كيف تكون معلما ناجحا في مهنتك؟؟
كيف تكون معلما ناجحا في مهنتك؟؟
من السهل أن تكون معلما و لكن ليس من اليسير أن تكون ناجحا في مهنة قال الشاعر عن صاحبها: قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا و السبب في ذلك أنّ مهنة التعليم رسالة قبل أن تكون مجرّد وظيفة كسائر الوظائف ، وهذه الرسالة تتطلب من صاحبها أن يسعى جاهدا في تنمية مهاراته التعليمية و في تطوير أدائه كي يتمكن من التأثير في العقول التي تجلس أمامه منتبهة إلى كل كلمة تخرج من فيه و إلى كل معاملة تصدر عنه لأنه بالنسبة إليهم فهو النموذج الذي يحتذى به و المصدر الذي يؤخذ عنه، و إذا تمكّن من قلوب متعلميه و استطاع أن ينفث فيهم روح المبادرة و الاجتهاد، فقد حقّق لنفسه النجاح ..و السؤال المطروح : كيف يحقق المعلم هذا النجاح؟ الجواب: إذا رمت أيها المعلم أن تكون ناجحا في مهنتك النبيلة إليك هذه النصائح على شكل أسئلة ينبغي عليك طرحها على نفسك قبل أن تطأ عتبة المؤسسة التعليمية
أولا: ما هي مهنتي التي سأزاولها؟ بمعنى عليك أن تدرك ماهية هذه المهنة التي اخترتها من بين المهن، و تعلم بأنها مهنة عظيمة حتى إذا سُئلت عنها أجبت بافتخار “انا معلم” و يكفيك فخرا أنّ الأنبياء و الرسل كانوا معلمين و الدليل ما قاله القرآن على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام في دعائه إلى الله تبارك و تعالى:" ربّنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك و يعلّمهم الكتاب و الحكمة و يزكّيهم إنّك أنت العزيز الحكيم"(سورة البقرة الآية 129)
ثانيا: ما هو هدفي من هذه المهنة؟ لماذا اخترت هذه المهنة؟ ما هو الهدف الذي ترمي إليه؟ نعم ، ينبغي أن يكون هدفك هو تعليم ذاك الذي أرسله والداه كأمانة بين يديك لتكون مسؤولا عنه ، و أن تستشعر ثقل هذه الأمانة التي حملتها و أنت راض بها ، و أن يكون همّك كيف تجعل من هذا المتعلم رجل الغد الذي يساهم في بناء صرح أمته بما تعلّمه على يديك .
ثالثا: ما هي أجرتي التي أستحقها ؟ أكيد أنّ أي جهد عملي له مقابل مادي، و أن كل عامل صاحب مهنة يتقاضى أجرة مقابل أدائه و لكنك أنت أيها المعلم لك أجرتان: أجرة دنيوية كالتي يتقاضاها كل عامل و أجرة أخروية إن أنت أتقنت عملك و بذلت كل ما في وسعك و بإخلاص من أجل الهدف الأسمى الذي من أجله اخترت مهنتك العظيمة ، أجرتك لن تكون فقط دراهم معدودات تفنى بفنائك و إنما ستحظى بأجرة أخرى مانحها هو الله سبحانه و تعالى، إنها الحسنات التي ستثقل ميزانك يوم لا ينفع مال و لا بنون و أنعم بها من أجرة!.
رابعا: ماهي غايتي من مهنة التعليم؟ هذا السؤال سيجعلك تتحمّس أكثر إلى العمل و سيدفعك إلى بذل ما في وسعك لتطوير ذاتك و تحسين أدائك لإذا علمت الجواب عنه ، أتدري ما الجواب؟ نعم إنّ غايتك من مهنة التعليم هي إرضاء إرضاء الخالق سبحانه و تعالى و أي غاية تشبه هذه الغاية؟ أبشر أيها المعلم فأنت بمهنتك هذه و بنيتك الصادقة تتاجر مع العليم فلا تتضايق بمهنتك و لا تنكسف أمام غيرك بمهنتك ، و اعلم بأنك ستسعد سعادة لا مثيل لها و أنت ترى يوما ما أنّ المتعلم الذي كان يجلس أمامك صار ضابطا ينشر الأمن ، أو طبيبا يعالج الأمراض، أو أستاذا ينشر العلم و غيرهم من الإطارات التي تخرجت على يديك ..