مدينة أم البريجات بالفيوم
مدينة أم البريجات بالفيوم: تاريخ وحضارة
مقدمة
مدينة أم البريجات هي واحدة من أهم المناطق الأثرية في محافظة الفيوم، تقع على بعد حوالي 30 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الفيوم، على شاطئ بحيرة قارون ( موريس ) القديمة. يعود تاريخ المدينة إلى العصر المتأخر، لكنها نمت وازدهرت في العصر اليوناني الروماني، حيث أصبحت مركزًا دينيًا وتجاريًا مهمًا.
تاريخ المدينة
تعود بداية المدينة إلى الدولة الوسطى، حيث كشفت الحفريات عن جبانة جنوب المدينة ترجع إلى الأسرة الثانية عشرة. وفي العصر المتأخر، أصبحت المدينة مركزًا دينيًا مهمًا لعبادة الإله سوبك، حيث تم بناء معبد كبير له في ذلك الوقت.
وفي العصر اليوناني الروماني، أصبحت المدينة مركزًا تجاريًا مهمًا، حيث كانت تقع على طريق التجارة بين مصر والشرق الأوسط. كما أصبحت مركزًا دينيًا مهمًا، حيث تم بناء العديد من المعابد الأخرى في ذلك الوقت، بالإضافة إلى معبد سوبك.
معالم المدينة الأثرية
تضم مدينة أم البريجات بالفيوم العديد من المعالم الأثرية الهامة، من أهمها:
- معبد سوبك: هو المعبد الرئيسي للمدينة، وهو مكرس للإله سوبك، وهو إله التمساح في الأساطير المصرية القديمة. تم بناء المعبد في العصر المتأخر، ويرجع إلى عهد الملك بطليموس الأول، ويقع في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة.
- الجبانة: هي مقبرة تعود إلى العصر المتأخر، وتقع في الجزء الجنوبي من المدينة. تضم الجبانة العديد من المقابر، والتي تعود إلى مختلف الطبقات الاجتماعية.
- المنازل الرومانية: هي منازل تعود إلى العصر الروماني، وتقع في الجزء الشمالي من المدينة. تضم المنازل العديد من العناصر المعمارية الرومانية، مثل الأعمدة والأقواس.
- تمثال الملك بطليموس الثاني عشر: في عام 1931، اكتشف المكتشف الإيطالي كارلو انتي تمثالًا عملاقًا للملك بطليموس الثاني عشر بالطراز المصري القديم في مدينة أم البريجات بالفيوم. كان بطليموس الثاني عشر والد الملكة كليوباترا السابعة الشهيرة، واشتهر بلقب "بطليموس الزمار" لعشقه العزف على الفلوت. يُحفظ التمثال حاليًا في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.
بالإضافة إلى هذه المعالم الأثرية، أيضاً تم العثور في مدينة أم البريجات بالفيوم على العديد من القطع الأثرية الأخرى، بما في ذلك البرديات، والنقوش، والأعمال الفنية. هذه القطع الأثرية توفر معلومات قيمة عن تاريخ وحضارة المدينة.
برديات مدينة أم البريجات بالفيوم
يقدر عدد برديات مدينة أم البريجات بالفيوم بأكثر من 100 ألف بردية، تم اكتشافها في عدة بعثات تنقيب بدأت عام 1899. تعد برديات أم البريجات من أهم القطع الأثرية التي تم العثور عليها في مصر، حيث توفر معلومات قيمة عن تاريخ وحضارة المدينة في العصر اليوناني الروماني.
تاريخ البرديات
تم العثور على برديات مدينة أم البريجات في عدة مواقع في المدينة، بما في ذلك المقابر والمباني السكنية. يعود تاريخ هذه البرديات إلى القرن الأول الميلادي، وهي مكتوبة باللغتين اليونانية والديموطيقية.
أنواع البرديات
تشمل برديات مدينة أم البريجات بالفيوم مجموعة متنوعة من الأنواع، بما في ذلك:
- الوثائق القانونية والإدارية: مثل العقود والوصايا والسجلات التجارية.
- الوثائق الشخصية: مثل الرسائل والخطابات والسجلات العائلية.
- الوثائق الدينية: مثل النصوص الدينية والصلوات.
- الوثائق الأدبية: مثل القصائد والمسرحيات والروايات.
أهمية البرديات
توفر برديات مدينة أم البريجات بالفيوم معلومات قيمة عن تاريخ وحضارة المدينة في العصر اليوناني الروماني، بما في ذلك:
- الحياة اليومية: مثل التجارة والاقتصاد والحكومة والحياة الاجتماعية.
- الدين: مثل عبادة الإله سوبك والممارسات الدينية الأخرى.
- الثقافة: مثل الأدب والفن والموسيقى.
المكان الحالي للبرديات
تم نقل معظم برديات مدينة أم البريجات بالفيوم إلى المتحف المصري في القاهرة، حيث يتم عرضها للجمهور. كما تم حفظ بعض البرديات في متاحف أخرى حول العالم.
البحث عن برديات جديدة
تستمر عمليات البحث عن برديات جديدة في مدينة أم البريجات بالفيوم، حيث تم العثور على العديد من البرديات الجديدة في السنوات الأخيرة. ومن المتوقع أن يتم العثور على المزيد من البرديات في المستقبل، مما سيوفر معلومات جديدة عن تاريخ وحضارة المدينة.
بشكل عام، تعد برديات مدينة أم البريجات من أهم القطع الأثرية في مصر، حيث توفر معلومات قيمة عن تاريخ وحضارة المدينة في العصر اليوناني الروماني.
أهمية المدينة
تعد مدينة أم البريجات بالفيوم من أهم المناطق الأثرية في محافظة الفيوم، حيث تعكس تاريخ وحضارة مصر القديمة. كما تعد من أهم الوجهات السياحية في محافظة الفيوم.
كيفية زيارة مدينة أم البريجات بالفيوم
تقع منطقة أم البريجات الأثرية في محافظة الفيوم، على بعد حوالي 30 كيلومترًا من مدينة الفيوم، و120 كيلومترًا من مدينة القاهرة.
يمكن الوصول إلى مدينة أم البريجات بالسيارة عن طريق طريق القاهرة - الفيوم الصحراوي، ثم التوجه إلى طريق وادي الريان، ثم المتابعة إلى مدينة أم البريجات.
نصائح لزيارة منطقة أم البريجات الأثرية:
- يفضل زيارة المدينة في فصل الشتاء، حيث يكون الطقس معتدلًا.
- ارتدِ ملابس مريحة، حيث تشمل الزيارة بعض الأنشطة المشياة لمسافات طويلة.
- احمل معك كمية كافية من الماء والأطعمة الخفيفة.
- احترم العادات والتقاليد المحلية.
خاتمة
مدينة أم البريجات بالفيوم هي مدينة تاريخية مهمة، تستحق الزيارة من قبل كل من يهتم بتاريخ وحضارة مصر القديمة.
المصادر: وزارة السياحة والآثار المصرية، وموقع ويكيبيديا.
