القراءة غذاء العقل ومفتاح النهضة

أن تكون قارئًا يعني أنّك انتقلت من مرحلةِ السُبات إلى مرحلة النهوض والإبداع
القراءةُ مفتاحك للنهضة، والقارئ النّهم من أخرج النّص فجعله واقعًا؛ إذ إنّ القراءة تجعلك تعيش داخل النص، فالكثير من النصوص تشعر أنّها كٌتبت لأجلك وإنّك الآن تعيش داخلها، فهي بالتأكيد لك.
مقامُك حيث أنت من قراءتك، فالقراءة ترفعك إلى منزلة عُليا، وتجعل لك قدرًا بين نفسك أولًا وبين النّاس. فلربّ قارئٍ أحيا أمّةً بهمّته فيها، فهي تخرجك من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة.
وسيلتُك للهروب من واقعك إلى أنوار المعرفة، إنّ ما عليك الآن أن تنشر الثقافة بمعرفتك وبقراءتك في كل مكان، فالأمة الآن تعاني واقعًا سيئًا من الجهل، ينقصها قرّاء ينقلون النّاس إلى برِّ الأمان والنهضة.
فأكثر النّاس الآن ربّما لا يعرفون معنى أن تكون قارئًا وهذا بحدّ ذاته خسارةً لك وللأمّة، فأن تكون قارئًا يعني أنّك الآن في أوّل مراحل نهضة الأمّة وإنّك تعيش لحظات انتصار الأمّة على هواها وعلى التطور الذي أصبح غريبًا، فجعلك تنسى نفسك ويختلط عليك الأمر فتكون آلةً هدفها العيش والنوم فقط، تتسابق الوقت واليوم، فتمضي الأيّام دون إنجاز يُذكر.
ليس هذا ما ولدنا لأجله أن نسابق الوقت ليمضي فقط، إنّما ولدنا فكان أوّل ما علينا فعله أن ""اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ". 
فنحنُ أمّة اقرأ، وأمّة القرآن والعلم، فنحن مَن سيحيي أمل هذه الأمّة بعون الله وقدرته. 
إنّ عليك أن تنهض الآن من سُباتك وتحيي فيك أملًا، ولا أمل وأنت غارقٌ في وهم التطور التكنولوجيّ، فأغلب الأسر الآن لا تعرف معنى القراءة وأطفالهم غارقون بين الحاسوب والهاتف، يتنقلون بين مواقع التواصل الاجتماعيّ من يوتيوب والخ. 

إنّ علينا كآباء وأمّهات ألّا ننشغل عن أطفالنا وتركهم فريسةً للجهل والتكنولوجيا، علينا أن نغرس فيهم حب القراءة والمطالعة وبثّ الروح الحيّة فيهم أنّ القارء من يستحق الإكرام في الدنيا والآخرة، علّموهم أنّنا دون القراءة لا شيء وأنّنا الخاسرون إن لم نحيي هذه الأمّة بمعرفتنا وعلمنا، اغرسوا فيهم أنّهم مفتاح نهضة الأمّة وإنّ الغرب يتنافس لكسب عقولهم بوهم التطور، فلا تكونوا عونًا والغرب عليهم، بل انقلوهم من برّ الغرق إلى برِّ الأمان بالقراءة.
وتذكّروا أنّه لا خير في أمّة لا تقرأ.