قصيده صوت صفير البلبلي لأديب الاصمعي اقرأها الان

قصيده صوت صفير البلبلي لأديب الاصمعي اقرأها الان

0 المراجعات

1 _ قصيده صوت صفير البلبلي

قصيدة "صوت صفير البلبل" للشاعر العباسي الأصمعي هي واحدة من القصائد الشهيرة التي تجسد براعة الأدب العربي في العصر العباسي. تُحكى قصة هذه القصيدة في سياق تحدٍ أدبي بين الأصمعي والخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، الذي كان يتحدى الشعراء في مملكته بأن يأتوا بقصيدة جديدة ليحفظها. كان الخليفة يملك عبيدًا يحفظون الشعر بسرعة ليتفادى منح الجوائز للشعراء، إلا أن الأصمعي كان له رأي آخر. ابتكر الأصمعي قصيدة مليئة بالألفاظ الصعبة والمتداخلة ليصعب على أي شخص حفظها، وكانت هذه القصيدة هي "صوت صفير البلبل". تميزت القصيدة بجملها الطويلة ومعانيها المتشابكة مما جعل حفظها أمرًا مستحيلًا للعبيد.

تتكون القصيدة من أبيات متداخلة تبرز عبقرية الأصمعي في انتقاء الكلمات وتكوين الجمل الطويلة التي تحتوي على معانٍ دقيقة ومتنوعة. تميزت بتشبيهات واستعارات غنية وصور بلاغية مدهشة حيث يصف الأصمعي في أبياتها جمالية الطبيعة والطيور والأزهار بأسلوب موسيقي رائع. يبدأ الأصمعي بوصف صوت البلبل الذي أثار مشاعره وجعله يتذكر محبوبته، ثم ينتقل لوصف الزهور والعشب بشكل دقيق يصور روعة الطبيعة وجمالها في فصل الربيع. تستخدم القصيدة كلمات عربية فصيحة ومفردات قوية تعكس ثراء اللغة العربية وعمقها الأدبي مما يجعل القارئ يشعر بأنه يعيش تلك اللحظات الجميلة التي يصفها الشاعر.

قصة كتابة القصيدة تعتبر إحدى الأساطير الأدبية التي تعكس التحدي بين الشاعر والحاكم، حيث استطاع الأصمعي بخفة ذكائه وحسن تصرفه أن يتغلب على ذكاء الخليفة. عندما ألقى الأصمعي قصيدته على الخليفة، لم يتمكن العبيد من حفظها لكثرة كلماتها الصعبة وطول جملها. وهذا ما جعل الخليفة يعترف بموهبة الأصمعي ويمنحه الجائزة التي كان يخصصها للشاعر الذي يأتي بقصيدة لم يستطع أحد حفظها. تعكس هذه القصة أيضًا مكانة الشعراء في العصر العباسي ودورهم الكبير في الحياة الثقافية والأدبية آنذاك.

تتميز القصيدة أيضًا بجوانب تعليمية مهمة، فهي تعد مثالًا حيًا على كيفية استخدام التشبيه والاستعارة في الشعر العربي، بالإضافة إلى أنها تعزز فهم القراء لأهمية الأوزان والقوافي في الشعر العربي القديم. تُظهر القصيدة أيضًا قدرة الشعراء العباسيين على ابتكار قصائد تجمع بين الصعوبة اللغوية والجمال الأدبي، مما جعلها تُدرس في العديد من المناهج الدراسية التي تركز على الأدب العربي الكلاسيكي. يمكن للدارسين استخدامها كنموذج لتحليل الأساليب البلاغية والفنية التي استخدمها الشعراء في تلك الحقبة.


 

تلخص قصيدة "صوت صفير البلبل" مزيجًا من الجمال الأدبي والتحدي الذهني، فهي ليست فقط قطعة شعرية تعبر عن مشاعر الشاعر تجاه الطبيعة والحب، بل هي أيضًا مثال على التحديات الأدبية التي كانت تحدث في البلاط العباسي. تمكن الأصمعي من خلال هذه القصيدة أن يثبت قدرته الفائقة على التحكم باللغة وتطويعها لخدمة أغراضه الأدبية. تعد القصيدة حتى يومنا هذا مصدر إلهام للعديد من الشعراء والدارسين الذين يسعون لفهم أصول الأدب العربي وتاريخه العريق.

2 _ القصيده 

صوت صفير البلبل هيج قلبي الثملي الماء والزهر معًا مع زهر لحظ المقلي وأنت يا سيدلي وسيدي وموللي فكم فكم تيملي غزيل عقيقلي قطفته من وجنة من لثم ورد الخجلي فقال لا لا لا لا لا وقد غدا مهرولي والخوذ مالت طربًا من فعل هذا الرجل فولولت وولولت ولي ولي يا ويللي فقلت لا تولولي وبين اللؤلؤ لي قالت له حين كذا انهض وجد بالنقلي وفتية سقونني قهوة كالعسللي شممتها بأنفي أزكى من القرنفلي في وسط بستان حلي بالزهر والسرور لي والعود دن دن دن لي والطبل طبطب طب لي طب طب طب طب طب طب طب طب طب طب لي والسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب لي شوى شوى وشاهش على ورق سفرجللي وغرد القمري يصيح ملل في ملللي ولو تراني راكبًا على حمار أهزلي يمشي على ثلاثة كمشية العرنجلي والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللي والكل كعكع كعكع خلفي ومن حويللي لكن مشيت هاربًا من خشية العقنقلي إلى لقاء ملك معظم مبجلي يأمرني بخلعة حمراء كالدم دملي أجر فيها ماشيًا مبغددا للذيلي أنا الأديب الألمعي من حي أرض الموصل نظمت قطعًا زخرفت يعجز عنها الأدب لي أقول في مطلعها صوت صفير البلبل.

تعد قصيدة "صوت صفير البلبل" للأصمعي من أروع القصائد التي كتبها الشاعر العباسي، حيث أنها مليئة بالصور البلاغية والأساليب الأدبية المتقنة التي تعكس مدى براعة الشاعر في اللعب بالكلمات وتوظيفها بشكل موسيقي بديع. تمثل القصيدة تحديًا لغويًا وأدبيًا فريدًا من نوعه، حيث تتضمن أبياتها تشبيهات واستعارات متعددة تعبر عن مشاهد الطبيعة والحب بأجمل الصور الشعرية. بداية القصيدة مع صوت البلبل الذي يهيج مشاعر الشاعر، تعكس تفاعل الإنسان مع الطبيعة وتأثره بها، كما أنها تحتوي على وصف دقيق للزهور والماء وألوانها المختلفة، مما يعطي القارئ إحساسًا بروعة المناظر الطبيعية.

  • تتناول القصيدة مشاهد الحياة اليومية في العصر العباسي بأسلوب طريف وشيق، من خلال وصف الشاعر لمغامراته مع حمار أهزلي والناس الذين يرمونه في السوق بالقلقللي. هذا الوصف يعطي لمحة عن الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت ويظهر قدرة الشاعر على استخدام الأحداث البسيطة لخلق صور شعرية معقدة ومليئة بالحيوية. الشاعر يصف أيضاً لقاءه بملك معظم يأمره بخلعة حمراء، وهو مشهد يعكس مكانة الشعراء في ذلك العصر ودورهم في المجتمع، حيث كانوا يحظون برعاية واهتمام الحكام.
  • تُعد القصيدة درسًا في فن الشعر العربي القديم، حيث تُظهر مدى أهمية الأوزان والقوافي في بناء القصيدة وتشكيل موسيقاها الداخلية. الأصمعي استخدم في قصيدته تكرار الأصوات والكلمات بشكل يجعلها سهلة الاستماع وصعبة الحفظ، وهو ما كان جزءًا من التحدي الأدبي بينه وبين الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور. القصيدة بهذا الشكل تصبح نموذجًا تعليميًا يمكن للدارسين والباحثين في الأدب العربي أن يستفيدوا منه لفهم كيفية استخدام الشاعر للغة بشكل إبداعي وفني.
  • تكمن أهمية قصيدة "صوت صفير البلبل" أيضًا في قدرتها على إلهام الشعراء والكتاب المعاصرين، فهي ليست مجرد قطعة أدبية قديمة بل هي نموذج حي على قوة وتأثير الأدب العربي الكلاسيكي. القصيدة تبرز أهمية اللغة العربية بجمالها وغناها، وتشجع على الحفاظ على هذا التراث الأدبي العريق. يمكن اعتبار القصيدة رمزًا للتحدي والإبداع الأدبي، حيث أنها تعكس كيف يمكن للشاعر أن يتجاوز الصعوبات والمعوقات من خلال استخدام ذكائه ومهاراته اللغوية.
  • ختامًا، تعتبر "صوت صفير البلبل" للأصمعي واحدة من الروائع الأدبية التي خلدت في التاريخ الأدبي العربي. القصيدة ليست فقط مثالًا على جمال الشعر العربي، بل هي أيضًا قصة تحمل في طياتها دروسًا في التحدي والإبداع. الأصمعي من خلال هذه القصيدة أظهر مدى قدرة الشعراء العرب على ابتكار أعمال أدبية تتجاوز الزمان والمكان، وتظل تلهم الأجيال المتعاقبة بعبقريتها وجمالها. لذلك، يبقى صوت البلبل الذي هيج قلب الشاعر، رمزًا خالدًا للإبداع الأدبي العربي.

تابعني على موقع  اموالي ولك المذيد .

هذا المقال محفوظ بحقوق الطبع والنشر ل _  “ محمد الديزل _ Muhamad aldiyzil ” والمدونة الخاصة بنا .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

0

مقالات مشابة