
الحياة أعمق من قشورها الخارجية
هيبة و وقار و ثبات و سلطة بلا قيود
هذا ماتقولونه عندماتنظرون إلى
المرأة الحديدية ، و هكذا هي الحياة
البراقة في عيون معظم الناس
و هذا ما يبغون الوصول اليه و لكن
عند النظر في عينيها و التوغل في
اسبار أسرارها تلمس الحزن و الضياع .
ذلك هو جوهر الحياة فلا القصور
الفخمة تدفء القلب و لاالسيارات
الفارهة تريح النفس و لا الأموال
الطائلة تصنع راحة البال.
الانسان و الحياة وجهان لعملة واحدة،
فالحياةتجلس كملكة تاخّرزواجها
تنتظر ان يضمهاحبيب جديد و الناس
مصطفون في هلع ملهوفون
ينتظرون رضا الملكة .انه حقا مشهد
غريب ! مشهد نشمئز لرؤيته فما
اتعس ان يتكالب الناس على قشور
سرعان ما تفسد عندمغادرة لبها.
نتمعن جيدا فنقترب اكثر من الحقيقة
المخيفة التي يتجاهلها البعض.
كم ابتعدنا عن حب الله و عن شكره
وتركنا ماخُلقنامن أجله و سعينا نحو
الزّيف وانبهرنا باسوارالفتن الزائفة و
التي مالها للزوال.
كيف نترك وطنا فيه جذورنا و نصبو نحو
أشجار الغير ؟ كيف نترك طفولتنا
و عائلتنا و هويتنا و نصبو إلى حلم السفر
إلى بدون أخرى لا تمثلنا؟
كيف نترك دفء اجوائنا و بركة امهاتنا
و ننفع غيرنا بخيرنا؟ هل تترك وطنك
لانه مريض ؟ تهجره بلا رحمة ؟ هل
تهجر والديك بعدما شابالأجلك و كذا
تترك وطنا شربت ماءه و اكلت من
خيراته؟ لا اؤمن بفكر من ترك وطنه
لانه يريد تغيير حاله و تحسين معيشته
لم لا تحاول كسر القيود و العمل من
أجل وطنك و الصبر مفتاح الفرج ، فلو
تمسك كل واحد بهدفه و حاول تغيير
واقعة لتحسنت بلاده و أصبحت جنة
على الأرض.
الوطن هو الوطن و من لم جد خيرا في
وطنه لن يجد خيرا في بلاد غيره فلا
نغطي الحقيقة و لا نطفئ انوار
الحقيقة و كل ما يتعرض له الناس
عندما يهجرون وطنهم و البحث عن
المال لن يعوض اللحظات الحقيقية
التي نعيشها في وطننا. ليس كل ما
يلمع ذهب و لو تسللت إلى اغوار
قلوبهم سترى تصدءً فاحت رائحته
فالحياة ركض بدون توقف .
ما أجمل وطني بعيوبه و مشاكله
و ظلمة طرقاته و الحمد لله الذي ينير
دروبنا و السعادة الحقيقية نصنعها
بأنفسنا و ليس بجني المال......