الصراع بين النرويجى و الفرنسى
أنا أعرف بأن البعض منكم قد أصابه الضجر من كثرة الحديث عن هالاند ورؤية صورته مرتين ما بين كل ثلاث منشورات لانه قد يستحق هذه الضجة فى الاساس.
لكن الحدث يفرض نفسه.
فدعني أحدثك عنه أيضًا، لكن أمر من زاوية مختلفة، زاوية المنافسة ما بينه ومبابي.
منذ ما يقرب من عامين، وبدأ الجميع يُمهد لانتهاء حقبة صراع ميسي ورونالدو، والبدء في صراع جديد طرفيه هالاند ومبابي.
▪️إلى أين وصل الصراع ما بين النرويجي والفرنسي؟
بالنظر لقرارات اللاعبان بشأن مسيرتهما، سنجد أن هالاند يسير نحو تثبيت أقدامه كطرف دائم في الصراع المقبل، سواء كان الطرف الآخر مبابي أو أي لاعب آخر.
لا أقول هذا بسبب غزارة أهدافه هذا الموسم، وإنما بسبب خطواته المدروسة منذ أن كان في سالزبورج، فتلك القرارات جعلته يصعد سلم الصراع خطوة بخطوة دون أي تعجُل، حتى وصل إلى التربع على قمة الدوري الأفضل في العالم، فلا يوجد مكان أفضل من هذا لأي لاعب، يُسلط فيه الضوء على كل هدف يحققه وكل تمريرة يقوم بها.
هالاند يسجل هاتريك.
هالاند يحرز هاتريك.
هالاند يتألق بهاتريك.
هكذا كان مضمون العناوين والتغطية القوية التي حظى بها تألق هالاند في الفترة السابقة.
فالآلة الإعلامية الرياضية في إنجلترا فقط، كفيلة بأن تجعل أخبار هالاند تغطي على خبر أن نيزك يقترب من الاصطدام بكوكب الأرض، ناهيك عن تغطية البلاد الأخرى.
- هالاند سجل هاتريك في كريستال بالاس.
- مبابي سجل هاتريك في ليل.
ما الفرق بين وضع كريستال في البريميرليج، ووضع ليل في الدوري الفرنسي؟
نفس الموقف تقريبًا، بل إن ليل أحد أهم الفرق هناك، وكان بطلًا للدوري قبل عامين.
لكن قارن التغطية ما بين هذا الهاتريك وذاك.
هل أنت تتذكر أو تعرف من الأساس، أن مبابي سجل في ليل هاتريك؟
بالتأكيد الخبر مر عليك مرور الكرام على، وهنا يأتي دور الإعلام القوي الواسع الانتشار، فهو يعيطي لأي حدث قوة إضافية.
▪️هل مبابي كان مخطئ بالاستمرار في فرنسا؟
دعك من الحديث عن الأموال الطائلة التي تحصل عليها مبابي، فما يهمنا هو الجانب الرياضي.
وبالرغم من أنني أشجع ريال مدريد، إلا إني لا أحمل مبابي بمفرده قرار عدم انضمامه إليهم.
فبعد عرض التجديد الضخم جدًا الذي قُدم لمبابي، والضغوط التي تعرض لها من أجل التجديد، لا أعتقد أنه كان سيخرج بسهولة، حتى وإن كان البقاء ضغط رغبته.
فما حدث مع مبابي يشبه لحد كبير -أنا هنا أشبه المواقف فقط- ما حدث مع بيليه، عندما تم منعه من الإحتراف في أوروبا بقرار سيادي، لأنه يمثل جوهرة ثمينة للبرازيل، كذلك مبابي، حيث تدخل رئيس فرنسا لإقناعه بالبقاء كما صرح مبابي نفسه بهذا.
أيضًا استمراره كان أمل ناديه الأخير في أن يبقى ضمن كبار القارة، بامتلاكه لأحد أفضل لاعبي الجيل الحالي.
كذلك الأمر بالنسبة لسمعة الدوري الفرنسي كله، فبقاء مبابي معهم، من شأنه أن يُبقى عليهم بعض الأضواء وإن كانت خافتة.
وأخيرًا، إذا كان هالاند بانتقاله إلى البريميرليج مبكرًا، ومع تألقه الحالي، قد أخذ خطوة مهمة سبق بها مبابي في صراعهما، لكن ما زال أمام مبابي فرصة للحاق به، فمسيرته ما زالت في بدايتها، وعقده الجديد مع باريس ليس طويل الأمد.
وهذا في حال قرر أن يغادر فرنسا في المستقبل القريب، فالفرصة ستكون أمامه للبروز بشكل أكبر، إلا إذا رأى أن بقاءه في باريس وتحطيمه لأرقام ناديه والدوري الفرنسي، هو ما يفضله.
