
ما الذي تخافه؟
هذا حوار ،فإقرأ بهدوء شديد وتركيز أشد.
..
_لا أعلم لِما أنا خائف ،رُبما بقيتُ قوي لفترة طويلة والناس جهِلت الحقيقة ،حقيقة أنني أبرع في التمثيل حقيقة أنني مِن الداخل ضعيف ،فما الحل برأيك يا صديقي؟
و أعلم أنه لا يوجد أي جدوى مِن الإنتحار يا صديقي ،فأنا اسكنُ في مدينة يعجُ فيها الخوف، حتى أزقة الشوارع و الميادين ينبض فيها الخوف، حتى الدفاتر و الأقلام و اللُعب ، فقد كُنتُ جنينًا في رحم يملئهُ الخوف فحتى الإنتحار سيكون فيه الخوف.
_لا تخف يا صديقي سينجلي عنك الخوف كالغيمة تُنزل مطر.
_يال بساطتك يا صديقي أضحكتني حقًا ،قُلت لي لا أخاف و أنت القائل ترجُف.
السؤال الذي يطرح نفسه:
*مما تخاف؟
_فأجبتهُ قائلًا:
أ تَعلم لِماذا نخوض حرب الاستنزاف كل يوم؟
_فقلتُ لهُ مُنحني الرأس:
أ تَعلم مدى خوف المرء عِندما يستيقظ ولا يتذكر شيء؟
أ تَعلم مدى خوفه من الفشل و الخسارة على نفس الشيء كل مرة؟
أ تَعلم لِماذا هو يُحب الوحدة و يخشى مِن البقاء وحيدًا؟
أ تَعلم ما معنى أن يقف الكلام بين حُنجُرتك و فمك لا تُظهره كي لا تندم و تكتمه و أنت تتألم؟
_فأكمل صاحبه بيأس قائلًا:
أ تَعلم ورطة اللغة المُحالة و مأزق الكلمات عِند الكتابة و انا الذي أكتب الرسائل دائمًا لستُ أدري ،كيف أبتدئ الرسالة؟
جَف حِبري و ضاع قلمي بين الشُتات
و أما عن قلبي يا صاحبي
أما و الله ما كذبتُ عليك فحال قلبي كحال قلمي يُريد فقط أن يجهش في البكاء بلا أنقطاع أو توقف ،فذرهُ و ما هو فيه ،فلبئس حال قلوبنا ، و ما جرت إليه الأمور.
_فقال له صاحبه:
هون عليك ، فكِلانا مُمزق الجُرح و الأيام مالحة ، فكيف عساه المرء أن يهرب مِن نفسه؟
كيف عسانا أن نتكلم كالأخرين؟
و نُرفرف بجناحانا ولا نخاف
كيف عساه المرء أن يسعد و قلبه مقهور مُتقهقر؟
كيف عسانا أن نتحرر مِن دائرة الخوف اللعين؟
يا صاحبي ، سأصدقك القول و الفِعل
صدقني أنا أخاف منك و مِن نفسي
فلا تلومني فما على ملام.
و أنت يا مَن تقرأ ،مما تخاف؟
مِن قلمي✍🏻
خيالي المريض