لغز مقتل فنانة مصرية شهيرة
من نظريات علم الجريمة الشهيرة : " أنه لا توجد جريمة كاملة " ، لكن في الواقع فإن هذه النظرية ليست دائما صحيحة، حيث وقعت في العالم وعبر التاريخ، المئات من الجرائم التي بقيت من دون حل، ولم يعرف أحد القاتل الحقيقي. منها جرائم ارتكبت ضد شخصيات شهيرة، منهم فنانين معروفين جدا في الوطن العربي، لكن تبقى قضية مقتل الفنانة المصرية " ميمي شكيب " هي الأشهر والأكثر غموضا على الإطلاق.
من هي ميمي شكيب؟
هي دلوعة السينما المصرية في عصرها الذهبي، الجميلة صاحبة الضحكة الرنانة العالية، ميمي شكيب، ابنة القصور التي كانت نهايتها مأساوية في شرفة بلكونة شقة بسيطة في القاهرة. اسمها الحقيقي أمينة شكيب، وهي شقيقة النجمة زوزو شكيب، ابنة عائلة مصرية ثرية وراقية جدا، درست بمدرسة العائلة المقدسة، وكانت تتحدث 3 لغات، العربية والفرنسية والإسبانية، لكن مستواها الدراسي كان ضعيفا.
تميزت ميمي منذ طفولتها بالشقاوة والدلع وخفة الروح، قبل أن تكتشف حبها لمجال الفن، حيث التحقت بإحدى الفرق المسرحية، إذ أنها قدمت عددا من المسرحيات، منها "حكم قراقوش" و"قسمتى"، ومسرحية "الدلوعة" التي تعتبر أهم مسرحياتها، حيث لعبت فيها دورا مهما وحققت من خلالها نجاحًا كبيرًا، كان سببا في إطلاق لقب الدلوعة عليها.
سنة 1934 ، كانت محطة مهمة في حياة ميمي شكيب، حيث ولجت لأول مرة عالم السينما عبر مشاركتها في فيلم "ابن الشعب"، خلال تصوير هذا الفيلم، نشأت علاقة حب كبيرة بينها وبين الفنان "سراج منير"، حيث قررا الزواج، غير أن أسرتها رفضت هذا الزواج في بداية الأمر، ولم تقبل بالزواج إلا بعد سنوات من الإصرار منهما. تزوجا وعاشا مع بعض 15 عاماً، قبل أن يموت سراج منير سنة 1957، بعد إصابته بأزمة قلبية، حيث أنها لم تتزوج بعده نهائيا.
موت زوجها ودخولها السجن
بعد موت زوجها، دأبت ميمي شكيب على تنظيم العديد من الحفلات في بيتها، وهي الحفلات التي كان يعتبرها الجيران مشبوهة، وفي فبراير من العام 1974، ألقي القبض على ميمي شكيب، رفقة عدد من الفنانات الشابات اللواتي كن يحضرن حفلاتها باستمرار، وذلك بتهمة إدارة منزلها للدعارة وللأعمال المخلة بالآداب، وقد عرفت هذه القضية وقتها باسم "الرقيق الأبيض"، استمرت جلسات محاكتها قرابة 170 يوماً، قبل أن تحصل ميمي والفنانات اللواتي كن معها على البراءة حيث أنه حين إلقاء القبض عليهن لم يكن في وضعية تلبس.
تدهور حالتها المادية والاجتماعية بعد خروجها من السجن
لكن بعد خروجها من السجن، وبالرغم من حصولها على البراءة، عانت كثيرا من تبعات السجن، حيث اضطربت نفسيتها، مما تسبب في دخولها إلى مصحة نفسية بغرض العلاج، ابتعد عنها زملاؤها في المجال الفني، وتوارت عنها الأضواء، فلم تشارك سوى في أعمال قليلة وكان آخر أعمالها هو فيلم " السلخانة " سنة 1982.
تدهورت ظروفها المادية كثيرا، ولهذا السبب فقد اضطرت على تقديم طلب على معاش استثنائي، من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة المصرية وقتها.
مقتلها في ظروف غامضة والقاتل مجهول إلى اليوم
في يوم 20 مايو عام 1983، وجدت الفنانة "ميمى شكيب" ملقاة من شرفة شقتها بوسط القاهرة، شكل الأمر صدمة كبيرة في الوسط الفني المصري، بدأت التحقيقات وانتشرت الكثير من الشائعات والأقاويل، حيث ربط كثيرون بين مقتلها وقضيتها الشهيرة، لكن التحقيقات لم تسفر على شيء، وقيدت القضية ضد مجهول. وإلى اليوم وبعد مرور 40 سنة، لازالت القضية مقيدة ضد مجهول، ولازال الفاعل مجهولا. ولازالت هذه الجريمة هي أكبر لغز في الوسط الفني العربي.