
الطفلة هايدى ..إلى أين نحن ذاهبون
إلى أين نحن ذاهبون
“عجبي عليك يا عجب.. على إيه بتستعجب؟ دنيا وفيها العجب، هو اللي مستعجب..”
على رأي الفنان، عشنا وشُفنا مجتمع يعمل من طفلة ترند، من موقف إنساني بسيط مش أغلى من كيس شيبسي.
لكن السؤال: وماذا بعد الترند؟

الفقرة الاولى:هايدي بين الخير والشهرة
في الفترة الأخيرة ظهرت الطفلة هايدي، واللي في يوم وليلة بقت حديث السوشيال ميديا.
قدّمت موقف إنساني جميل، تستحق عليه التقدير، مش سهل فعلًا إن إنسان يفضل غيره على نفسه.
لكن… هل المشكلة في تصرف الطفلة نفسها، ولا في رد فعل المجتمع؟
ليه الخير لما يظهر على الملأ يتحول لقضية كبرى كأنه حدث نادر؟
الفقرة التانيه: أثر الترند على الأطفال
المخيف بقى: إزاي أطفال لسه بيتعلموا هيستقبلوا الرسالة دي؟
“هايدي عملت خير فاتشهرت”
“أنا لو عملت خير ومحدش شافني… يبقى ليه أعمله؟”
الفكرة البريئة ممكن تتحول لرسالة مشوهة: الخير مش قيمة إنسانية، الخير وسيلة للشهرة.
الفقرة التالته:البُعد النفسي وردود الأفعال
الترند ده فتح كمان باب لإحباط عند ناس كتير.
فيه اللي شاف إن المجتمع بقى بيدوّر على التفاهة ويكبرها، وفيه اللي حس بمرارة: "هو أنا طول عمري بعمل خير ومحدش اهتم!".
الموضوع لمس نقطة حساسة عند الناس:
إحساس بعدم التقدير.
وإحساس إن الشهرة بقت أهم من القيمة نفسها.
وده يفسر ليه ناس كتير تضايقت أو حتى سخروا من القصة… مش عشان هايدي، لكن عشان انعكاس شعورهم الشخصي.
مثال واقعي بنشوفو كل يوم🤷♀️:أصوات الناس على السوشيال ميديا:
“ترند ورانا قد إيه إحنا في مجتمع تافه 💁♀️”
“طب والشحات؟ 😅”
“طبعًا بلبن بيستغل أي ترند 😉”
“يا جماعة سيبوا البنت تفرح… دا رزقها 🥲”
ردود الأفعال دي طبيعية، لكن بتعكس ارتباك المجتمع: هل إحنا مبالغين؟ هل دي رسالة صافية للأجيال الجاية ولا مجرد موجة عابرة؟
الفقرة الرابعة:البُعد الاجتماعي والإعلامي
اللي حصل مع هايدي مش حالة فردية، لكنه مرآة لطريقة تعامل الإعلام والسوشيال ميديا مع القيم.
في مجتمعات تانية، بيتم الاحتفاء بالخير بشكل هادئ وطبيعي من غير ما يتحول لـ "موجة ترند".
لكن عندنا، أي واقعة عابرة ممكن تاخد حجم ضخم جدًا، لدرجة تغيّر معايير الأطفال عن معنى الشهامة.
وظهر فيديو لطالبة في المرحلة الابتدائية على وسائل التواصل، بتعبر فيه عن دهشتها من المبالغة اللي حصلت.
كأن طفلة واحدة بقت حديث الرأي العام في محيطها، وده مع الوقت اتضح إنه تصعيد مبالغ فيه وصعب احتماله.
الفقرة الخامسة: ⚖️ سيف ذو حدين
يمكن النية كانت سليمة: نبرز قصة الطفلة عشان نعلم الأطفال إن ده الصح.
لكن النتيجة؟ من ناحية، ممكن تشجع على فعل الخير.
ومن ناحية تانية، ممكن تزرع في عقول الأطفال مفهوم خاطئ إن الخير لازم يتكافأ بالشهرة والجوائز.
“وده يخلينا نسأل:هل احنا فعلا بنربي أولادنا على القيم لذاتها، ولا بنربيهم يجرو ورا الأضواء. ”
الخاتمة… إلى أين نحن ذاهبون؟
يبقى السؤال اللي هيفضل مطروح:
هل إحنا في طريق نعلم فيه أطفالنا إن الخير قيمة مستقلة في ذاته، ولا هنربّي جيل يعمل الخير عشان اللايك والشير؟
“إلى أين نحن ذاهبون؟”
رحمة وليد