كيف أعرف شخصية أي إنسان من شكل وجهه وجسده ؟
مقال بعنوان : كيف أعرف شخصية أي إنسان من شكل وجهه وجسده ؟
كثيرا ما نسمع هذه العبارة : كيف أعرف أخلاق وطبائع أي إنسان من شكل وجهه وجسده وعينيه وجبهته ؟ ولكننا نحتار هل حقا يوجد علم كهذا ؟!! هل حقا نستطيع بمجرد أن نرى هيئة إنسان من الخارج أو لغة جسده أن نقرأه قبل أن نكلمه، كأننا نقرؤه مثل كتاب مفتوح أمامنا ؟! إن كنت تريد أن تعرف الإجابة على هذا السؤال فأنت بالمكان الصحيح ... تابعني للأخير .
يتقابل الواحد منا مع عدة أشخاص في اليوم، سواء بالعمل أو مكان الدراسة أو التعاملات اليومية المختلفة، ولهذا تحتاج النفس البشرية أن تفهم وتعرف طبيعة وأخلاق من تقابلهم وتتعامل معهم ، لأن منهم اللين ومنهم الخشِن ، منهم الحسن الخُلق ، ومنهم السيء الخُلق ، منهم الخسيس والوضيع ، ومنهم النَّفيس الغالي وهكذا .... وقد كان النَّبي ﷺ خَبيرًا بأحوالِ بَني آدمَ ومَعادنِهم مِن حيثُ النَّفاسةُ والوَضاعةُ والخِسَّةُ والدناءة ، كما كان عليه الصلاة والسلام بَصيرًا بأحوالِ القلوبِ والأرواحِ الَّتي تَسكُنُ بيْن جَوانحِ هؤلاء البشر ، فعَلَّمَنا مِن ذلكَ كلِّه ما يَنفَعُنا؛ لِنُحسِنَ اختيارَ النَّاسِ والتَّعامُلَ معهم ، وكلٌّ بحسَبِ حالِه .
يقولُ النَّبيُّ ﷺ : «النَّاسُ مَعادِنُ» أي: أنهم مُختلِفون ما بيْن نَفيسٍ وخَسيسٍ، كما أنَّ المَعادِنَ كذلك ، وكُلُّ مَعدِنٍ يَخرُجُ مِنه ما في أَصلِه ، وكَذا كُلُّ إِنسانٍ يَظهَرُ مِنه ما في أَصلِه مِن شَرفٍ أو خِسَّةٍ عندما تخالطه وتجرّبه .
.... والبشر بطبعهم يميلون ويحبون من يوافقهم في كثير من تفاصيل شخصياتهم، وقد أخبرنا النبي ﷺ أن: "الأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ." رواه مسلم. فإنْ توافَقَت الأرواح في الأخلاقِ والطِّباع والصِّفاتِ، وَقَعَت بيْنها الأُلفةُ والتقاربُ والاجتِماعُ في هَذِه الدُّنيا، وجَمَعَتها الصُّحبةُ والوُدُّ، وأعانتْ بَعضَها على هُمومِ الدُّنيا ..... وإن تَناكَرَت وتَنافَرَت ولم يَتشابَهْ ويَتوافَقْ ويَتناسَبْ طبعُ الروحِ مع الروحِ اختَلَفَت في هذه الدُّنيا، وإنْ تَقارَبتْ جَسَدًا؛ فكم من شخص تبغضه وقد أمضيت معه عُمرا أو أنك تعيش معه ... وأنَّ الخَيِّرَ مِنَ النَّاسِ يَحِنُّ إلى شَكلِه، وأنَّ الشِّرِّيرَ يَميلُ إلى نَظيره ، ولهذا سنتكلم عن علم مهم جدا يحتاج إليه كل إنسان يخالط الناس ويتعامل معهم ويحتك بهم وهو علم الفراسة ، فما هو علم الفراسة ؟
الفِراسة بكسر الفاء هي المهارة في تَعَرُّف بواطن الأمور من ظواهرها ، ويُعرفها البعض على أنها معرفةُ أخلاقِ وطباعِ وأحوال البشر دون اتصال مباشر بهم أو معرفة الأمور من نظرتهم أو شكل وجوههم وأنوفهم ، وطولهم وقِصَرِهِم ، وفي الحديث:" اتَّقُوا فِراسَة المؤمن ينظر بنور الله" وهي عدة أنواع نذكر أهمها:
١- فراسة المؤمن: قال تعالى {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم} الفتح ، وقال :{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } الحجر ، وهذا النوع يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه الصالحين فيعلمون أحوال بعض الناس بنوعٍ من الكرامات وإصابة الظن بأن يقول لك : فلان لم يعجبني أو فلان أعجبني من أول نظرة يراه، وهو لم ير عليه أي شيء ولكن إحساس يقع في قلبه ... وهذه خاصة بالمؤمنين .
٢- نوعٌ يُتَعلم بالدلائل والتجارب والخَلق فتعرف به أحوال الناس ، وهذا النوع هو ما أطلق عليه حديثا علم "الاتصال غير اللفظي" ، والتعمق في هذا العلم يمكنك من فهم انفعالات الناس وقراءة تعبيرات وجوههم وكأنهم كتاب مفتوح مما يُمَكننا من النجاح في التعامل معهم والنجاح في توصيل ما نريد لهم من خلال عملية اتصال إيجابي وفعّال وإليك بعض الأمثلة :
- ميل الرأس إلى أحد الجانبين يدل على الإنصات التام وغالبا ما تصطنعها المرأة لإرضاء الرجل عندما تريد التأثير عليه .
- الربت على الدقن أي أن يمسكه ويمرر عليه يده معناها دعني أفكر وتدل على أن الشخص الذي أمامك يريد أن يزن الأمور قبل أن يحكم وهكذا .
- وإذا كنت في محاولة إقناع شخص معين بوجهة نظرك أو فكرتك مثلا أو تتهم شخصا فإنك تستطيع معرفة ما ستؤول إليه الأمور في النهاية من خلال جلسة الشخص الذي تخاطبه ، وهذا ليس من علم الغيب وإنما هناك إشارات وعلامات ودلالات تدل على اتخاذ موقف دفاعي كـــ : - عقد الذراعين على الصدر .
-وقبض اليدين .
-الجلوس مع رفع الساق على جانب المقعد.
-الجلوس ساقا على ساق أو عقد الساقين .
-وضع ساق على ساق مع هز القدم العليا وغيرها ....
وهناك جزء آخر مهم أيضا ولكنه ليس دائما صائب ، وهو معرفة الناس من شكل الوجه والأذنين والعينين والأنف وكل هذه الحالات سنتكلم عنها في مقالات قادمة إن شاء الله ....
أسعد بمتابعتكم لي ومشاركتكم إياي وتفاعلكم ودعمكم لي .
