ملاحظات صغيرة… لكنها تغيّر حياتك
ملاحظات صغيرة… لكنها تغيّر حياتك
في وقت بقت فيه الحياة سريعة لدرجة إننا ساعات بننسى نفسنا، مهم جدًا إن الواحد يقف مع نفسه وقفة هادية. الوقفة دي مش لازم تكون طويلة ولا معقّدة، بالعكس… ممكن تكون لحظات بسيطة، لكنها بتفتحلك باب لحياة أوضح وأريح. وده اللي هحاول أشاركه معاك النهارده: شوية نصايح وثقافة حياتية مبنية على مواقف واقعية، وملاحظات شفتها بعيني في ناس كتير.
أول نصيحة ودي أنا مؤمن بيها جدًا: اقبل بطء الأيام. مش كل يوم لازم يكون إنجاز ولا كل لحظة لازم تتحسب. في أيام هتحسّ إنك واقف مكانك، بس صدّقني الأيام دي هي اللي بتجهّزك للقفزة اللي بعدها. البطء مش فشل… البطء مرحلة.
الحتة التانية اللي الناس ساعات بتنسى قيمتها هي الكلمة الحلوة. كلمة بسيطة زي "شكراً" أو "ربنا يعوّضك خير" ممكن تغيّر يوم حد بالكامل. إحنا كبشر بنتغذّى على المشاعر الحلوة، مهما ادّعينا القوة. حاول تكون الشخص اللي وجوده يخفّف مش يزود الحمل.
ومن أكتر الحاجات اللي لاحظتها مع الوقت إن العقل بيتشوش من الزحمة؛ زحمة شغل، زحمة ناس، زحمة أفكار. واللي ينقذ الواحد مش إنه يهرب… إنما إنه يعرف يفلتر. قبل ما تستقبل رأي حد أو تدخل في نقاش، اسأل نفسك: “هل الكلام ده هيفيدني ولا هيستهلكني؟”. التعوّد على الفلترة دي بيوفر طاقة ذهنية كبيرة جدًا.
ومن باب الثقافة الحياتية اللي قليل بيكلم عنها: اتعلم تسمع لنفسك قبل أي حد. مش كل نصيحة تناسبك، ومش كل طريق مناسب لظروفك. أحيانًا اللي ينفع غيرك ماينفعكش، والعكس صحيح. خلي ودانك مفتوحة، لكن قلبك ليه القرار الأخير.
ومن العادات اللي بتهيأ لي إنها بتغيّر حياة أي حد: تدوين اللحظات. مش لازم يوميات كاملة… كلمة، سطر، ملاحظة. افتكر إن الذكريات بتضيع بسرعة في وسط الأيام، لكن لما تكتبها وتراجعها بعد فترة، هتعرف قد إيه اتطورت وقد إيه ربنا بدّل أحوالك.
أما النقطة اللي بحسها مهمة جدًا في زمن السرعة هي إنك تعرف ترتاح من غير ما تحس بالذنب. الناس دلوقتي بقت تربط الراحة بالكسل، وكأن اللي يريح يبقى مقصّر. وده غلط كبير. الراحة مش رفاهية… دي وقود. من غيرها ما فيش شغل ولا تفكير ولا حياة طبيعية أصلًا.
وفي الآخر، أهم ثقافة لازم نتبناها: عامل نفسك بالرفق اللي بتدّيه للناس. إحنا قاسين جدًا على نفسنا… بنلومها أكتر ما بنحاول نفهمها. ومع الوقت بنكتشف إن كل ده ملوش لازمة. عامل نفسك بلُطف، وأعذرها، وادِّيها فرصة تبتدي من جديد كل يوم.
الحياة في الآخر مش سباق، ولا مقارنة. الحياة حكاية، وكل يوم فيها صفحة جديدة. المهم إن الصفحة دي تكتبها بإيدك… وبهدوء.
وأفتكر دايمًا إن التفاصيل الصغيرة هي اللي بتبني الصورة الكبيرة، وإنك مهما تعبت النهارده فربنا بيحضّر لك بكرة أحسن، بس اصبر ووثق.
