قف شامخاً مثل المآذن طولا !
أسمعتم قبل ذلك عن الشاعر / غازي الجمل !
لا يهم إذا لم تعرفوه قبلاً ..
المهم أن تعرفوه الآن .
فهو على أي حالٍ في ذمة الله عند من لا تضيع عنده الحقوق !
أما وإنّا إذا متنا يبق منا أثرُنا ..
فاحرص على أن يكون أثرُك مثل ذلك ..
ككلماتٍ تُخلِّدُ -من بعدك - ذكراك ..
يستحضرها أبناؤك وأحفادك فتبقى ببقاء رونقها وجمالها ,
وكذا وقعها في نفوس السامعين !
وما نمر به من ظرف عصيب تعيشه جموع الأمة الآن بكل طوائفها ,
يستلزم منَّا أن نُسانده بكل الأدوات المتاحة أمامنا ..
كلماتٍ كانت أو منشوراتٍ أو ترويجٍ لحملات مقاطعة أو ما شابه .
لعل جهداً يستصغره صاحبه , ولكن يفعل الأفاعيل !
ولا ننكر تأثير الكلمات في أشد أوقات المحن والأزمات , فمن منا
يستطيع أن ينسى ذاك الشعور الذي يتخلل بدواخلنا
حين نستمع الى كلمات الأناشيد الحماسية ,وكذا الوطنية !
فتأمل تلك الأبيات البديعة من ذاك الشاعر الراحل ( رحمه الله )
كلمات عمرها عقود ,, إلا أن الخطب جللٌ المصاب واحدٌ لم يتبدل ..
والجرح ما زال ينزف ..
وأخوَف ما أخاف حينما نموت ..
أن يظل أحفادُنا يستدعون كلماتنا بهذا الصدد !
من أروع ما كتب " رحمه الله "
قف شامخا مثل المآذن طولا .. و إبعث رصاصك وابلا سجّيلا
مزّق به زمر الغزاة أذقهمو .. طعم المنون على يدي عزريلا
جاءوا على قدر يسوق لحتفهم .. من بعد نأي عن مداك طويلا
سطر على هام الزمان بأننا .. أهل الكرامة و الأعز قبيلا
فليحرقوا كل النخيل بساحنا .. سنطلّ من فوق النخيل نخيلا
فليهدموا كل المآذن فوقنا .. نحن المآذن فاسمع التهليلا
إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا .. قدماً لجنات النعيم وصولا
نحن الذين إذا ولدنا بكرة .. كنّا على ظهر الخيول أصيلا
نحن الشهادة و الشهيد و شاهد .. و لأسدنا قد فصلت تفصيلا
في عالم الصمت المهيمن حولنا .. حتى غدا مستبكماً مشلولا
نطقت فصاحتنا بلحن كفاحنا .. أعلى البيان صواعقاً و قتيلا
سندك جيش البغي من عزماتنا ..و نرده خلف الحدود ذليلا
فالعيش تحت الإحتلال جهنم ..زقومها غسلينها المرذولا
و العز جنتنا و روح حياتنا ..من دونه أضحى العراق قتيلا
****