لماذا يدعو الصوفية ببعض كلمات   اللغة السريانية ؟ و  هل تفتح لك أبواب القبول والمكاشفات ؟

لماذا يدعو الصوفية ببعض كلمات اللغة السريانية ؟ و هل تفتح لك أبواب القبول والمكاشفات ؟

0 المراجعات

 

قال تعالى فى كتابه العزيز * قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى "  وقال صلى الله عليه وسلم   "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحدا من أحصاها دخل الجنة "

أسماء الله الحسنى هى  مدح وحمد وثناء وتمجيد وتعظيم الله وصفات كمال وأفعال حكمة ورحم وعدل من الله

وكما قال النبى حين دعا "  أسألك  بكل اسم سميت به نفسك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أو علمته أحدا من خلقك " فكل هذه الأسماء جمعها العلماء من القرآن الكريم وصحيح السنة ومما ورد  على لسان أحد من رسله وهي أصل من أصول التوحيد، في العقيدة لذلك فهي روح الإيمان وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، إزداد حبه له 

ولكن ماذا عن بعض الأسماء التى ترد فى اوراد بعض الصوفية وادعيتهم  والتى يقولون عنها أن فيها من الأسرار العجيبة بل  والقبول  بل ويدعون أنها من لغة الملائكة فهل يجوز الدعاء بها ؟ 


معنى هذه الكلمات وابن وردت 

 

 وردت في الحزب الكبير والصغير للشيخ إبراهيم الدسوقي باللغة السريانية ومعناها بالعربية  طهور اى  العظيم الذي تذل لهيبته الرقاب  ، بدعق اى   القاهر ، محببة  وهو القدوس الظاهر الغالب سقفاطيس اى الثناء الأعظم  سقاطيم الكافي  الأعظم  آتون  الحي القيوم .

 يقول بعض المتصوفة أن بعض هذه الألفاظ تلقاها  الشيخ أبو الحسن الشاذلي عن الملائكة مباشرة، ثم علمها لتلاميذه وقد وصلت هذه الأسماء السريانية إلى أوراد الطريقة الدسوقية ، قال  الدسوقي لأحد تلاميذه ادع بهذا الدعاء، ولا تخف من شيء، ثم سأل شيخه عن معنى "أحما حميثا، وأطمى طميثا" فأجابه بأنهما كلمتين سريانيتين، وأن معنى أحمى: يامالك، وحميثا: إشارة إلى مملكته، وأما قوله: أطمى، فهو بمنزلة من يصفه الله تعالى بالعظمة، والكبرياء، والقهر، والغلبة، والعز، والانفراد في ذلك كله، طميثا: إشارة إلى الأشياء التي يتصرف فيها، وإلى الممكنات التي يفعل فيها ما يشاء، ويحكم ما يريد، سبحانه لا إله إلا هو، وفي كل من العبارتين سر عجيب لا يطيق القلم تبليغه 


 

ماهى اللغة السريانية 

 

يقول بعض المتصوفة أن هذه هى اللغة التى يتكلم بها الملائكة ويذكرون الله بها، وأن هذه الأسماء يتلقاها العارفون، ولا تؤخذ من كتاب أو سنة ، والحقيقة أن اللغة السريانية فى الأصل كانت لغة الآشوريين والكنعانيين قديما والذين كانوا يسكنون في مناطق بإيران وسوريا وتركيا حاليا وكانت قد اكتسبت أهمية دينية خاصة في المسيحية، أولاً لأن المسيح قد تكلّم بالآرامية، التي تعتبر بمثابة اللغة الأم للسريانية، وثانيًا لأن العديد من كتابات آباء الكنيسة والتراث المسيحي قد حفظ بالسريانية، إلى جانب اللغة اليونانية، وفي الكنائس التي تتبع الطقس السرياني لا تزال تستخدم اللغة السريانية بشكل يومي في صلاتها ثم بدأت فى الانقراض بعد دخول الإسلام ونقل عنها بعد ذلك أبرز المخطوطات فى السحر وتحضير الجان ومن أشهرها كتاب *شمس المعارف " الذى كتبت أغلب الطقوس فيه بتلك اللغة 

 

أسماء شياطين وخدام الجان 

 

ولأن تلك الحضارات القديمة كان أغلبها يقوم على السحر فقد بدت لمن نقلها زورا وبهتانا نسبتها الى الملائكة حيث يتحقق بعض المراد من استخدامها حيث الغالب فيها أنها أسماء شياطين ، مما يستعمله السحرة قديما وحديثا، والكثير من الصوفية له  عناية بالسحر، واستعمال له، تحت مسمى علم الحروف، وعلم الأوفاق، مثل  أوراد الطريقة الخلوتية العونية والجلجلوتية البرهتية 

 

ويشرح البوني في كتابه: "منبع أصول الحكمة" أسرار البرهتية بقوله: "فاعلم أن أسماء البرهتية هي القسم المعّول عليه من قديم الزمان، وكان القدماء يسمونه بالعهد القديم، والميثاق العظيم، والسر المصون.وقد تكلم به الحكماء الأُول، ثم السيد سليمان بن داود عليه السلام، ثم آصف بن برخيا، ثم الحكيم قلفطيروس، ثم من تتلمذ له إلى يومنا هذا .وهو قَسم عظيم لا يتخلف عنه ملك ، ولا يعصيه جني ولا عفريت، ولا مارد، ولا شيطان .

 

رأى الدين

 

أجمع العلماء قديما وحديثا أن أسماء الله تعالى توقيفية، فلا يسمى، ولا يوصف إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يتعبد الله بذكره باسم لا يعلم ثبوته

فإن أغلب تلك الأسماء  قد اختلقه طائفة من المبتدعة المتهوكين في السحر والشعوذة، وادعوا أنه من أسماء الله الخاصة؛ والتي تستخدم في السحر والشعوذة،ولا يشك عاقل في بطلان هذه الترهات، وأنها من الضلال المبين، فلا يجوز الدعاء بها، والزعم أنها من أسماء الله من أعظم الافتراء، والكذب على الله جل وعلا بلا علم.

 

رأى دار الإفتاء المصرية 

 

كذلك قالت دار الإفتاء المصرية لا يجوز دعاء الله تعالى بما لا يعلم معناه، ولا التوسل إليه بأسماء لا يُعلم معناها ، أو لم يثبت أنها من أسماء الله الحسنى ؛ لقوله تعالى: ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) 

وقالت الدار، إنه بصرف النظر عن حصر أسماء الله، وعن اختلاف العلماء فى جواز ذكره بالاسم المفرد فإن اى لفظ  " لم يثبت بسند صحيح أنه اسم من أسمائه تعالى، وعليه فلا يجوز الذكر به على ما رآه جمهور الفقهاء، وما يروى من أن النبى صلى الله عليه وسلم زار مريضا كان يئن وأن أصحابه عليه الصلاة والسلام نهوه عن الأنين، وأنه قال لهم "دعوه يئن فإنه يذكر اسما من أسمائه تعالى" لم يرد فى حديث صحيح ولا حسن كما قرره الثقات، وما قيل فى بعض الحواشى من أن لفظ "آه " الاسم الأعظم لا سند له.

فى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال "من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

وقد اهتم العلماء بجمع هذه الأسماء وشرحها كما فعل الغزالي والحليمي والقرطبي وغيرهم ، ولم يوردوا هذه الأسماء الأعجمية المخترعة.
 

والخلاصة

أنه لا يشرع ذكر الله ، ولا دعاؤه بهذه الأسماء المجهولة، ولا يجوز أن يسمى الله بها، وذلك من الإلحاد في أسمائه، ويجب الحذر من أوراد الصوفية المشتملة على هذه الأسماء؛ إذ الغالب أنها أسماء شياطين، وباب السحر المريد المتلفظ بها ، ليبقى أسيرا لدى طريقته وشيخ

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

17

followers

25

followings

17

مقالات مشابة