الوقت ، إدارة الوقت ، تخطيط الوقت ، اهميه الوقت ، الإسلام والوقت ، التخطيط واجب شرعى ، نموذج الشجرة
الوقت
كثيرا ما نسمع عبارات وجمل عن اهميه الوقت ، ونعلم جيداً أن الوقت الذى يمضى لا يرجع ابدا ، لكن ماهى اهميه الوقت والتخطيط من الجانب الاسلامى ؟ ، وهل تتنافى ثقافه الغرب مع مفهوم الوقت فى الإسلام ؟
قد سمعت ملخص كتاب ادارة الوقت بين التراث و المعاصرة.
يستعرض الكاتب نظرة الإسلام لاستغلال وإدارة الوقت و يقارنها بالنظرة المعاصرة.
( النظرة الغربيه)
١_ قيمه الوقت بين التراث والمعاصرة.
فى كتب إدارة الوقت الغربيه هناك مقوله شهيرة تقول “الوقت مال” “time is money”
و هناك الكثير من الكتب التى تحسب سعر الساعه الواحده من وقتك بناءاً علي دخلك الشهرى.
فكرة ربط الوقت بالمال هدفها تحفيز الناس علي الحفاظ علي هذا الوقت .
كون الحضارة الغربيه المعصرة ، هى حضارة ماديه ، فإنها تحاول أن تقيم كل شىء بالمال ، وللاسف تأثرنا بشدة بهذه الحضارة واصبحنا نقيم حياتنا بطريقه مشابهه.
هناك عدة مشاكل فى طريقه التقييم هذه :
لو ان هناك شخص لا يعمل وبلا دخل سيعتبر حياته بلا قيمه ، لانه غير قادر علي استغلال هذا الوقت ماديا .
فى الواقع كثير من الشباب فى مرحله الجامعه يعتبرون وقتهم بلا قيمه ، بالتالى لا يوجد مشكله اذا اضاعوه فى تواقه الأمور.
_ لو هناك شخص ثرى او لا يحمل هم المال ، هو لا يرى مشكله فى ضياع وقته ، لانه غير محتاج للوقت الإضافى .
_ الاشخاص الذين لديهم قناعه بأن الوقت مال ، من الممكن أن يعتبروا الوقت الذى يقضوه فى غير العمل مضيعه للوقت والمال ، حتى لو كان هذا الوقت يقضونه مع أسرهم او فى فعل الخير.
فى الرؤيه الاسلاميه ، الوقت اعظم واجمل من أنه يقيم بالمال ،وقت الإنسان حياته ، وإن كان المال يدخر و يعوض ، فإن سنوات العمر لا يمكن تعويضها أو ادخارها.
قالت رابعه العدويه لسفيان الثورى :
” إنما أنت اياماًّ معدوده ، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، ويوشك اذا ذهب البعض أن يذهب الكل ، وانت تعلم فأعمل وأعتبر ، ولا تقل ذهب لىرهما ودينار ، وسقط لى مال وجاه ، بل قل ذهب يومى ماذا عملت فيه ، فإن باليوم ينقضي العمر”
_ كل شخص منا موجود فى هذه الحياه وعلي الأرض لعدد محدد من الايام ، وبالتالى فإن الإنسان عباره عن عدد من الايام ، كل يوم يمر يقتطع منك جزء لا يعود ولا يعوض.
إهدار يومك يعتبر إهدار لحياتك وظلم لنفسك ، بغض النظر عن وضعك المادى.
فرق جوهرى اخر بين التراث و المعاصرة:
_ فى الإسلام هناك حياه اخرى بعد الموت ، وأن الإنسان سيسأل بعد حياته الاولى عن عمره فيما افناه ، وعن شبابه فيما ابلاه ، وبالتالى ليس هناك أحد معفى من حسن استغلال وقته فى هذه الحياه .
_ فى النظرة المعاصرة الماديه :
(دائما ما تحاول أن تنحى الدين جانباً)
حياه الانسان تنتهى بموته ، و هذا يجعل كل التركيز علي هذه الحياه وحدها .
_فى الرؤيه الاسلاميه:
الإنسان مطالب دائما بحسن استغلال الوقت ، والعمل حتى لو لم تكن له مطالب وأهداف دنيويه .
_ واحد من النماذج المعاصرة لتنظيم الوقت هو مايسمى بالهرم الإنتاجى .
هو هرم قاعدته القيم التى يختارها الإنسان مقيم عليا واصيله فى حياته ، وعلي أساسها يحدد مجموعه من الأهداف البرى او البعيدة ، وعلي أساسها يحدد مجموعه من الأهداف الصغرى او القريبه وعلى أساسها يحدد المهام والأعمال اليوميه المطلوب إنجازها .
اكبر مشكله في هذا النموذج هى القيم ، وها يجعل هذا النموذج سطحى جدا وهش , الهدف منه أن يكون بديل عن الدين والعقيدة ، هنااحظ أن هذه القيم التى توفرها الكثير من الكتب والمواقع للاطلاع عليها، هى من المفترض أن تكون فى حيز اهتمام اى شخص سوى .
و كأن الإنسان مولود بهذه القيم بداخله مثلا ، وهذا غير صحيح لأن الإنسان اسير تجربته ، شخص نشأ فى أسرة مفككه او تجربه زواج فاشله ، من الصعب أن يجعل قيمه الأسرة قيمه عليا فى حياته ، ونظرته للفكرة ستكون مشوهه إذا اعتمد علي تقييمه الشخصي للأمور.
وهنا ياتى النموذج البديل الذى وضعه المؤلف
نموذج الشجرة
_ الجذور
تمثل المنظومة العقائدية ( العقيدة والشريعة الإسلامية)
مهمتها جعل الشجرة ثابته فى مكانها ومدها بالماء والغذاء الذى يسمح لها بالغذاء والنمو.
_ الساق :
الرساله الحياتيه للإنسان ، بمعنى السوريه العامه لإصلاح والفلاح لك فى الدنيا والآخرة.
الأغصان الغليظه :
تمثل الأهداف الكبرى التى تحتاج سنوات لإنجازها.
الاغصان الدقيقه:
تمثل الأهداف الصغرى التى يمكن إنجازها خلال أسابيع أو شهور .
الاوراق:
تمثل المهام والأعمال اليوميه.
_ كون الإسلام أصبح هو المرجعيه ، هذا بمثابه حمايه من مخاطر الضياع ، نتيجه تحديد القيم المرجعيه لنفسك بنفسك ، لأن خالق الإنسان اعلم به منه.
مثلا اذا قررت أثناء السعر لاهدافك أن تتجاهل اسرتك مثل الكثير فى الغرب ، فالإسلام كمرجعيه سيمنعك ويقول لك ” كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته…….. ) إلى آخر الحديث.
اذاىقررت ان تتجاهل صحتك فى سبيل تحقيق أهدافك ، يقول الإسلام ( إن لبدنك عليك حق )
اذا قررت أن تتجاهل الآخرين فى سبيل تحقيق هدفك او أهدافك الإسلام سيقول لك ” الضرر ولا ضرار”
المرجعيه الاسلاميه ستهذب وتصلح من أهدافك ودوافعها فى نفسك .
_ صفات الهدف الفعال :
يرى المؤلف او الهدف الفعال له اربع صفات .
١_ الانسجام مع المعتقد ( لا يعقل أن تكون مرجعيتك الإسلام ويكون هدفك فيه حرمانيه او مخالفه للشريعه)
٢_ الكتابه المفصلة:
اذا اردت زياده فرصك فى تحقيق هدفك ، فلابد من كتابته كتابه مفصله ، و من الأفضل أن تكتبه ف ىمكان تعود له بشكل متكرر ، فمشغوليات الحياه غالباً هتنسيك العمل علي الهدف.
٣_ التوقيت:
اذا لم تضع وقتا محدد لتحقيق الهدف ، فما أسهل التسويف والتأجيل والتراخى فى العمل علي هذا الهدف .
٤_ الواقعيه:
من الاخطاء التى يقع فيها البعض هو أن يعتبر أن هدفا ما واقعى لمجرد أن شخص آخر استطاع تنفيذه ، لكن تذكر أن الشخص الآخر لديه قدرات مختلفه عن قدراتك ، وظروفه والموارد المتوفره له ، تختلف عن ظروفك و مواردك.
_ التخطيط واجب شرعى
يقول المؤلف د محمد امين شحادة.
حيث أن من السنن الكونيه ، أن النتائج كتابه علي المقدمات ، وأن الأسباب قائمه علي المسببات ، وبما أنه مالايتم الواجب إلا به فهو واجب ، لذا فإن التخطيط واجب شرعى و ضرورة حياتيه.
_ اهم اربعه موارد لديك :
الوقت. الطاقه. المال. المعرفه.
و ستسأل عنهم.
الوقت : هو عمرك والانسان سوف يسأل عن عمره فيما افناه .
الطاقه : هى شبابك و سيسأل الإنسان عن شبابه فيما ابلاه.
المال : هيسأل من اين اكتسبه وفيما أنفقه.
المعرفه والعلم: هيسأل ماذا عمل فيه.
_ خطوات تنظيم الوقت.
١_ راقب وقتك.
راقب فى ماذا يضيع الوقت ، هذه الخطوة وحدها كفيله انك تزود انتجايتك ثلاثه اضعاف من اليوم الأول.
اكتب كل ما تفعله فى يومك حتى لو نائم ، لا تترك شئ ، قم بهذه الخطوة لمده يوم او يومين ستتشجع ان تقضى وقتك فى أشياء مفيدة.
٢_ خطه يوميه لليوم.
٣_ فكر علي ورق لزيادة التركيز وتوفير الوقت.
٤_ لا تقوم بعمل شيئين فى نفس الوقت.
٥_ احجز وقت للتركيز بدون اى تشتييت مثل ٣٠ دقيقه ، بشرط أن تلغى كل انواع المشتتات ، افعل أشياء مهمه فى هذه الثلاثون دقيقه ، خذ راحه بعدها وكافئ نفسك.
٦_ استثمر في تنظيم الوقت.
اقرأ كتب عن تنظيم الوقت ، شاهد فيديوهات عن تنظيم الوقت.
ختاماً :
البعض يظن أن للتخطيط يتنافى مع التوكل على الله:
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم “ارسل ناقتى واتوكل ، قال اعقلها وتوكل “
قال الدكتور محمد راتب النابلسي: خذ بالاسباب كأنها كل شئ ، ثم توكل على الله وكأنها ليست بشئ.
لا يوجد اسلوب واحد للتخطيط يجب اتباعه ، المهم أن تضع لنفسك اهداف فعاله ، وتضع تصور لكيفيه تحقيق هذه الأهداف .
ركز علي نطاق قدراتك انت والمتاح لك ، و حدد أهدافك داخل هذا النطاق ، فلا تقسو علي نفسك واعمل فى نطاق المتاح ، واعلم بأن الله يعلم.
المصادر :
ملخص كتاب ادارة الوقت بين التراث و المعاصرة د/ محمد امين شحادة ، قناه علي وكتاب ( علي محمد علي).
قناه اسلوب علي اليوتيوب