شارع منير إلا هناك شخصٌ قد أضلمه
كان رجلًا ذو طابعٍ غريب، يُقدس الأسود ويجعله ذو سيادة على افعالهِ واقواله، يَتدثّرُ بِ لحاف الغموضِ تاركًا كمية هائلة من علامات الإستفهام تعصر رأسك، يتقدم خطوة وينسحب الف ميل، يُصرّح القوانين وينصاع لها مهما كانت، قِيادي مُنضبط وكأنهُ يمشي وِفق عَدادٌ مُحكم، يملك القدرة على التحكم بمشاعرهِ وكأنها لاتعنيهِ، فلم يُسبق له يوماً ان خسر امام عاطفته، فهو يُجيد طبخ المشاعر بِبراعةٍ تامةٍ، يقلبها على نار هادئة حتى تستوي، مُعقد يصعب جداً فهم مايدور في رأسه فلا اثغار على شخصيته آطلاقاً, يحب الرويات كثيراً لاكنه شاعر يومه. يسير دوماً على محاذات التحدي لم يُعيقهُ شيءٌ، ولم يحتاج يوماً الى تدلي رأسه لكتف احدهم، ربما صلابة استقامته ُتعود الى وحدته الطويلة، رجل ممتلئ بالحبكةِ والدهاء، يحشرك بزواية بكلمة او إيمائة عابرة، إنه يعرف جيداً كيف يَنصُب الفِخاخ وكيف يقلب الطاولة لصالحهِ، يُجيد التملق ببراعة، ساموراي في فنون الحديثِ، ف عادة مايختار كلماته اكثر من ربطات عنقه، لذا له طابع كاريزمي صعب المنال، تتيهُ في فهم معتقداتهُ او مايحاول قولة او حتى تفريق دُعابتهُ من جِديّته
قال لّي ذات مرةٍ
انا اعبر اقطار الصمت للوصول الى صوت قلبي، الى الحقائق الى سر الذات وما يكمن من اللؤلؤ المكنون داخل امواج تقلباتي ومزاجيتي، اقف كالظل الابيض داخل لوحة جدارية صامتة اُراقب دقات ساعة الجدار، كم اتمنى ان روحي تتنفس لأستطيع الغرق داخل هذا الجمود، وحدهُ الكلام الذي يخنق حنجرتي و الحروف التي لم تكتشف تفسر هذه الفوضى، الصمت يحتفظ بالطرق السهلة للوصول الى قلوب الناس مع الزمن انهُ يرغب بالمشي بسرعة، لكن الزمن يمنعهُ.. الزمن يُدمر كل شيء نحن ها جمعينا معًا لكننا وحيدين بالداخل مع هذا الكم الهائل من الإختلاف، انا اعطي كل شيء لأموت بإبتسامة على شفتي، انني عشت في هذه الحياة اتمنى أن استبدل قلبي بالفراغ على أن املأهُ بمشاعر زائلة وزائفة العواطف، جميعها مؤقتة لايوجد حب دائم لأن الرغبة عندما تموت او تشبع يموت معها كل شيء.. ما اجمل أن تتصالح مع ذاتك لدرجة أن تقف تحارب الجميع لتُرضي ذاتك، هذه قوة وشجاعة من نفسك لنفسك على الجميع.
، انه رجل مُربك حقاً!
