الممنوع مرغوب.. لماذا نرتكب الاخطاء

الممنوع مرغوب.. لماذا نرتكب الاخطاء

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الممنوع مرغوب.. لماذا نرتكب الأخطاء؟

المقدمة

السؤال اللي دايمًا بيتكرر: ليه الممنوع دايمًا مرغوب؟
وليه ساعات بنعمل الغلط رغم إننا عارفين إنه غلط؟ لأن الممنوع غالبًا بيحمل لذّة مختلفة، إحساس بالتحدّي أو الحرية، أو حتى فضول “أشوف إيه اللي وراه”. الفكرة مش جديدة، لكنها بتفضل محيّرة: هل السبب فضول طبيعي؟ ولا ضعف قدّام النفس والشيطان؟ ولا ضغط المجتمع والموقف؟


من أول الحكاية

أول قصة للإنسان مرتبطة بالممنوع. ربنا سبحانه وتعالى أسكن سيدنا آدم الجنة وقال له: كل ما تشاء إلا هذه الشجرة.ومن هنا شجرة التفاح بقت رمز الممنوع.
جاءه إبليس وقال: دي شجرة الخلد وملك لا يفنى. فوقع آدم في التجربة.
المغزى هنا مش سرد القصة، لكن فهم طبيعة النفس: لما يكون في خطّ أحمر، الفضول يزيد، ووسوسة النفس والشيطان تكبّر الفكرة في دماغنا.


لماذا ننجذب للممنوع؟ (ببساطة نفسية)

الفضول: الإنسان بطبعه مستكشف. لو مفيش فضول، كنا لسه في العصر الحجري لان ببساطة ولا واحد هيجرب اى حاجه جديده

تأثير الندرة: “الممنوع قليل الوصول”؛ وكل نادر قيمته بتزيد في عيننا. 

إحساس السيطرة: كسر القاعدة يوهمك إنك قوي وحر.

المكافأة السريعة: المخ بيحب المتعة الفورية (دوبامين)، حتى لو بعد كده في ندم.

ضغط الأصدقاء والموقف: لما الكل يعمل حاجة، بنحس إن “العادي” هو اننا نمشي معاهم.

التبرير الذكي: عقلنا بيعرف يخترع أسباب تريح الضمير: “مرة واحدة”، “الظروف صعبة”، “هعوض بعدين”… وهكذا.


كيف يتحول الممنوع إلى مألوف؟

التاريخ مليان أمثلة:

القهوة ظهرت بالقرن الـ15 في اليمن، واتمنعت فترات في أماكن زي مكة والقاهرة وتركيا بحجّة إنها تشغل أو تؤثر على الصلاه، وبعد وقت بقت مشروب عادي بل وعالمي.

الموضة: لبس وقصّات كانت “عيب”، بقت موضة—والعكس.

التكنولوجيا: التليفون والإنترنت كانوا يخوّفوا، دلوقتي أساس الحياة والعمل.

الخلاصة هنا: الزمن يغيّر نظرتنا خصوصًا فيما يتعلّق بالعادات والتقاليد والخوف من الجديد. لكن في فرق بين ممنوع بسبب الجهل أو العادة، وممنوع لحماية الإنسان.


الممنوع الحقيقي ولماذا؟

المحرمات والقوانين لها أهداف واضحة:

السرقة: اعتداء على حق الغير → تحريم لحماية الممتلكات.

القتل: إزهاق روح بغير حق → تحريم لحماية الحياة.

القوانين: تتفق مع ده علشان تنظّم المجتمع وتمنع الفوضى.

الغريب؟ إننا عارفين الكلام ده، وبرضه بنغلط. ليه؟ لأن التبرير أحيانًا أقوى من الحقيقة لحظيًا، خصوصًا مع متعة سريعة أو ضغط موقف.


image about الممنوع مرغوب.. لماذا نرتكب الاخطاء

الأخطر من الغلط نفسه

قلب الموازين: لما الغلط يبقى في نظرك صح. هنا لازم تقف مع نفسك بسرعة.

تأجيل التوبة والإصلاح: “بعدين”… لحد ما الوقت يسرقك ومتبقاش في فرصة سهلة للرجوع.


إزاي نكسر سحر “الممنوع”؟ (خطوات عملية سريعة)

قاعدة 10–10–10: اسأل نفسك: بعد 10 دقايق/10 أيام/10 شهور هحس بإيه لو عملتها؟ غالبًا القرار هيهدى.

بدّل المتعة ببديل مباح: نفس الإحساس بتيجي له بدائل (رياضة، قهوة مع صديق، إنجاز مهم صغير).

اقطع السلسلة: شيل المحفّزات من حوالك (أشخاص، تطبيقات، أوقات).

اكتب العواقب: سطر واحد عن ثمن الغلط أكبر من 10 مبررات.

طلب العون: صديق صالح أو مرشد يذكّرك ويشدّك.

مكافأة مؤجلة: كافئ نفسك لما تلتزم، علشان المخ يتعود يفرّق بين لذّة فورية ونتيجة أحسن.

توبة وتجديد نية: لو غلطت، ارجع بسرعة. التكرار مش حُجّة للاستسلام.


خلاصة

الممنوع مرغوب لأن في داخلنا فضول ولأن الندرة بتزود الإغراء، ومع التبرير بنطمن نفسنا مؤقتًا. لكن مش كل ممنوع سواء: في شيء كان ممنوع بسبب العادة ثم صار عاديًا مع الوقت، وفي محظورات ثابتة هدفها حماية الإنسان والمجتمع.
القوة الحقيقية مش في كسر القاعدة، بل في اختيار الصح لما يكون الغلط أسهل. قبل ما الوقت يسرقك، قف لحظة، اختبر مبرراتك، وارجع للطريق الصح… لأن مش دايمًا في “مرة جاية”.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-