أسباب قيام الشركات بجمع معلومات السوق وإجراء البحوث التسويقية
البحوث التسويقية:
في بداية القرن العشرين كان أول ظهور لنظام البحوث التسويقية، ويمكن القول إن البحوث التسويقية ذات أهمية بالغة عند الشركات، في عملية جمع المعلومات، وتحليلها، ومراقبة
السوق المستهدف؛ كما يمكن القول إن بحوث التّسويق تُعدّ من أنواع النشاطات التّسويقيّة، والتي تُساهم في جمع البيانات الخاصّة بحالةٍ تسويقيّة مُعيّنة تُواجه الشّركة.
ويعود من أجل توفير معلومات لصانعي القرارات أثناء اتّخاذهم القرارات التّسويقيّة، كما تعتمد بحوث التّسويق على دراسة ظاهرة أو مُشكلة مُحدَّدةٍ ذات أهميّة معيّنة.
أهمية البحوث التسويقية:
وسوف نتطرق إلى بعض الأسباب التي تجعلها مهمة:
1- توفير المعلومات الدقيقة ، عن العملاء المستهدفين
2-معرفة إستراتيجيات التسويق للشركات المنافسة ، وذلك من خلال تحليل منتجاتهم وخدماتهم وقاعدة العملاء الخاصة بالشركة المنافسة ، واستراتيجياتهم لجذب العملاء.
3-خفض إحتمال التعرض لخسارة أو تراكمات مالية ، بسبب اتخاذ قرارات متهورة غير مدروسة بشكل جيد.
لماذا تقوم الشركات بجمع معلومات السوق وإجراء البحوث التسويقية؟
وكما ذكرنا أن البحوث التسويقية لها أهمية بالغة عند الشركات، نأتي لذكر بعض من الأسباب التي تجعلها مهمة عند الشركات:
1- تستطيع الشركة من خلاله التعرف على الفجوات الموجودة في السوق ، والتي لم ينتبه لها المنافسون ، مما يعطيها مكانًا للتميز والتفرد بإستغلال هذه الفجوة وسد الحاجة.
2- تستطيع الشركة من خلاله معرفة الشريحة أو الشرائح التي ستشتري المنتج ، لتستفيد منه في مرحلة تصميم المنتج أو الخدمة ، بصنع منتج يناسب الشريحة المستهدفة وتلبية لرغباتهم.
3-ستكتشف الشركة من خلاله إحتياجات أو إتجاهات جديدة داخل السوق، ولم تكن سابقًا معروفة ، وبذلك تدخل الشركة في سباق هذا المنتج أو الخدمة مع الشركات المنافسة.
4- تحدد الشركة من خلاله حجم الطلب الذي سوف يكون على المنتج أو السلعة والتي ستقوم بتقديمها ، مما يجعل الخسارة بعيدة عن الشركة ، فإذا علمت أن المنتج بعد البحوث لن يشتريه أحد أو لا يوجد إقبال جيد توقفه وتغير الإتجاه.
ما هي الأنشطة التي تشكل جزءًا من جمع معلومات السوق؟
1- الإستبيانات:
وتعد من الطرق الأكثر إستخدامًا، لجمع المعلومات الأولية.
ويضع فيها الباحث مجموعة من الأسئلة الواضحة وسهلة الفهم، ليجيب عليها المستهدفين.
ويمكن للباحث فيها من وضع أسئلة تكون الأجوبة فيها مفتوحة أو مغلقة، وتخدم كل حالة الباحث بزاوية معينة من بحثه.
2- المنصات الرقمية ومواقع التواصل الإجتماعي:
مع ثورة تطور التكنولوجية التي نعيشه اليوم، أصبح من الضروري على الباحث مواكبة هذا التطور.
حيث يمكن للباحث فتح حسابات في مواقع التواصل الإجتماعي أو المنتديات والمواقع الأخرى.
ولدى الباحث خيارات موسعة وطرق للبحث عديدة: سواء بعمل بمقطع ليقيس ردة فعل العامة أو عمل استطلاع الإلكتروني في السوشال ميديا ليقوم بترويجه فما بعد.
ويمكن للباحث التواصل مع المؤثرين، وبإعطائه المبلغ المناسب ليقوم الباحث بشكل مباشر أو غير مباشر بأخذ المعلومات التي يرغب بها الباحث.
وعلى سبيل المثال: يخبر المؤثر جمهوره ما رأيكم في هذا المنتج؟ / هل لديكم اقتراحات ليصبح هذا المنتج رائعًا؟؛ ويكون فعلا كلما كان بطريقة غير مباشر.
3- الأجهزة الميكانيكية:
وهي عبارة عن أجهزة ذات تقنية عالية، مع كاميرات لتراقب أي حركة يقوم بها المستهلك.
وتتلخص في تعريض المستهلك لمشاهدة إعلان وتدرس الكاميرا حركة العيون وأين كان التركيز بشكل كبير.
وتكون هذه الطريقة أكثر فائدة كلما كانت تقنية الأجهزة عالية.
كيف يعرف المتخصصون في التسويق ما إذا كانوا قد تجاوزوا الحدود من حيث جمع معلومات التسويق؟
هناك مؤشرات تدل على أن الشركة تجاوزة الحدود في جمع المعلومات والتي سوف نذكر جزء منها:
1- عدم تغطية بشكل جيد وعمل بحوث على منطقة معينة فقط ، وبالتالي أي قرار سيصدر قد لا يستفيد منه إلا هذه المنطقة على عكس إذا كان البحث موسع.
2-تجاوز حدود السرية في جمع المعلومات، وذلك بالتعدي على خصوصية المستهلك والتدخل في تفاصيل خاصة.
3-تجاوز حدود قانونية في جمع المعلومات ، بالتالي قد تؤدي لنتائج عكسية على هذه الشركة
4-كثرة البيانات مع عدم وجود تحليل لها ، بالتالي لن يتم إستغلال نقاط القوة والضعف بشكل جيد ، عدم القدرة على دخول السوق بشكل مميز
ختامًا
ومما لا شك فيه أن البحوث التسويقية هي مهمة للشركات وقبل ظهور المنتج أو الخدمة، لما فيه من حماية للشركة من الخسارة والذي يعد حصن وأساس لبناء المنتج عليه؛ وبالتالي
فإن هذا الأساس إذا أقيم بشكل صحيح على اخذ المعلومات من مصادرها وتحليلها بشكل جيد، ستؤتي الشركة ثمار الوقت الذي قضي في البحث، بمنتج يستطيع المنافسة مع
الشركات الأخرى؛ لتحقق مكاسب وربح للشركة.
