جحا في مدينة الفقراء
جحا في مدينة الفقراء
أنتخب جحا محافظا لمدينة الفقراء ، و بدأ يفكر فيما سيفعل لتطوير المدينة ، و النهوض بها إلى مصاف المحافظات الأخرى التي تتمتع بالرفاهية .
أمر بنظافة الشارع الرئيسي ، و تجديد الأسفلت فيه ، و إقامة الجسور بين الضفة الشرقية ، و الصفة الغربية . و كان يستعين في ذلك ما يقترضه من وجهاء المحافظات الأخرى .
و أخذ يدعو وجهاء المحافظات الأخرى ليروا ما فعله في المحافظة و بذلك صار من يزور المحافظة أن هناك تغيير طرأ عليها .
و في يوم من الأيام رأى امرأة عجوز تقف أمام المسجد مادة يديها طلبا للإحسان . فعرف أنه لم يحسن من أوضاع المحافظة ، و أن هناك من يحتاجون إلى المساعدة .
و نظر إلى الشوارع الجنبية و الخلفية فوجد المهملات ، تملأ الشوارع و الحواري و الأزقة .، فأمر بنظافة المحافظة كلها ، و تمهد الطرقات فيها .
ولكنه وجد أن الحال كما هو ، و لم تتقدم المحافظة ، فقرر بناء بيوت جديدة بدلا من البيوت القديمة ، و الأكواخ ، و نقل إلى البيوت الجديدة سكان البيوت القديمة ، و أزال تلك النفايات ، و أقام منها الحدائق الغناء .
و اتجه جحا إلى السكان ، فوضع كل صاحب حفة في مكانه ؛ الفلاح في الحقول ، العمال في المصانع ، و كون من بعض الشباب العسس ليحافظوا على أمن و أمان ى المحافظة .
ثم نظر إلى العجائز من الرجال و النساء ، و أمر لهم بكسوة توزع عليهم في بيوتهم الجديدة ، و معاش مناسب لكل فرد من هؤلاء العجائز .
و سمع حكام المحافظات الأخرى بما فعل جحا في مدينته ، و أنه لم يهتم بالعمران و النظافة و جمال الحدائق ، و الاهتمام بالفقراء و المساكين ، حتى أصبحت المحافظة التي كانوا يسمونها محافظة الفقراء من أغنى المحافظات .
و رأت المحافظات تكريم جحا ، فأعطته وسام التفوق، و نيشان التقدم و التفوق في شتى المجالات .
حضر الحفل الذي سيكرم فيه جحا ، لفيف كم كبار رجالات الدولة و علمائها ، و قد حرص جحا على أن يجلب إلى الحفل العجائز و الفقراء و المساكين بثيابهم الجديدة .