
الذكاء الأصطناعى ومخاطرة والمسئولية الجنائية الناشئة عن أستخدامة الخاطئ
الذَّكَاءُ الِاصْطِنَاعِيّ وَمُخَاطَرَة وَالمَسْئُولِيَّة الْجِنَائِيَّة النَّاشِئَةِ عَنْ اسْتِخْدَامِهِ الْخَاطِئ
ماهو الذكاء الأصطناعى ؟:-
فى هذا المقال سنقوم بالقاء الضوء على أحدث أساليب العصر الحديث المستخدمة فى التقنية الحديثة وهو الذكاء الأصطناعى ومفهومه وكيف يعمل هذا النظام وخطورتة والمسئولية الجنائية الناشئة عن الأستخدام الخاطئ لهذا النظام الأصطناعى
مفهوم الذكاء الأصطناعى :-
يمكننا أن نعرف الذكاء الأصطناعى بأنه هو فرع من فروع علوم الحاسب هدفه الرئيسى هو تصميم أنظمة أو برامج يمكنها أن تقوم بمهام تتطلب ذكاء بشرى .
فالذكاء الأصطناعى هو علم يهدف الى جعل الألأت مثل الروبتتات والحواسيب قادرة على التفكير وأتخاذ القرارات بشكل تقنى يشبه تفكير الأنسان العادى .
وأخيرا يمكننا تعريف الذكاء الأصطناعى بالفهوم العام الشامل وهو قيام الألأت والحواسيب ببعض المعلومات والأموامر لتقوم بدورها بتحليلها لتنتج لنا مانحن بصدده بجانب قدرة تلك الألأت على أتخاذ قرارات أفضل مع مرور الوقت .
نشأة الذكاء الأصطناعى وتطوراتة:-
بدأت فكرة الذكاء الأصطناعى بظهورها لأول مرة فى منتصف القرن العشرين .
حيث أن الفكرة والبداية الرسمية لهذا المجال بدأت فى الظهور فى عام 1956 خلال مؤتمر (دارتموث) الشهير والذى أقترح فيه عالم الحاسوب جون مكارثى لأول مرة مطلح الذكاء الأصطناعى وكان الهدف من المؤتمر هو إستكشاف كيفية جعل الألأت “تفكر” وتتعلم مثل البشر .
وحيث أن فكرة الذكاء الأصطناعى كانت موجودة قبل ذلك بفترة الأربعينات والخمسينات .
ولكن فكرة الذكاء الأصطناعى تطورت بعد مؤتمر (دارتموث) حيث ظهرت برامج قادرة على مهام بسيطة مثل لعب الشطرنج وحل المعادلات الرياضية .
كيف تطور مجال الذكاء الأصطناعى بعد ذلك؟:-
تطور الذكاء الأصطناعى بعد ذلك تطورا ملحوظا . ففى بداية فترة السبعينات والثمنينات شهدا هذا المجال نموا كبيرا وبدأت تظهر “الأنظمة الخبيرة” التى يمكن بدورها تقديم المشورة وأتخاذ القرارات بناء على مجموعة من القواعد المنظمة لذلك .
وفى حقبة التسعينات بدأ مجال الذكاء الأصطناعى يشهد تطورا ضخما حيث تمكن حاسوب “ديب بلو” من شركة IBM من هزيمة بطل العالم فى الشطرنج غارى كاسياروف عام 1997.
ومع بداية القرن الواحد والعشرين أصبح الذكاء الأصطناعى جزءا أساسيا من حياتنا اليومية مع ظهور تطبيقات مثل “ المساعد الصوتى - السيارات ذاتية القيادة ” - والتعلم العميق الذى أحدث طفرة كبيرة فى التعرف على الصور والصوت .
كيف يعمل الذكاء الأصطناعى ؟:-
يمكننا القول ان الذكاء الأصطناعى يعمل عن طريق محاكاة طريق تفكير الأنسان بتحليل البيانات وأتخاذ القرارات .
وحيث ان أساس عمل الذكاء الأصطناعى هو أستخدام البيانات والخوارزميات لتحليل الأنماط والتعلم منها . بحيث يصبح هذا النظام قادرا على أتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بشكل ذكى ومستقل فالذكاء الأصطناعى يعمل على عدة طرق وهى :-
1-جمع البيانات :-
يمكننا القول أن الذكاء الأصطناعى قد يحتاج الى كميات كبيرة من البيانات للتعلم - فهذه المعلومات والبيانات يمكن أن تكون “نصوصا -صورا - مقاطع فديو - بيانات صوتية ” لإداء مهامة فكلما زادت البيانات كلما أصبح النظام أكثر دقة فى التعرف على الأنماط المطلوبة منه .
2-معالجة البيانات:-
وياتى بعد ذلك دور وظيفة الذكاء الأصطناعى فى معالجة تلك البيانات وذلك بجمع البيانات اللازمة حيث يتم تنظيف البيانات وتنظيمها بطريقة يجعلها سهلة الفهم .
3-التعلم من البيانات “التعلم الألى”:-
وتاتى بعد ذلك مرحلة التعلم الألى وهو الجزء الذى يجعل الذكاء الأصطناعى ذكيا ففى هذه المرحلة النظام يحلل البيانات ويتعلم منها فيتم استخدام الخوارزميات الرياضية لأستخراج الأنماط من البيانات .وهناك نوعان من التعلم الألى وهما
أ-التعلم الموجة :- ففى هذا النوع فأن النظام يتعلم من بيانات تم تصنيفها مسبقا.
ب-التعليم غير الموجة:- وفى هذا النوع يحاول النظام أكتشاف الأنماط والروابط فى البيانات بدون تسميات مسبقة .
4-اتخاذ القــــــــــرارات :- وبعد ذلك يأتى دور النظام فى أتخاذ القرارات بناء على المعرفة التى أكتسبها والمعلومات والبيانات التى مدت اليه وتلك القرارات يمكن أن تكون توقعا أو تصنيفا مفصلا.
5-التحسين المستمر “ التعليم من التجربة":-
وتأتى بعد ذلك المرحلة الأخيرة من مراحل عمل الذكاء الأصطناعى وهو أن الذكاء الأصطناعى يتعلم بشكل مستمر - فكلما أستخدامناه أكثر كلما أصبح أكثر دقة وكفاءة - وكلما واجه مواقف جديده زادت قدرتة على تحسين أدائة .
مخاطر الذكاء الأصطناعى فى حياتنا :-
بالرغم أن الذكاء الأصطناعى له فؤاد عديدة فى جمع البيانات وقدرتة على فهم البيانات وتحليلها الا أن له مخاطرة شديدة .
وهناك مخاطر لابد من ذكرها قد تؤثر على البشر من الأستخدام الخاطئ للذكاء الأصطناعى وتكمن تلك المخاطر فى الأتى :-
1- انتهاك الخصوصية :- وحيث يمكن ذلك الخطر فى أستخدام الذكاء فى جمع وتحليل بيانات الأشخاص مما يهدد خصوصيتهم .
2-الامان :- ويمكن هذا الخطر الشديد فى أستخدام أنظمة الذكاء الأصطناعى فى أغراض ضارة مثل الهجمات السيبرانية أو تطوير أسلحة ذكية .
3-فقدان الوظائف :- وحيث أن هذا الخطر يتمثل فى حل الذكاء الأصطناعى محل الوظائف مما يؤثر على الأفراد فى خلق بطالة واسعة .
4-فقدان السيطرة :- قد يؤثر هذا الخطر فى التحكم فى الأنظمة الذكية بشكل مباشر مما يؤدى الى نتائج غير متوقعة من تلك الأنظمة.
5-المسئولية الأخلاقية:- قد يطرح نظام الذكاء الأصطناعى تساؤلات مهمة حول المسئولية بمعنى أخر من سيكون مسئول عن القرارات التى تصدرها تلك الأنظمة هل المبرمجون ام الشركات ام الأنظمة نفسها المسئولة عن الأفعال غير الأخلاقية أو الأضرار التى قد تنجم عنها وهذا مايعد خطرا واضحا يهدد العنصر البشرى الذى يتعامل مع هذا النظام.
6-الأمن السيبرانى:- وفى هذا الضرر يمكن أن أستغلال الذكاء الأصطناعى فى الهجمات السيبرانية مثل تطوير برمجيات خبيثة قادرة على تجاوز أنظمة الأمان وأختراقها.وايضا يمكن أستخدام الذكاء الاصطناعى فى توليد معلومات مضللة مثل “ الأخبار الزائفة ” أو التلاعب بالرأى العام .
المسئولية الجنائية عن الأستخدام الخاطئ للذكاء الأصطناعى :-
لاشك ان الأستخدام الخاطئ للذكاء الأصطناعى هى قضية قانونية معقدة وذلك مع تزايد الاعتماد على هذه التكنولجيا الحديثة فى مختلف المجالات .
فالذكاء يمكن أن يؤدى الى أضرار جسيمة بالغة إذا تم أستخدامة بشكل غير صحيح .
وهذا الأمر يطرح عدة تساؤلات حول من يتحمل المسئولية القانونية فى حالة وقوع خطأ أو جريمة نتيجة هذا الأستخدام الخاطئ .
من يتحمل المسئولية الجنائية عن الاستخدام الخطئ للذكاء الأصطناعى :-
وياتى هذا التساؤل فى من يتحمل تلك المسئولية فى تحديد بعض العوامل ومنها من قام بتطوير النظام ومن يستخدم هذا النظام ومدى السيطرة التى يمكن أن يمارسها الأنسان على قرارات الذكاء الأصطناعى فالمسئولية يمكن أن تقع على عدة أطراف وهما “المطورون أو الشركات المصنعة -المستخدمون -الشركات المالكة أو المشغلة ”
وحيث يمكن تتخذ الجرائم الناتجة عن استخدام الذكاء الأصطناعى أشكالا متعددة ومنها “ الجرائم السبرانية- القرارات التمييزية-الحوادث”
وحيث تواجه الأنظمة القانونية تحديات كبيرة فى تحديد المسئولية الجنائية المرتبطة بالذكاء الأصطناعى وحيث تشمل تلك التحديات :
النية الجنائية :- وحيث يصعب تحديد نية الفاعل فى حالة الذكاء الأصطناعى بعكس الجرائم التقليدية التى تشترط عادة وجود نية جنائية لدى الشخص المتهم
التعقيد التقنى :-ويأتى التعقيد الثانى فى اعتماد الذكاء الأصطناعى على خوارزميات معقدة قد تكون غير مفهومة بالكامل حتى للمستخدمين والمطورين مما يجعل من الصعب إثبات السبب المباشر للأخطاء أو الجرائم
تقاسم المسئولية :- وياتى الامر الثالث من تلك التعقيدات فى توريط العديد من الأطراف فى تصميم وتشغيل الذكاء الأصطناعى وقد يؤدى ذلك الى صعوبة تحديد من يجب أن يتحمل المسئولية الجنائية تحديدا