ما هي أقسام كتاب الإنجيل المقدس ؟

ما هي أقسام كتاب الإنجيل المقدس ؟

Rating 0 out of 5.
0 reviews

أنواع الإنجيل المقدس: دراسة تحليلية

يُعتبر الإنجيل المقدس الكتاب المركزي في الديانة المسيحية، وهو المرجع الأعلى للإيمان والعقيدة، ومصدر الهداية الروحية للمؤمنين. وكلمة "إنجيل" تعني البشارة أو الخبر السار، وهي تشير إلى الخلاص الذي أعلنه السيد المسيح. لكن عند التعمق في دراسة الكتاب المقدس، نلاحظ أنه لا يقتصر على نص واحد موحَّد الشكل، بل يتكوّن من أنواع متعددة من الكتب والكتابات التي تختلف في مضمونها وأسلوبها وأهدافها، لكنها جميعاً تجتمع حول رسالة واحدة: إعلان محبة الله وخلاصه للبشرية.

image about ما هي أقسام كتاب الإنجيل المقدس ؟

سنستعرض أهم أنواع الإنجيل المقدس، مع التركيز على تقسيماته الأساسية وخصائص كل نوع.

أولاً: العهد القديم

العهد القديم هو القسم الأول من الكتاب المقدس، وقد كُتب قبل مجيء المسيح. يحتوي على نحو تسعة وثلاثين سفراً في التقليد البروتستانتي، وأعداد مختلفة قليلاً في التقليدين الكاثوليكي والأرثوذكسي بسبب وجود الأسفار القانونية الثانية.

1. أسفار الشريعة (التوراة أو البنتاتيك)

تشمل أسفار موسى الخمسة: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية.

تُعتبر حجر الأساس للعهد القديم، حيث تروي قصة الخلق، وسقوط الإنسان، ودعوة إبراهيم، وخروج بني إسرائيل من مصر، والعهد الذي قطعه الله مع شعبه.

تركز على الشريعة والوصايا التي تنظّم الحياة الدينية والاجتماعية.

2. الأسفار التاريخية

تمتد من سفر يشوع حتى سفر أستير.

تسجل تاريخ بني إسرائيل منذ دخولهم أرض كنعان حتى فترة السبي والعودة منه.

تسلط الضوء على العلاقة بين طاعة الشعب لوصايا الله وبين استقرارهم أو ضياعهم.

3. الأسفار الشعرية والحِكمية

مثل أيوب، المزامير، الأمثال، الجامعة، نشيد الأنشاد.

تتناول موضوعات الحكمة، التأمل، العبادة، ومعنى الحياة.

تتميز بلغة أدبية راقية وصور شعرية عميقة أثرت في الأدب العالمي.

4. الأسفار النبوية

تنقسم إلى أنبياء كبار (إشعياء، إرميا، حزقيال، دانيال) وصغار (هوشع حتى ملاخي).

تحمل رسائل إلهية للشعب، تتضمن دعوة للتوبة، وتحذيراً من الشر، وبشارات عن مجيء المسيح المخلّص.

ثانياً: العهد الجديد

العهد الجديد هو جوهر الإيمان المسيحي لأنه يعلن عن يسوع المسيح وتعاليمه وحياته. يضم سبعة وعشرين سفراً مكتوبة باليونانية في الأصل.

1. الأناجيل الأربعة

متى: كتب لليهود، يبرز يسوع كالمسيّا المنتظر، ويؤكد تحقيق النبوات.

مرقس: أقدم الأناجيل، ركّز على أعمال المسيح ومعجزاته أكثر من أقواله.

لوقا: كُتب لليونانيين، يُظهر رحمة المسيح وإنسانيته، ويبرز دور المرأة والفقراء.

يوحنا: يختلف عن الثلاثة، يركز على لاهوت المسيح، ويقدم تأملات عميقة في علاقته بالله الآب.

هذه الأناجيل الأربعة تُعتبر الركيزة الأساسية لفهم شخصية المسيح ورسالته.

2. سفر أعمال الرسل

يُعد امتداداً لإنجيل لوقا ويروي بداية الكنيسة الأولى وانتشار الإنجيل من أورشليم إلى روما.

يسلط الضوء على عمل الروح القدس في الرسل، خاصة بطرس وبولس.

3. الرسائل الرسولية

كتبها رسل المسيح، خاصة بولس الذي كتب 14 رسالة.

تخاطب الكنائس والأفراد، وتتناول العقيدة المسيحية، والإرشادات الأخلاقية، وتنظيم الحياة الكنسية.

مثل: رومية، كورنثوس، أفسس، فيلبي، يعقوب، بطرس، يوحنا.

4. سفر الرؤيا

آخر أسفار العهد الجديد.

يحتوي على رؤى رمزية عن صراع الخير والشر ونهاية الأزمنة.

يقدم رجاءً للمؤمنين بأن المسيح سيأتي ثانية ليقيم ملكوته الأبدي.

ثالثاً: الأنواع الأدبية داخل الإنجيل

إلى جانب هذا التقسيم التقليدي، يمكننا تصنيف أسفار الكتاب المقدس بحسب الأنواع الأدبية:

1. التاريخية: تروي أحداثاً حقيقية مرتبطة بالشعوب والملوك (مثل الملوك، أخبار الأيام).

2. التشريعية: تعرض وصايا وقوانين تنظم العبادة والعلاقات الإنسانية (مثل اللاويين والتثنية).

3. الشعرية: تحتوي على تراتيل وأناشيد روحية (مثل المزامير).

4. النبوية: رسائل توجيهية تحمل وعوداً وإنذارات (مثل إشعياء).

5. السيرية/الإنجيلية: تحكي سيرة المسيح (الأناجيل الأربعة).

6. التعليمية/الرسائلية: تعالج مسائل العقيدة والسلوك (رسائل بولس).

7. الرؤيوية: تتناول الرؤى المستقبلية (سفر دانيال، سفر الرؤيا).

هذا التنوع الأدبي يعكس غنى الإنجيل، إذ يجمع بين التاريخ والشعر والفلسفة والتأمل الروحي.

رابعاً: الأناجيل المنحولة (غير القانونية)

من المهم الإشارة إلى وجود ما يُعرف بـ"الأناجيل المنحولة" أو "الأبوكريفية"، مثل إنجيل توما، إنجيل بطرس، وإنجيل الطفولة. هذه الكتب لم تُدرج في القانون الكنسي لأنها لم تُعتبر موحى بها، إما بسبب ضعف مصادرها أو تناقضها مع روح الإنجيل. لكنها تُظهر الاهتمام المبكر بسيرة المسيح وتاريخ الكنيسة.

خامساً: الترجمات والنسخ المختلفة

تعددت نسخ الإنجيل بحسب الكنائس المختلفة، لكن جميعها تشترك في جوهر واحد.

النسخة الكاثوليكية تشمل الأسفار القانونية الثانية.

النسخة البروتستانتية تقتصر على الأسفار الـ66.

النسخة الأرثوذكسية تحتفظ بتقليدها الخاص في ترتيب الأسفار.

كما تُرجِم الإنجيل إلى آلاف اللغات، وأصبح الكتاب الأكثر انتشاراً في العالم.

أهمية معرفة الأنواع المختلفة

معرفة أنواع الإنجيل تساعد القارئ على:

1. فهم السياق التاريخي والثقافي لكل سفر.

2. التمييز بين النصوص التشريعية والتأملية والشعرية.

3. قراءة الكتاب بروح متكاملة، بحيث يُفهم العهد القديم كمقدمة للعهد الجديد.

4. إدراك وحدة الرسالة رغم تنوع الأساليب.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

8

followings

6

followings

3

similar articles
-