التعلق المرضي وكيفية التخلص منه
التعلق المرضي هو حالة نفسية تتميز باندفاع شديد نحو شخص معين أو علاقة، وتتسبب في اعتماد شخصيتك وسلوكك اليومي بشكل مفرط على هذا الشخص أو العلاقة. يمكن أن يكون هذا التعلق مصدر قلق واضطراب نفسي، ويؤثر سلباً على الحياة الشخصية والعلاقات الاجتماعية. تتضمن علامات التعلق المرضي القلق المستمر بشأن الشخص المعني، الرغبة الملحة في التمسك به، والخوف المستمر من فقدانه.
يرتبط التعلق المرضي بشكل خاص بالتروما ومشاكل الطفولة، تأثير الأحداث والتجارب الصعبة في الطفولة على نمط التعلق لدى الأفراد عندما يكبرون. التروما هي تجارب شديدة الصدمة تؤثر على الشخص بشكل عاطفي ونفسي، وقد تشمل التعرض للعنف، والإهمال، والإساءة الجسدية أو الجنسية، وفقدان الوالدين أو الرعاة، والتجارب الصعبة الأخرى التي تترك آثارًا عميقة على الشخص.
يمكن أن ينشأ الاعتماد المرضي على الآخرين ، كوسيلة للتعويض عن نقص الدعم العاطفي والأمان قد يسعى الأشخاص الذين يعانون من التروما ومشاكل الطفولة إلى إيجاد شخص آخر يوفر لهم الأمان والحماية والدعم، ويتمسكون به بشكل مفرط مما يؤدي إلى تطور ذلك لنوع من التعلق النفسي المخيف.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي التجارب الصعبة في الطفولة إلى تشكيل اعتقادات سلبية عن الذات والعالم، وتقليل الثقة بالنفس، مما يجعل الشخص أكثر تأثرًا بالتعلق المرضي كوسيلة لتعويض هذه الثقة المنخفضة.
هناك عدة أشكال للتعلق المرضي، وكل واحدة منها تظهر بطريقة مختلفة وتترافق مع عوارض مختلفة أيضًا. بعض الأشكال الشائعة للتعلق المرضي تشمل:
1. **التعلق العاطفي المفرط**: يتميز باندفاع شديد نحو الشخص الآخر، حيث يصبح الشخص المعني محور حياة الشخص المتعلق، ويشعر المتعلق بالقلق والتوتر عندما يبتعد هذا الشخص.
2. **التعلق الانعزالي**: يتمثل في تجنب العلاقات الاجتماعية العميقة والاعتماد الشديد على العزلة والانغماس في علاقة واحدة فقط، ويمكن أن يتسبب في انعزال اجتماعي وتقليل الشعور بالرضا الذاتي.
3. **التعلق الهوسي**: يتمثل في الحاجة الملحة للقرب الجسدي والعاطفي من الشخص المعني، حيث يفقد المتعلق القدرة على التفكير بشكل منطقي ويميل إلى اتخاذ قرارات متعجلة.
أما بالنسبة للعوارض، فقد تتضمن:
- القلق المستمر والتوتر.
-الشعور بالحاجة الملحة للقرب من الشخص
- الشعور بالإحباط والضعف في حالة ابتعاد الشخص
- تقلبات المزاج والاكتئاب
- ضعف الثقة بالنفس والشعور بعدم القيمة الذاتية
كما يمكن أن يصاحب الشخص المتعلق بعض الأفكار السلبية حول الذات والعلاقات، مما يزيد من حدة العوارض.
بالنسبة للشعور، يمكن أن يكون مصدرًا للإرهاق العاطفي والنفسي، حيث يشعر الشخص بالتوتر والقلق باستمرار ويصعب عليه التركيز في الأنشطة اليومية. كما قد يشعر بالوحدة والعزلة حتى عندما يكون محاطًا بالأشخاص، لأن تركيزه يكون دائمًا على الشخص المعني وعلاقته به.
العلاج يتطلب مجموعة من الخطوات المتعلقة بالتغيير في السلوك والتفكير، ويمكن تقديمه عن طريق المساعدة الاستشارية النفسية أو العلاج النفسي. إليك بعض الخطوات الرئيسية التي يمكن اتخاذها في العلاج من التعلق المرضي:
1. **الاعتراف بالمشكلة**: يكون الخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود التعلق المرضي والاستعداد للتغيير.
2. **التعلم والتفهم**: يساعد التعلم عن التعلق المرضي وكيفية تأثيره على الحياة الشخصية في فهم الآثار السلبية والإيجابية لهذه الحالة.
3. **البحث عن الدعم**: يمكن الحصول على الدعم اللازم من الأصدقاء والعائلة أو من مجموعات دعم خاصة بالتعلق المرضي.
4. **تطوير استراتيجيات جديدة**: يتعين على الفرد تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع العواطف والتفكير المرتبط بالتعلق المرضي، مثل ممارسة التأمل وتعلم التحكم في الأفكار السلبية.
5. **التحول من التعلق إلى الاعتماد الذاتي**: يتطلب التحول من التعلق المرضي إلى الاعتماد على الذات وبناء الثقة بالنفس، وذلك من خلال تطوير الهوايات والمهارات الشخصية والاستقلالية.
6. **العلاج النفسي**: يمكن للعلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج الذيني، أن يكون فعالًا في معالجة التعلق المرضي من خلال استكشاف الأفكار والمشاعر وتغيير السلوكيات غير المفيدة.
7. **الممارسة والصبر**: يجب أن يكون الشخص مستعدًا للممارسة المستمرة والصبر، حيث قد يحتاج العلاج من التعلق المرضي إلى وقت وجهد لتحقيق التغيير الفعال.
من الضروري أن يتم العمل على هذه الخطوات بتوجيه ومساعدة من محترف نفسي مؤهل لتقديم الدعم والتوجيه اللازمين.
