فى العيد فرحة وترحه !

فى العيد فرحة وترحه !

0 reviews

في العيد فرحة وترحه!

 

احتفل المسلمون منذ قريب بعيد الفطر المبارك في ظل الظروف القاسية، بل فوق القاسية لأشقائنا وأخوتنا في فلسطين عامة وفى غزة خاصة في ظل محنة لم تشهدها وتعهدها الأمة العربية بتركيبتها الدينية والمذهبية منذ اجتياح التتار لبلاد المسلمين.فلقد انتهى العيد وفرح به من فرح بانتهاء الصيام ولبس الجديد وأكل ما طاب من الأطعمة بهذه المناسبة التي لا تتكرر سوى مرتين في السنة فالمسلمين لديهم عيدين فقط هما عيد الفطر وعيد الأضحى فالذي فرح بعيده هو أشبه بالأطفال الذين لا يعرفون ماهية السعادة الحقيقة للعيد وهو ان الفرح الحقيقي للعيد هو الفرح للمسلمين عامة ليس داخل البلد الواحد أو المدينة الواحدة أو القرية الواحدة ولكن داخل ديار المسلمين عامة من مشرقها لمغربها ومن شمالها لجنوبها أتألم لتألمهم وأفرح لفرحهم وليس الفرح مأكل ومشرب فهذا فرح الأطفال والصغار الذين يفرحون بالعيد من أجل العيدية ولبس الملابس الجديدة وشراء الأشياء التي تسرهم وتسعدهم بهذه المناسبة تلك الفرحة التي تناسب عمرهم الزمنى والعقلي أما أن تكون فرحتك مثل الأطفال فتلك فرحة ضيقة مقصورة على أنفسهم لا تبالى ولا تهتم سوى بأنفسهم فتنحصر الفرحة وتظهر الأنانية وإن شئت فقل تعادى فلسفة وتعليمات الدين الإسلامي القائم على أساس أن المسلمين كلهم أجمع جسد واحد إن اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى فبذلك فرحتنا ناقصة لأننا لم نهتم بإخوتنا المضيق عليهم في وطنهم بل المقهورين والمحتلين لعدو يريد استئصالهم وإبادتهم.

أما الفريق الذى يتألم وأتى عليه العيد ولم يشعر بالفرح ويحاول جاهداً أن يسعى لمساعدتهم بكل الطرق حتى شاهدنا أحد أخوتنا من ظهر في أحد اليوتيوبات وهو يبكى حسرة على عدم مساعدة إخوتنا في غزة وأنها يشعر بالألم والحسرة والذنب أمام الله لتقصيره في عدم نجدة إخوتنا في فلسطين عامة وغزة خاصة ويطلب من المسئولين بأن يفتحوا المعابر والحدود للذهاب لمشاركة إخوتنا هنالك هذا هو النموذج الذى شعر بالعيد الذى يعرف الإسلام ويعرف ان الإسلام ليس بأن أكون غنى أو قوى وديار المسلمين تجتاح وأن اتفرج وأشاهد الأمر ولا أقدم سوى تمتمة الشفاه وتقديم بعض الكلمات الرنانة فالمواطن العربي المسلم الذى يشعر بالألم في ظل العيد أقول له أطمئن على دينك  وعلى عروبيتك فهذا هو الترمومتر الحقيقي لمقياس قوة الإيمان وأصالة العروبة.

 

فلنسأل أنفسنا هل نحن مسلمين حقاً؟ وما حقيقة إسلامنا؟ وماذا قدمنا للإسلام؟ وبما إن المسلمين جزء لا يتجزأ من الإسلام ماذا قدمنا للمقهورين والمضطهدين والمظلومين والمعتدى من أعداء الإسلام؟

    تلك الأسئلة طرحها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عندما سأل أحد الصحابة عن الإيمان فلقد قال الرسول لحارثة بن مالك الأنصاري، كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: أصبحت مؤمناً حقاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن لكل حقيقة فما حقيقة إيمانك "؟ أجاب الصحابي: عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت لذلك ليلي وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربيّ بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها يتصايحون فيها. فقال: " يا حارثة: عرفت فالزم ثلاثا."

لقد شبه الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلم أن المسلمين كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص وهم في عون بعضهم البعض بالمال والنفس والسلاح وهم يد على من سواهم كما جاء في الأحاديث التالية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

-مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

-المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا.

-المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة.

- والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

-المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم.

 تلك الأحاديث هي إجابة شافية كافية من المصطفى صلوات الله عليه لكل ما نحن فيه، والسلام على اتبع الهدى.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

1

similar articles