استراتيجية السيستم واقع
السيستم واقع
تُمثل البيروقراطية في الجهات الحكومية تحديًا كبيرًا، حيث تتحول الإجراءات المعقدة والروتين الطويل إلى عائق أمام إنجاز المهام وتلبية احتياجات المواطنين. تُصبح عبارة "مدام عفاف اللي في الدور التالت" رمزًا معبرًا عن هذه البيروقراطية، فهي لا تشير إلى شخص بعينه بقدر ما ترمز إلى رحلة لا نهاية لها بين المكاتب والأدوار المختلفة، وضرورة الحصول على موافقات وتوقيعات من موظفين غير متاحين دائمًا. تعكس هذه العبارة حالة الإحباط والشعور بالضياع التي يختبرها الكثيرون عند التعامل مع الروتين الحكومي، وتُبرز الحاجة الملحة لتبسيط الإجراءات وتسهيل الخدمات لضمان فعالية أكبر ورضا المتعاملين.
وكونك مواطن مصري فأنت بكل تأكيد سمعت هذه الجملة مرة أو مرتين أو ربما عشرات المرات، هذه الجملة التي تعتبر بمثابة الضربة القاضية التي يوجهها الموظف للمواطن، بعد أن يستنفذ معه كل السبل لكي يقنعه أن معاملته لن تتم ، بدايةً من من عدم إكتمال الأوراق، مروراً بعدم وضوح الختم إلى أن يصل في النهاية إلى عدم وجود الموظف المختص، أما إذا أفلت المواطن من تلك الثلاث الكمائن، حينها يضطر الموظف إلى إستعمال الكارت الأخير الذي سينال من المواطن ويجعله عاجزاً تماماً عن المقاومة وهو كارت " السيستم واقع " وهنا يتراجع الموطن للوراء ويسأل نفسه بعض الأسئلة، ماذا يمكن أن يفعل في تلك المشكلة؟ وما هو السيستم أصلاً؟ وهل وقوع السيستم مشكلة محلية أو دولية؟ بمعنى أن هل هناك مواطن أمريكي الآن يقف في مصلحة حكوميه ما ، فيخبره الموظف Sorry sir, the system is down أو مواطن فرنسي فيخبره الموظف Désolé monsieur, le système est en panne.
بعد البحث والتحريات وجدنا أن عبارة " السيستم واقع " هي عبارة مصرية خالصة، حيث ظهرت هذه العبارة مع ظهور السيستم نفسه أى إنه بمجرد دخول السيستم مصر سقط مغشياً عليه ، وذلك لأسباب لا يعلمها إلا الله، البعض يُرجِع أسباب السقوط إلى عوامل التعرية في الجو، والبعض الآخر يرجح أن تكون أسباب السقوط هي إزدحام الشوارع، خصوصاً أنه ظهر في وقت الظهيرة أثناء خروج الموظفين من عملهم والطلبة من المدارس.
وهنا لا يسع المواطن إلا أن يأتي في اليوم التالي ليعيد الكرة لعله يجد السيستم قد إستفاق من غيبوبته ( وربنا خد بيده )
