبت ليونيل ميسي أنه ليس مجرد لاعب موهوب، بل قائد حقيقي. قاد منتخب بلاده إلى الفوز بـكوبا أمريكا 2021، ثم توج مسيرته بلقب كأس العالم 2022 في قطر، وهو الإنجاز الذي طالما حلم به وأعاده إلى قلوب الجماهير الأرجنتينية بعد سنوات من الانتقادات.
لكن رغم هذه الإنجازات، بدأ الحديث يتصاعد حول إمكانية اعتزال ميسي دوليًا، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي قال فيها: "لا أعتقد أنني سأشارك في كأس العالم 2026 بسبب سني، الأمر الأكثر منطقية هو أن ذلك لن يحدث". هذه الكلمات كانت كافية لإثارة موجة من الحزن بين عشاقه حول العالم.
إنتر ميامي وتغير الأولويات
منذ انتقاله إلى صفوف إنتر ميامي الأمريكي، بدا أن ميسي بدأ مرحلة جديدة في حياته المهنية، تركز على الراحة والاستمتاع أكثر من المنافسة الشرسة. ورغم تألقه في الدوري الأمريكي، فإن الضغوط البدنية والذهنية التي ترافق المباريات الدولية قد تكون السبب الرئيسي وراء تفكيره في الاعتزال.
في تصريحات أخرى، أشار ميسي إلى أنه يتعامل مع الأمور "يومًا بيوم ومباراة بمباراة"، مما يعكس حالة من التردد وعدم الحسم النهائي. هذا التردد فتح المجال أمام وسائل الإعلام والجماهير للتكهن بمصيره، خاصة مع اقتراب تصفيات كأس العالم 2026.
مباراة فنزويلا: لحظة مؤثرة
في المباراة الأخيرة التي خاضها ميسي مع منتخب الأرجنتين ضد فنزويلا، والتي انتهت بفوز التانغو بثلاثية نظيفة، أحرز خلالها ميسي هدفين، ظهرت عليه علامات التأثر العاطفي. فقد شوهد وهو يغالب دموعه قبل انطلاق اللقاء، مما دفع الكثيرين للاعتقاد بأنها كانت مباراة الوداع.
حتى المدرب ليونيل سكالوني لم ينفِ هذه التكهنات، بل قال: "علينا أن نتركه يقرر، فقد اكتسب الحق في تحديد موعد اعتزاله بنفسه". هذه التصريحات زادت من قوة الاحتمالات بأن ميسي قد يكون بالفعل على وشك إنهاء مسيرته الدولية.
هل يشارك في كأس العالم 2026؟
رغم كل ما قيل، لا يزال هناك بصيص أمل لدى الجماهير بأن ميسي قد يقرر خوض كأس العالم 2026، خاصة وأن البطولة ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وهي بيئة قد تكون مناسبة له من حيث الراحة والتنظيم. لكن ميسي نفسه أشار إلى أن "الوقت يمضي، وقد مرت سنوات طويلة، وأحيانًا أشعر أنني بخير وأحيانًا لا"⁽¹⁾، مما يعكس صراعًا داخليًا بين الرغبة في الاستمرار والواقع البدني.
تأثير اعتزال ميسي على منتخب الأرجنتين
لا شك أن اعتزال ميسي دوليًا سيترك فراغًا كبيرًا في صفوف منتخب الأرجنتين، ليس فقط على مستوى الأداء، بل أيضًا على مستوى القيادة والروح. ميسي كان دائمًا مصدر إلهام لزملائه، وقائدًا في اللحظات الصعبة. ومع رحيله المحتمل، سيكون على المدرب سكالوني إيجاد بديل قادر على حمل الراية، وهي مهمة ليست سهلة على الإطلاق.
الختام: هل هي النهاية حقًا؟
سواء قرر ميسي الاعتزال دوليًا الآن أو بعد كوبا أمريكا 2024، فإن الحقيقة تبقى واحدة: نحن نعيش في زمن أسطورة لن تتكرر. ميسي لم يكن مجرد لاعب، بل حالة فريدة من الإبداع والالتزام والولاء. وإذا قرر الرحيل، فسيكون ذلك وداعًا يليق بأسطورة صنعت المجد وألهمت الملايين.
لكن حتى ذلك الحين، سيبقى السؤال مفتوحًا: هل نشهد الرقصة الأخيرة لميسي في الملاعب الدولية؟ أم أن هناك فصلًا أخيرًا لم يُكتب بعد؟
