مابين الحب والخذلان

مابين الحب والخذلان

2 المراجعات

ما هو الحب؟

هو عاطفة جياشة ومودة مطلقة وشعور دافئ تجاه الشخص الآخر، وحماس لإعطاء كل ما عنده، دون قيود أو شروط، لإسعاد من يحب، لا يتغير بسهولة أو يتزعزع مهما كانت الصعوبة أو الخلاف، بل ينمو في العمق مع الإخلاص مع مرور الوقت و هذه العواطف القوية تهيمن على كيان الشخص وتسيطر عليه، وتجعله يرغب في حماية الشخص أو الشيء الذي يحبه، ويشعر بالمودة والألفة والتعاطف الكبير تجاهه ، ويحترمه ، ويحميه ويهتم  به.

الحب هو أن ترى قدرك في عيني حبيبك، فأفعاله تسبق أقواله، ومشاعره تسبق إيماءاته، وروحه لا تفارقك، وسعادته بقربك مقروءة في عينيه، لا يعيقه البعد عندما يريد الوصول إليك , الحب هو أن تصل إلى أبعد الأماكن وأصعبها ولا تشعر بألم البعد، الحب هو الأمن والأمان، الحب شيء أكبر من أن تختصره الكلمات أو الشعر.

يمكن للحب أن يحول الصحراء القاحلة إلى جنة، وأن ينبت الأغصان والأوراق على الجذع الذابل، وأن يروي العطش ويمنح الغفران ويصحح الأمور والأخطاء مهما كانت كبيرة. إذا أكرمتَ الحُبَّ أكرَمَكَ الحُبُّ، إذا أهنتَ الحُبَّ أهانَكَ الحُبُّ. 

ومع ذلك يجب أن تتحكموا في عواطفكم. يجب أن تتعلموا  أن تفهموا المسافة بين العواطف الصادقة والأشواق المدمرة. يجب أن تتعلموا  كيفية تحقيق التوازن بين الاثنين وعدم الإفراط في الانغماس فيه! كيف تقبض على طرف الحب ومتى تتركه يحلق حولك بحرية دون أن تتركه يفلت منك. متى وكيف نداعبه. كيف نمسك بطرف الخيط ونجذبه إلى الوراء دون أن يلاحظه أحد حتى يعود بشغف؟ كن صادقًا، لا تخادع، لا تكذب. لا تقطع وعوداً إن لم تكن واثقاً من قدرتك على الوفاء بها، 

الخذلان

الخذلان هو مشاعر مؤلمة للغاية تتضمن عدة مشاعر داخلية مزعجة، مثل خيبة الأمل والإحباط الشديد، والمعاناة أو الأذى العاطفي الذي يسببه الآخرون، و يسبب عدم الرضا عن النفس، أو يؤدى لصدمة عاطفية قوية مثل الخيانة، والشعور بالوحدة، وعدم وجود شخص داعم وصادق يمكن الوثوق به والاعتماد عليه، نتيجة الإفراط في الثقة بالآخرين وبناء سقف عالٍ من التوقعات.

من منا لم يذق مرارة الخيبة في كأس مكسورة؟ من  منا لم يُهدى بيننا بخيبة أمل مؤلمة؟ كل منا قد نال نصيبه من هذا أو ذاك، ولكن بنسب متفاوتة... إن لم تكن قد وقعت في هذا الفخ العاطفي من قبل، فأسأل الله أن يقيك وأحباءك من المرور بهذا الفخ العاطفي. لأنه يمكن أن يترك ألماً في خلايا ذاكرتك. إن تأثير خيبة الأمل على النفس أقسى من أي شيء آخر، وكلما كان الشخص أقرب إليك كلما كان الألم وخيبة الأمل أكبر، لأن ذلك يرجع إلى مقدار الحب والثقة التي تكنها للشخص الآخر. عندما يكون لديك آمال كبيرة للشخص الآخر فتصاب بخيبة أمل فالاختبار الأول يضع نهاية للعلاقة بأكملها، ويُظهر خواءها ويواجهك بالواقع.

ان الخسارة تجعلنا ننتبه إلى بعض الأشياء التي غفلنا عنها أحيانًا، إلى تفاصيل صغيرة أهملناها، فإن خيبة الأمل تغرس فينا المبادئ الأعمق للحياة، قوة المثابرة، ، يعلّمنا نفهم ونستشعر معنى العودة إلى الله، وممارسة القناعة الحقيقية، وتقبل ما لم يعجبنا، والامتناع عن التذمر، وإعادة تعديل  مشاعرنا وتعابيرنا ومعاني الحياة المختلفة. قد تكون خيبات الأمل والإخفاقات أحداثًا لم نكن نريد أن نعيشها، ولكن يمكننا أن نكون متأكدين أنها قد مرت كما أرادها الخالق، والتفكير فيها كثيرًا قد يفسد حياتنا. حاول ألا تبالغ في أي شيء. لأن وراء كل مبالغة صفعة خيبة أمل. فقط أخبر نفسك أنهم عندما خذلوك فقد خذلوا أنفسهم. 

الخذلان فى الحب

 نقترب لأنهم قريبون جدًا، لأنهم أغرونا بما عرفوا أننا بحاجة إليه من قبل، أمطرونا بالعطف، وملأوا عالمنا بألف لون مختلف، بطريقة سحرية بطريقة ما. كانوا يعرفون ما يجعلنا سعداء. ربما كانوا يعرفون أكثر منا. وقد فعلوا ذلك، وأتقنوه لنا، كما لو أن الله قد كلفهم بمهمة.

نحن نقترب... ... لأن أرواحنا المتعطشة للحب أغوتنا وجعلنا حضورهما يشعرنا بأننا أقرب من أي وقت مضى، وكأننا أبطال قصة أسطورية أحاطت بنا في الأغاني والأفلام وحكايات الجدات منذ كنا أطفالاً. كان من الطبيعي أن نقترب أكثر. وقد فعلنا ذلك.

 وفي الأيام الأولى من اقترابنا نطير. نحن نملك الأرض وكل ما عليها. كأننا نتنفس من خلالهم، كأننا نستنشقهم. عطرهم يعبق بكل شيء وعيونهم تصبح عيوننا. يغطي فرحهم كل شيء، حتى طعم الطعام يتغير في وجودهم وتصبح أغانيهم أجمل. حتى وجوهنا تضيء .

يعرف المقربون منا ويعرف الآخرون. أن شيئًا ما تغير في حياتنا. هناك الكثير من العيون حولنا ونحن نسير من خلالها بفخر. هل يجعلنا الحب مغرورين؟ نحن نملك الكون، فلماذا لا نكون مغرورين؟ ويهمس لنا الحب بأننا أكثر حظاً من الجميع، فنقفز وننتفض، ويملأ الفرح كل شيء، وتمر علينا لحظة نشوة عظيمة. ...... ثم ...تخذلنا!

هل حاولت من قبل أن تطير فى السماء السابعة، ولكن بعد أن ترتطم رأسك بالأرض، تدرك فجأة أنك كنت ترقص على الحافة؟ إذا لم تكن كذلك.فهذا هو الخذلان.

هل سبق لك أن حاولت أن تقدم وردة لشخص ما ورأيت في عينيه أنه على وشك أن يقدم لك باقة من ألف وردة؟ تبتسم وتضيء عيناك. ليمد هو يده إلى قلبك بخنجر إذا لم تفعل ... فهذا هو الخذلان.

خيبة الأمل مؤلمة. مرعبة. إنها مفاجئة. إنها مثل الموت: الموت خلاص للبعض، لكن ليس لقلب خائب الأمل. عندما نشعر بخيبة الأمل، نسير كما لو كان على ظهرنا جبل. أرجلنا ثقيلة، ووجوهنا شاحبة وقلوبنا تصدر آهات مكتومة. ينعكس ذلك على أصواتنا، فترتجف أصواتنا، وترتجف شفاهنا وتقاوم نهر الدموع الذي يريد أن ينفجر. نتحمل أنفسنا في كل مرة يفشل فيها. لأننا لا نطيق نظرة الشفقة أو الشماتة في العيون التي كانت سعيدة عندما نعلم أنها تنظر إلينا!

إن خيبة الأمل تسلبنا ذلك الإشراق الذي كان يمنحنا إياه الحب قبل أن نكون نحن، بل وتسلبنا صورتنا المتواضعة. مثل المريض الذي لا يعرف حتى مرضه، نشحب ونصبح شاحبين ونُحرم من قدرتنا على التعايش. الذكريات، وأصداء الضحكات والأغاني التي تشاركناها معهم، هي صدى دائم في أرواحنا. إنها تعذبنا وستظل كذلك حتى تحترق النجوم.

إنهم يخيبون آمالنا ونخيب آمال أنفسنا. ورغم ذلك، لا يمكننا التوقف عن حبهم!

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

108

متابعهم

25

مقالات مشابة