اجسام بلاستيكية دقيقة بمشروباتنا اليومية ( دراسه بريطانيه )

اجسام بلاستيكية دقيقة بمشروباتنا اليومية ( دراسه بريطانيه )

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

جزيئات البلاستيك في مشروباتنا اليومية: خطر خفي يهدد صحتنا

 

تخيل أنك تستمتع بكوب منعش من الماء أو مشروبك المفضل لكن ما لا تراه هو الآلاف من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة التي قد تتسلل إلى جسمك مع كل رشفة هذا ليس سيناريو من فيلم خيال علمي بل هو حقيقة مقلقة أصبحت جزءًا من واقعنا اليومي حيث أظهرت العديد من الدراسات وجود جزيئات البلاستيك المجهرية أو ما يُعرف باللدائن الدقيقة (Microplastics) واللدائن النانوية (Nanoplastics) في مجموعة واسعة من المشروبات التي نستهلكها يوميًا، من المياه المعبأة إلى المشروبات الغازية وحتى حليب الأطفال.


من أين تأتي هذه الجزيئات؟

image about اجسام بلاستيكية دقيقة بمشروباتنا اليومية ( دراسه بريطانيه )

مصادر تلوث مشروباتنا بالبلاستيك متعددة ومتشابكة:

العبوات البلاستيكية نفسها: تُعد الزجاجات والأوعية البلاستيكية المصدر الرئيسي مع مرور الوقت يمكن للبلاستيك أن يتآكل ويتحلل خاصة عند تعرضه للحرارة أو الضوء مطلقا ملايين الجزيئات الدقيقة إلى السائل الذي يحتويه.

أغطية الزجاجات: حتى الأغطية البلاستيكية يمكن أن تساهم في التلوث.

عمليات التصنيع والتعبئة: قد تتسرب جزيئات البلاستيك من المعدات المستخدمة في إنتاج وتعبئة المشروبات.

المياه الخام: حتى قبل التعبئة قد تحتوي مصادر المياه الطبيعية (الأنهار، البحيرات، المياه الجوفية) على لدائن دقيقة نتيجة للتلوث البيئي الواسع بالبلاستيك.

التلوث الهوائي: يمكن لجزيئات البلاستيك الموجودة في الغلاف الجوي أن تستقر في المشروبات أثناء عمليات التصنيع أو حتى بعد فتح العبوة في المنزل.

image about اجسام بلاستيكية دقيقة بمشروباتنا اليومية ( دراسه بريطانيه )

 

مخاطر صحية محتملة

بينما لا يزال البحث في هذا المجال في مراحله الأولى إلا أن التزايد المستمر في الأدلة يثير مخاوف جدية بشأن التأثيرات الصحية المحتملة لجزيئات البلاستيك على جسم الإنسان:

الالتهابات وتلف الخلايا: يمكن لهذه الجزيئات، خاصة اللدائن النانوية التي هي أصغر حجمًا، أن تخترق الأنسجة والخلايا وحتى تعبر الحواجز البيولوجية مثل الحاجز الدموي الدماغي مما قد يؤدي إلى استجابات التهابية وتلف خلوي.

اضطرابات هرمونية: تحتوي بعض أنواع البلاستيك على مواد كيميائية مضافة مثل الفثالات (phthalates) والبيسفينول أ (BPA)، والتي تُعرف بأنها disruptors الغدد الصماء أي أنها يمكن أن تتداخل مع عمل الهرمونات الطبيعية في الجسم، مما قد يؤثر على النمو والتكاثر والتمثيل الغذائي.

مشاكل الجهاز الهضمي: يمكن أن تتراكم جزيئات البلاستيك في الجهاز الهضمي مما قد يؤثر على صحة الميكروبيوم المعوي ووظيفة الجهاز الهضمي بشكل عام.

السمية: قد تعمل جزيئات البلاستيك كحاملات للملوثات الكيميائية الأخرى الموجودة في البيئة مثل المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة مما يزيد من سميتها عند دخولها الجسم.

التأثيرات على الجهاز المناعي: هناك أدلة ناشئة تشير إلى أن جزيئات البلاستيك قد تؤثر على الجهاز المناعي مما يجعله أكثر عرضة للأمراض.


 

ماذا يمكننا أن نفعل؟

 

بينما يتحمل المصنعون والحكومات مسؤولية كبيرة في معالجة هذه المشكلة على نطاق واسع هناك خطوات يمكننا اتخاذها كأفراد لتقليل تعرضنا:

الحد من استخدام البلاستيك ذو الاستخدام الواحد: اختر زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام المصنوعة من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ.

تجنب تسخين الطعام أو الشراب في الأوعية البلاستيكية: الحرارة تزيد من تحلل البلاستيك وإطلاق الجزيئات.

فلترة مياه الشرب: استخدام فلاتر المياه المنزلية يمكن أن يساعد في إزالة بعض جزيئات البلاستيك من مياه الصنبور.

دعم المنتجات والشركات المستدامة: اختر المنتجات التي تأتي في عبوات غير بلاستيكية أو من شركات ملتزمة بتقليل بصمتها البلاستيكية.

البقاء على اطلاع: تابع أحدث الأبحاث والتطورات حول هذا الموضوع لتبقى على دراية بالمخاطر والحلول.


إن وجود جزيئات البلاستيك في مشروباتنا اليومية يمثل تحديًا بيئيًا وصحيًا معقدًا يتطلب استجابة جماعية من خلال فهمنا للمشكلة واتخاذ خطوات واعية في حياتنا اليومية يمكننا أن نساهم في حماية صحتنا والبيئة من هذا التلوث الخفي.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

2

متابعهم

2

مقالات مشابة
-