آخر التطورات في حرب إسرائيل وإيران… وتأثيرها على دول المنطقة:

آخر التطورات في حرب إسرائيل وإيران… وتأثيرها على دول المنطقة:

1 reviews

مقدمة:

تعيش منطقة الشرق الأوسط حاليًا على وقع واحدة من أخطر المواجهات المباشرة بين إيران وإسرائيل منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979. فبعد سنوات من الحروب بالوكالة والتوترات المتصاعدة، جاءت الأسابيع الأخيرة لتشهد تحولًا نوعيًا من التصعيد السياسي والدبلوماسي إلى صراع عسكري مفتوح.

تبادلت الدولتان ضربات عسكرية مباشرة شملت صواريخ باليستية، طائرات مسيرة، عمليات استخباراتية، وضربات جوية دقيقة، في تطور غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق والنتائج. وبالتوازي، تعالت نداءات دبلوماسية دولية تحذر من توسع النزاع ليشمل أطرافًا إقليمية ودولية، في وقت تعاني فيه المنطقة من أزمات متشابكة أصلًا.

خلفيات التصعيد: طريق طويل نحو الانفجار

رغم أن التوتر بين إيران وإسرائيل ليس جديدًا، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت تحولات مفاجئة. فمنذ بداية عام 2025، زادت إيران من دعمها العسكري لحركات المقاومة في لبنان وسوريا وغزة، كما بدأت بالكشف التدريجي عن تطويرها لأنظمة صاروخية جديدة من بينها "قاسم بصير"، الذي يبلغ مداه 1800 كم وقادر على الوصول إلى عمق إسرائيل.

بالمقابل، كثفت إسرائيل من عملياتها الجوية في سوريا واستهدفت مواقع تعتبرها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. إلا أن نقطة التحول الحاسمة جاءت حينما اتهمت إسرائيل إيران بمحاولة إدخال رأس نووي تجريبي في أحد منشآتها تحت الأرض، وهو ما وصفته تل أبيب بـ"الخط الأحمر".

تفاصيل العمليات العسكرية

 الهجوم الإسرائيلي: ضربة موجعة داخل العمق الإيراني

في 13 يونيو 2025، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية مفاجئة باستخدام أسراب من الطائرات F-35 وطائرات بدون طيار الشبحية، حيث استهدفت:

منشآت ناتانز وفوردو النووية

قاعدة “همدان الجوية”

مصانع إنتاج صواريخ في كرمان ويزد

مقرّات لقيادات بالحرس الثوري

أسفرت الضربات عن مقتل 224 شخصًا وإصابة ما يزيد عن 1400 آخرين، إلى جانب خسائر فادحة في البنية التحتية للطاقة، وتسجيل انقطاع شبه تام للإنترنت والاتصالات في عدد من المحافظات.

 الرد الإيراني: إطلاق الصواريخ في موجات

ردّت إيران بعد ساعات بهجوم مزدوج:

أكثر من 270 صاروخًا، بعضها من نوع "خيبر شكن" و"عماد"، استهدف مواقع عسكرية ومدنية في إسرائيل.

طائرات مسيّرة انتحارية حلّقت فوق مناطق مختلفة في الجنوب والوسط الإسرائيلي.

رغم نجاح منظومات القبة الحديدية و"مقلاع داوود" في اعتراض جزء كبير من الهجوم، إلا أن بعض الصواريخ سقطت على أحياء سكنية في تل أبيب وحيفا وبات يام، مما تسبب بمقتل وإصابة عشرات المدنيين.

الأبعاد الإنسانية والاقتصادية

في إيران:

نزوح آلاف العائلات من طهران إلى الشمال بسبب الخوف من تكرار الضربات الجوية.

نقص حاد في الوقود ومواد التموين بسبب استهداف المنشآت النفطية.

انهيار نسبي في البورصة وانخفاض الريال الإيراني بنسبة 22٪ خلال يومين.

في إسرائيل:

توقّف الحياة في عدد من المدن بسبب إعلان "المنطقة الحمراء".

خسائر مادية كبيرة في منشآت صناعية ومخازن تابعة للجيش.

هلع شعبي واسع بعد انكشاف المنظومة الدفاعية جزئيًا أمام الصواريخ الإيرانية.

النشاط الاستخباراتي: صراع من نوع آخر

تشير تقارير استخباراتية إلى أن الموساد الإسرائيلي قد زرع خلايا داخل الأراضي الإيرانية، ساهمت في تعطيل منظومات إطلاق الصواريخ والدفاع الجوي في اللحظات الحاسمة من الهجوم الإسرائيلي. كما تم تنفيذ عمليات تخريب إلكتروني على أنظمة القيادة العسكرية في إيران.

بالمقابل، استهدفت إيران عبر ذراعها الإلكتروني مواقع حساسة إسرائيلية، منها بنوك ومرافئ ومطار بن غوريون، ما تسبب بشلل مؤقت في بعض البنية التحتية.

موقف القوى العالمية

الولايات المتحدة:

الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب صرّح بأنه أوصى إسرائيل بعدم اغتيال المرشد الإيراني خامنئي.

واشنطن دعت إلى التهدئة لكنها أكدت "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مع تحفظات على التصعيد النووي.

روسيا:

عرضت موسكو الوساطة بين الجانبين، معتبرةً أن الوضع يهدد الأمن العالمي.

انتقدت التصعيد الإسرائيلي ووصفته بأنه تهور غير محسوب العواقب.

الصين والاتحاد الأوروبي:

دعت بكين إلى عقد مؤتمر إقليمي عاجل للتهدئة.

دعا الاتحاد الأوروبي إلى فرض وقف فوري لإطلاق النار وفتح قنوات تواصل عبر الأمم المتحدة.

الاحتمالات المستقبلية

1. تصعيد أوسع: قد يدخل حزب الله أو الحوثيون على خط المواجهة، مما يفتح جبهة جديدة متعددة الأطراف.

2. هدنة برعاية دولية: وساطة روسية أو أممية قد تنجح في فرض تهدئة مقابل ضمانات للطرفين.

3. حرب استنزاف طويلة الأمد: استمرار الضربات المحدودة دون إعلان حرب شاملة، على غرار الصراع بين إسرائيل وغزة.

مقارنة القوة النوعية للدولتين:

إسرائيل: قوة دقيقة مفرطة

تعتمد على التفوق التكنولوجي: طائرات F-35، صواريخ موجهة بالليزر، استخبارات عبر الأقمار الصناعية.

منظومات الدفاع الجوي جعلتها قادرة على اعتراض 85-90٪ من الهجمات الصاروخية، لكنها تتعرض للإرهاق اللوجستي في حال التصعيد المطوّل.

الموساد أثبت فعالية عالية في العمليات التخريبية داخل إيران، بما في ذلك اغتيال علماء نوويين.

 إيران: قوة استنزاف وهجوم موجي

تتميز بـ قدرة كبيرة على الإطلاق الكثيف للصواريخ والطائرات المسيّرة، ما يُشكل عبئًا على دفاعات الخصم.

لديها عمق جغرافي وسكاني يجعل من ضربها مهمة صعبة وذات تكلفة بشرية هائلة.

تعتمد على شبكات غير نظامية (حزب الله، الحوثيين، الميليشيات) في خلق "جبهات موزعة"، وهو ما يرهق أي خصم تقليدي.

 نقاط الضعف:

إسرائيل: مساحتها الجغرافية المحدودة تجعلها عرضة لصواريخ دقيقة؛ الضغط الدولي يُقيّد خياراتها الاستراتيجية.

إيران: ضعف في سلاح الجو، واعتماد على تقنيات محلية أقل دقة من الأنظمة الغربية؛ كما أنها تحت حصار اقتصادي مرهق.

 من الأقوى؟ رؤية استراتيجية

من حيث الدقة والتكنولوجيا والمخابرات: تتفوق إسرائيل.

من حيث العدد والقدرة على التحمل والاستنزاف: تتفوق إيران.

إذا دار الصراع ضمن حدود زمنية قصيرة وضربات دقيقة: الكفة تميل لإسرائيل.

وإذا تطور إلى صراع استنزاف متعدد الجبهات يمتد لشهور: تتفوق إيران بسبب قاعدتها البشرية، وحلفائها الإقليميين، وقدرتها على المواجهة غير المتكافئة.

تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على دول المنطقة: أولًا: دول الجوار المباشر

 لبنان:

الوضع الحالي: حزب الله، الحليف الأقوى لإيران، يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة تُقدّر بأكثر من 150 ألف صاروخ.

السيناريو المحتمل: في حال استمرار التصعيد، من المرجح أن يُفتح جبهة جنوب لبنان ضد إسرائيل، مما يُدخل لبنان في حرب جديدة مدمرة.

الأثر السياسي: انقسام داخلي بين تيارات مؤيدة للمقاومة وأخرى تحمّل حزب الله مسؤولية جرّ البلاد إلى حرب جديدة.

 سوريا:

الوضع الحالي: إيران تمتلك نفوذًا عسكريًا كبيرًا داخل سوريا من خلال قواعد ومليشيات.

السيناريو المحتمل: استخدام الأراضي السورية لإطلاق هجمات على إسرائيل أو استهداف مواقع إسرائيلية في الجولان.

الأثر العسكري: احتمال استهداف إسرائيل لمواقع داخل سوريا يزيد من تعقيد الوضع، ويُعيد إشعال الحرب على الأراضي السورية.

 الأردن:

الوضع الحالي: يُعد الأردن نقطة عبور لبعض التهديدات الصاروخية، وقد تأثّر مرارًا بسقوط شظايا أو صواريخ خاطئة.

الأثر الأمني: أي توسع في نطاق الحرب سيجعل الأردن معرضًا لموجات لاجئين، واضطرابات أمنية على حدوده مع الضفة وسوريا.

 العراق:

الوضع الحالي: مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران قد تُشارك في الرد على إسرائيل من خلال الطائرات المسيّرة أو العمليات الحدودية.

الأثر السياسي: احتمال تصاعد الانقسام داخل العراق بين قوى موالية لإيران وأخرى معارضة لأي تدخل في صراع خارجي.

ثانيًا: الدول الخليجية

 السعودية:

الموقف الرسمي: التزام بالحياد الحذر، مع مراقبة دقيقة لما إذا كانت إيران ستستخدم الحوثيين لضرب مصالح خليجية.

الأثر الأمني: احتمال استهداف الحوثيين لمصالح خليجية إذا قررت طهران توسيع الرد العسكري، ما يعيد مشهد ضرب أرامكو (2019).

 الإمارات وقطر والبحرين:

الموقف الخليجي العام: التوتر مرتفع بسبب وجود قواعد أمريكية على أراضي هذه الدول قد تُستهدف في حال نشوب حرب أمريكية – إيرانية.

الاقتصاد: المخاوف من تعطيل شحنات النفط في مضيق هرمز ستؤثر على حركة التجارة والطيران والسياحة بشدة.

ثالثًا: مصر ودول شمال إفريقيا

 مصر:

الموقف السياسي: مصر تتابع بحذر وترفض التصعيد، وتسعى مع الأردن والجامعة العربية لوساطة لوقف إطلاق النار.

الأثر الاستراتيجي: القلق من تدفق التوتر إلى سيناء أو قطاع غزة، خصوصًا إذا تدخلت حماس أو الجهاد الإسلامي المدعومتان من إيران.

 الجزائر – المغرب – تونس:

رغم البعد الجغرافي، فإن أي تصعيد شامل يهدد استقرار أسواق الطاقة التي تعتمد عليها أوروبا وشمال إفريقيا.

الموقف الشعبي: غالبًا ما تميل الجماهير في شمال إفريقيا إلى دعم القضية الفلسطينية ومعارضة أي هجوم على إيران، مما قد يؤثر على مواقف حكومية داخلية.

رابعًا: إسرائيل والفلسطينيون

قطاع غزة

الوضع الحالي: تهديدات مباشرة من حماس والجهاد الإسلامي بالرد إذا استُهدفت إيران.

السيناريو: إطلاق رشقات صاروخية نحو تل أبيب ومستوطنات الغلاف، مما يفتح جبهة ثالثة نشطة داخل الحرب.

 داخل إسرائيل

تصاعد القلق الشعبي، خاصة بين العرب داخل إسرائيل (مثل الجليل والمثلث)، حيث قد يشهد الداخل موجات من التوتر أو الاحتجاج.

خامسًا: التأثير العالمي عبر المنطقة

 مضيق هرمز

أي استهداف له من جانب إيران سيُدخل العالم في أزمة نفطية حادة، حيث يمر عبره أكثر من 20٪ من إنتاج العالم من النفط.

ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا بالفعل بسبب المخاوف من نشوب حرب شاملة.

 القواعد الأمريكية

القواعد في قطر والبحرين والإمارات والكويت مهددة بالاستهداف من طهران أو حلفائها في حال شاركت واشنطن في أي ضربة عسكرية لإيران.

 خلاصة:

المواجهة بين إسرائيل وإيران لا تُهدد فقط الدولتين المعنيتين، بل هي أزمة إقليمية شاملة قد:

تشعل عدة جبهات في وقت واحد (لبنان، سوريا، العراق، غزة)

تخلق أزمة لاجئين جديدة وواسعة النطاق

ترفع أسعار النفط والغاز عالميًا

تزيد من الانقسام السياسي داخل بعض الدول العربية

من هنا، فإن احتواء الأزمة عبر وساطات دولية وإقليمية سريعة بات ضرورة ملحّة، وإلا فإن الشرق الأوسط مقبل على أسوأ سيناريو أمني منذ حرب العراق 2003.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

1

followings

1

similar articles