لما تنوح النساء

لما تنوح النساء

1 المراجعات

نياحة النساء
من طبيعة الحياة أنها تتداخل فيها المسرات والأحزان. ومن تفاعل الإنسان بهذه الحياة يصاب بالفرح والحزن الذين هما فطريان لا يقاومان.
البكاء هو علامة على حدوث مشاعر مختلفة عن المشاعر الطبيعية. تحدث هذه المشاعر عندما لا تتم تلبية احتياجات نفسية أساسية مثل الوحدة وفقدان القرب من الأحبة أو تحدث بعد إشباع مكثف للحاجة مثل الفرح بوصول عزيز من السفر.
عند البكاء يفرز الجسم هرمون تتوتر فيه المشاعر وتنهمر على إثره الدموع التي تحوي مواد كيميائية تشعر الإنسان بالهدوء النفسي وتنظم ضربات القلب والتنفس وتخفف من الحزن والمشاعر السلبية والتوتر.
البكاء فطرة ربانية ونعمة على الإنسان يخفف مشاعر الحزن وبه تبرد النفس من ألام المشاعر.
المرأة بتركيبتها السيكولوجية مخلوق رقيق وضعيف وأقل قسوة من الرجل ودمعتها أسرع بالإنهمار من دموع الرجل فهرمون "التستوستيرون" عند الرجال قد يمنع البكاء في حين أن هرمون "البرولاكتين"  المرتفع عند النساء قد يعززه.
الكلمة تجرح مشاعرها والعبارة تهز وجدانها وحتى أن ضعفها قد يدفعها إلى البكاء دفاعا عن نفسها.
بكاء المرأة خلال حياتها ليس حبا في الكآبة والنكد والحزن بل للخروج من الكآبة والحزن ولتخفيف تأثير المشاعر السلبية.
البكاء إن لم يكن بصمت فهو نياح إذا ترافق مع صراخ وتلفظ بكلمات السخط على القدر.
والنياحة إن لم تكن تصنعا كما كان يحدث عند بعضهن في الجاهلية فهو لا شك انهيار في السيطرة على المشاعر.
لماذا أظهرت المرأة وخصوصا العربية هذه الصورة من النياحة على مدى التاريخ؟ هل لأنها كانت معززة مكرمة أم العكس؟
إن دل على شيء فهو يدل على كمية الظلم التي تشعر به المرأة والذي يخزنه عقلها الباطن جينيا وعلى المآسي التي مرت بها عبر التاريخ. 
بنوحها عند كل ألم تمر به تظهر  لنا ما تخبئه جيناتها من ظلم مورس على جنسها ككل  وما يخبئه عقلها الباطن من ظلم تشعر به في حياتها كأنثى  وتخاطبنا بنوحها أنه حتى الدموع الغزيرة لن تستطيع تبريد مشاعرها ولن تمحو الإجحاف الذي مورس بحقها. 
كن النساء في الجاهلية يلبسن نعلين في كفيهن كالقفاز ويلطمن وجوههن  ورأسهن الحليق.  فهل رايت ذكرا يفعل ذلك؟
هذه اللحظات النوحية منها أفلتت زمام نفسها من قبضة العقل الذي كان يسيطر على سلوكها وراحت نفسها تخرج ما خبأه التاريخ في جوفها.
هي تحاول بكل نياحة تنوحها توجيه رسالة غير مباشرة إليك أيها الذكر فهلا كففت عن ظلمها والانتقاص من قدرها وحقوقها؟ أم إنك لا زلت تعتبر نوحها نقص في الدين والعقل وأنه لا علاقة لك به؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

15

متابعهم

1

مقالات مشابة