بين الخوف والنشوة… هكذا يعيش الإنسان لحظة السقوط

بين الخوف والنشوة… هكذا يعيش الإنسان لحظة السقوط

Rating 0 out of 5.
0 reviews

بماذا يشعر الإنسان عند السقوط من مكان مرتفع؟

رحلة بين العلم والتجربة الإنسانية  

image about بين الخوف والنشوة… هكذا يعيش الإنسان لحظة السقوطمقدمة: لحظة بين السماء والأرض  

تخيّل أنك واقف على سطح بناية عالية… تنظر لأسفل فتشعر أن الأرض بعيدة بشكل لا يُصدق. قلبك يبدأ في الخفقان أسرع، يدك ترتجف، عقلك يصرخ "مستحيل!". الآن تخيّل أن قدميك انزلقتا فعلًا… وأنت تسقط.  

هذه اللحظة التي يحاول الفيديو أن يقرّبها لنا، ليست مجرد مشهد سينمائي، بل تجربة حقيقية عاشها كثيرون: في حوادث، أو أثناء القفز بالمظلات، أو حتى في أحلام السقوط التي يراها أغلب البشر.  

المرحلة الأولى: الصدمة الأولى – الجسم في وضع الطوارئ  image about بين الخوف والنشوة… هكذا يعيش الإنسان لحظة السقوط

بمجرد أن يبدأ السقوط، يدخل الجسم في ما يُسمى باستجابة الكرّ والفرّ.  

- القلب يقفز معدله فجأة، أحيانًا يتضاعف خلال ثوانٍ.  

- التنفس يصبح سطحيًا وسريعًا.  

- الدم يتدفق إلى العضلات، استعدادًا لأي محاولة بقاء.  

أحد المظليين وصف اللحظة الأولى قائلاً:  

"شعرت أن معدتي سقطت قبلي… وكأن روحي سبقت جسدي!"  

المرحلة الثانية: الانفصال النفسي  

image about بين الخوف والنشوة… هكذا يعيش الإنسان لحظة السقوط

كثير من الناجين من حوادث السقوط تحدثوا عن إحساس غريب: كأن العقل يرفض تصديق ما يحدث.  

في دراسة أمريكية على ناجين من سقوط أكثر من 10 أمتار، نصفهم تقريبًا قالوا إنهم شعروا أن الوقت يتباطأ، والبعض شعر أن عقله خرج من جسده للحظات، وكأنه يشاهد المشهد من الخارج.  

هذا التباطؤ ليس خيالًا، بل هو نتيجة لزيادة نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن معالجة الخوف.  

المرحلة الثالثة: المواجهة مع الهواء  

السقوط من ارتفاع ليس مجرد سقوط صامت. الهواء يصبح خصمًا قويًا:  

- عند سرعة 100 كم/س، تشعر أن الريح تصفع وجهك.  

- الصوت يتحول إلى صفير عالٍ يملأ أذنك.  

- الجلد نفسه يتأثر، فتشعر وكأن جسمك يُسحب للخلف.  

أحد الرياضيين الذين جربوا السقوط الحر وصف التجربة قائلاً:  

"كنت أصرخ، لكن صوتي لم يكن يخرج… كل ما أسمعه هو صراخ الريح!"  

أمثلة وتجارب واقعية  

image about بين الخوف والنشوة… هكذا يعيش الإنسان لحظة السقوط

تجربة مظلي نجا من سقوط 4 كيلومترات!  

في 1972، المضيفة الصربية فيسنا فولوفيتش سقطت من طائرة على ارتفاع 10,000 متر بعد انفجار، ونجت بأعجوبة رغم كسور متعددة. الأطباء قالوا إن جسمها فقد الوعي أثناء السقوط، وربما ساعدها ذلك على النجاة لأنها لم تتشنج.  

عامل بناء سقط من طابق سابع  

أحد عمال البناء في القاهرة عام 2015 سقط من طابق سابع، لكنه سقط فوق شادر بلاستيك فوق سوق خضار! المفاجأة أنه خرج بكسور بسيطة فقط. هنا يتضح أن كيف وأين تسقط أهم من الارتفاع وحده.  

تجربة القفز بالمظلات  

الرياضي الشهير فيليكس بومغارتنر قفز من طبقة الستراتوسفير عام 2012 من ارتفاع 39 كيلومتر! وصف التجربة بأنها مزيج من الرهبة والحرية المطلقة:  

"كنت بين الموت والحياة… بين السماء والأرض… لكن في قلبي شعور لا يمكن وصفه إلا بالحرية."  

الجانب الطبي: ما الذي يحدث للجسم فعلًا؟  

- أقل من 3 أمتار: غالبًا إصابات بسيطة.  

- من 3–6 أمتار: كسور في الأرجل أو العمود الفقري واردة جدًا.  

- أكثر من 10 أمتار: احتمالية الوفاة عالية.  

- أكثر من 30 مترًا: غالبًا قاتل، إلا بوجود عوامل حظ مثل شجر أو ماء يكسر الصدمة.  

الأطباء يسمون السقوط من أكثر من ضعف طول الإنسان إصابة عالية الطاقة، تستدعي التعامل كحالة طوارئ قصوى.  

لماذا نحلم بالسقوط؟  

الغريب أن معظم الناس حلموا بالسقوط مرة واحدة على الأقل. علماء النفس يقولون إن هذا الحلم مرتبط بالشعور بفقدان السيطرة في الحياة الواقعية. والعقل الباطن يستخدم صورة السقوط ليعبّر عن القلق أو الخوف.  

الجانب النفسي: بين الرهبة والمتعة  

image about بين الخوف والنشوة… هكذا يعيش الإنسان لحظة السقوط

بعض الناس يدفعون أموالًا طائلة ليجربوا القفز بالمظلات أو البانجي! لماذا؟  

لأن السقوط رغم خطورته يطلق في الدماغ خليطًا من الأدرينالين والدوبامين، ما يجعل التجربة ممتعة ومثيرة، لدرجة أن البعض يدمنها.  

كيف نتجنب مخاطر السقوط؟  

- استخدام وسائل الحماية في مواقع العمل.  

- تركيب حواجز ونوافذ آمنة في المنازل العالية.  

- تجنب الوقوف على حواف المباني أو الأماكن غير المستقرة.  

- التدريب على الإسعافات الأولية للتعامل مع إصابات السقوط.  

الخاتمة: السقوط بين الخوف والإلهام  

السقوط من مكان مرتفع قد يكون لحظة موت، أو لحظة وعي جديدة. الفيديو الذي شاهدناه يذكّرنا بأن الإنسان هش جدًا أمام الطبيعة، لكن في نفس الوقت يملك عقلًا وقلبًا قادرين على تحويل الخوف إلى تجربة استثنائية.  

قد يكون السقوط مخيفًا، لكنّه أيضًا يعلّمنا أن الأرض مهما ابتعدت… نحن في النهاية إليها عائدون.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

1

followings

1

similar articles
-