حين يصبح كل شيء ضدك؛ الظروف، الأشخاص، الأشياء : كيف تنجو من عين العاصفة؟

حين يصبح كل شيء ضدك؛ الظروف، الأشخاص، الأشياء : كيف تنجو من عين العاصفة؟

0 المراجعات

 

حين يصبح كل شيء ضدك؛ الظروف، الأشخاص، الأشياء: كيف تنجو من عين العاصفة؟

في لحظة ما من رحلة الحياة، قد يستيقظ الإنسان على شعور قاسٍ، يكاد يخنقه: "كل شيء ضدي".

الظروف، والأشخاص، وحتى التفاصيل الصغيرة التي كانت سابقًا عادية، باتت تسير عكس اتجاهه.

يشعر وكأن الكون بأسره قد قرر أن يعاكسه في كل خطوة، أن يطفئ كل أمل، وأن يثقل كاهله بما لا يُطاق.

ولكن ماذا يفعل الإنسان حين يصل إلى هذا المنعطف الحاد؟

كيف يمكنه النجاة، لا فقط من الظروف، بل من شعوره العميق بالخذلان، بالتيه، بالعزلة وسط الضجيج؟

1. توقّف عن المقاومة العشوائية

حين تضربك العواصف، لا تقف في وجهها بكل قوتك، فذلك سيستنزفك فقط.

بدلًا من ذلك، خذ خطوة إلى الوراء، واجلس مع نفسك.

امنح ذاتك لحظة من الصمت، من التأمل، من التنفس العميق.

ردّد لنفسك بصوت داخلي واثق:

> “ما أمرّ به الآن مؤقت، وسيمرّ كما مرّ غيره.”

 

فأنت لم تصل إلى هنا عبثًا، بل عبرت كثيرًا قبله، وها أنت هنا، ما زلت واقفًا، رغم كل شيء.

2. حاول أن تضع الألم على الطاولة

حين يبدو أن كل شيء ضدك، فغالبًا أنت تشعر بأنك تائه وسط الضباب.

ابدأ بتفكيك هذا الضباب، بسؤال نفسك:

ما أكثر ما يؤلمني الآن؟

هل هو موقف معين؟ خذلان؟ إحساس بالعجز؟ فقد؟

هل هناك ما يمكنني التحكم فيه ولو قليلًا؟

 

الإجابات قد لا تحل المشكلة فورًا، لكنها ترسم خارطة أولية للخروج.

3. لا تستهِن بالقوة في التفاصيل الصغيرة

في أسوأ الأيام، يكفي أن تنجز شيئًا بسيطًا للغاية:

ترتيب السرير

إعداد كوب قهوة

كتابة مشاعرك على ورقة

المشي عشر دقائق في الهواء الطلق

 

هذه التفاصيل ليست تافهة، بل هي "حبال نجاة" صغيرة تثبت أنك لم تغرق بعد، وأنك ما زلت تقاوم، ولو بضعف.

4. تعلّم كيف تكون سندًا لنفسك

الحقيقة الصادمة؟ أحيانًا لن تجد أحدًا بجانبك.

حتى أقرب الناس قد يخذلوك، لا لقلّة محبتهم، بل لعجزهم عن الفهم أو عن الاحتواء.

لذلك، لا تعلق نجاتك بمن حولك، بل تعلّم أن تكون لك ملجأ، وأن تقول لنفسك حين لا يقولها أحد:

> “أنا أؤمن بك.. وسأكمل من أجلك.”

 

5. حين يعاكسك كل شيء.. لعله الطريق الصحيح

أغرب ما في الحياة، أنها تُضيّق الخناق علينا تمامًا عندما نكون على مشارف التغيير الحقيقي.

كل شيء يصبح معقدًا، العلاقات تتوتر، الأبواب تغلق، لأنك على وشك مغادرة "نسخة قديمة منك"، والتجدد يولد دومًا وسط الألم.

ربما ما يحدث معك ليس ضدك، بل يدفعك لتقترب من ذاتك الحقيقية، من صوتك الداخلي، من نضج ما كنت لتدركه إلا حين وقعت.

خلاصة:

حين يصبح العالم كله ضدك، لا تبحث عن الانتصار، بل عن "البقاء".

كل يوم تنجو فيه، أنت تنتصر بصمت. وكل خطوة تخطوها نحو النور، ولو كانت زحفًا، فأنت تبني طريقًا لنفسك، من رحم العتمة.

ثق أن الله لا يُثقل كاهلك عبثًا، وأن أعظم القلوب لم تُخلق لتُكسر، بل لتلمع وسط الانطفاء.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

60

متابعهم

5

متابعهم

1

مقالات مشابة