مدينتي كما اتخيلها

مدينتي كما اتخيلها

1 المراجعات

استيقظت  من نومي صباحا للذهب إلى عملي ، و وجدت زوجتي قد أعدت طعام الإفطار على هيئة شطائر ، فتناولت شطيرة لأنني مستعجل ، و حتى لا أتناخر عن عملي كالعادة ، 

ركبت المصعد  و نزلت إلى الشارع فوجدت البواب على  باب العمارة ، و قف على غير العادة و أدى التحية ، فرددت عليه . 

سرت في الشارع على محطة الميكروباص ، فإذا بي  أجد الشاعر  نظيفا ، لا أوراق متناثرة ، و لا تراب  ، الأشجار على جانبي  الطريق ، مساحات من الخضرة تلاصق الرصيف  ، و كأن شيئا حدث لي أنا ، و اقتربت من المحطة فإذا بي أجد حاوية للقمامة  على الجانب ، و لم تمض غير برهة حتى و صل الميكروباص ، فركبت ، فإذا بي أجد أماكن خالية  ، و وجدت بجوار السائق ماكينة لقطع التذاكر ، إذا ما وضعت فيها النقود فتح الباب الموصل لأماكن الجلوس . 

غريب ما أراه اليوم ، هل هذا حلم ، و يا لها من حلم جميل ، ليتني لا استيقظ منه ، و أظل فيه بهذه الروعة  . 

ضربت الجرس  فوقف الميكروباص ، فنزلت من الباب الخلفي ، و سرت قليلا لكي أصل إلى عملي ، نظرت إلى ساعتي فإذا أنا قد جئت مبكرا بما يقرب النصف ساعة  تقريبا، ماذا أفعل ؟ 

نظرت يمينا و يسارا فإذا بي أجد شيئا غريب قد لفت نظري عربة الفول غير موجودة و الناس الواقفة حولها قد اختفوا ، كشك الجرائد أيضا غير موجود ، هل احتفت الجرائد أيضا لا أظن   . 

سئلت نفسي : ماذا يحدث ـ هل أنا في بلد غير بلدي ، هل أنا هو أنا ، وأخذت الأسئلة تقفز إلى هذا الرأس الصعير الفارغ دون إجابة .

دخلت إلى مبني الوزارة ، مبنى جميل كالعادة نظيف كالعدة ، فوجدت بجوار الباب لوحة بها كروت بها أسماء  الموظفين  ، قال لي الموظف المختص ، أسحب كارتك من اللوحة  ، و أدخله في الماكينة ، و فعلت ما أشار به ، ففتح باب الدخول على مصرعيه ، فدخلت ، و ذهبت إلى مكتبي . 

المفاجأة هذا اليوم جاءت حين وقف أمام الساعي ،  قدم لي الشاي و البسكويت ، فتحت ملفاتي الموجودة أمامي و بدأت العمل على جهاز الكمبيوتر الموضع أمام كل موظف      ، كان كل شيء يسير بسرعة ، و كأنني إنسان آلي ، و انتهت كل الملفات ، و جاء السكرتير و أخذ الملفات ، و قال لي بصوت خفيض ، لقد انهيت عملك اليوم ، انتظر نصف ساعة  ليتم مراجعة عملك ، ثم انصرف . 

و ما حدث في الصباح حدث في العصر ، الشوارع خالية تماما و نظيفة ، و الميكرو باصات تأتي في موعدها دون تأخير ، و كل ميكرو باص به أماكن للجلوس ، 

رجعت إلى البيت فوجدت زوجتي قد عادت ، بل و أعدت طعام العداء ، سألتها : لماذا عدت مبكرة ؟ 

قالت و الابتسامة على وجهه ( تساءلت هل هذه زوجتي ) : مواعيد العمل الجديد المرأة أقل من الرجال بساعة و نصف  صباحا و مساء  . 

أكاد أجن  ماذا يحدث هل أنا في حلم ، و زوجتي تنظر إلي و هي تحاول أن توقظني من النوم .    

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

5

متابعهم

2

مقالات مشابة