
فليك يحذر برشلونة: الغرور يهدد مستقبل الفريق بعد مباراة فاييكاس
فليك يحذر من الغرور بعد مباراة فاييكاس
الغرور يهدد صفوف برشلونة
بعد مباراة فاييكاس الأخيرة، ظهر المدرب الألماني هانز فليك أمام وسائل الإعلام برسالة واضحة وصريحة. فليك أكد أن الغرور بات أحد أبرز التحديات داخل فريق برشلونة، موضحًا أن اللاعبين أحيانًا يدخلون المباريات بثقة زائدة تفقدهم التركيز وتضعف من روحهم الجماعية. هذا التحذير لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة لما شاهده المدرب من توتر وقلة انسجام في أرض الملعب، وهو ما جعله يربط بين ما يعيشه الفريق حاليًا وما جرى في تجارب سابقة من تاريخ النادي.
ذكريات تجربة فينابلز مع برشلونة
الجماهير التي تابعت تصريحات فليك استحضرت على الفور تجربة المدرب الإنجليزي تيري فينابلز في منتصف الثمانينات. فينابلز جاء بأسلوب تكتيكي غير مألوف في تلك الفترة، حيث اعتمد على نظام تسلل متقدم ودفاع يقف على بعد 40 مترًا من المرمى. كان هذا النظام جريئًا إلى حد كبير، وفاجأ جميع منافسي برشلونة في الليغا الإسبانية. هذا الابتكار التكتيكي جلب نتائج مبهرة في البداية، لكن سرعان ما ظهرت عيوبه مع مرور الوقت.
نجاح مبكر فتح باب الآمال
في موسم 1984-1985، استطاع برشلونة بقيادة فينابلز أن يحقق لقب الدوري الإسباني لأول مرة منذ عام 1974. ذلك اللقب جاء بعد أكثر من عشر سنوات من الغياب عن منصة التتويج المحلية. الفريق وقتها سيطر على جدول الترتيب من الجولة الأولى وحتى الجولة الأخيرة، ما جعل الجماهير تعتقد أن الحقبة الذهبية قد بدأت بالفعل. أسلوب فينابلز الثوري منح الفريق شخصية قوية في الملعب وأعاد الأمل إلى المشجعين بعد سنوات من الانتظار.

بداية التراجع وخسارة البطولات
لكن في الموسم التالي 1985-1986، تغيّرت الأمور بشكل كبير. فبعد أن اعتاد المنافسون على أسلوب فينابلز، أصبح من السهل كسر دفاعاته والالتفاف على نظام التسلل. النتيجة كانت كارثية، إذ خسر برشلونة جميع البطولات التي نافس عليها، بما فيها كأس أوروبا، ووصل الفارق مع بطل الدوري المحلي إلى 11 نقطة كاملة. هذا التراجع المفاجئ كان بمثابة صدمة قاسية للجماهير التي عاشت أجواء الانتصار في الموسم السابق.
مباراة فاييكاس كجرس إنذار
من هنا يمكن فهم سبب قلق فليك بعد مباراة فاييكاس. فقد لاحظ المدرب الألماني أن بعض ملامح التوتر والغرور بدأت تتسلل إلى الفريق، تمامًا كما حدث في حقبة فينابلز بعد النجاحات الأولى. الأداء أمام فاييكاس لم يكن مقنعًا، حيث ظهر اللاعبون مشتتين ويفتقدون للثقة، وهو ما يهدد مستقبل الفريق إذا لم يتم التعامل معه بسرعة. فليك أرسل رسالة واضحة: لا يمكن أن يعيش برشلونة على ذكريات الماضي أو على تكتيكات قديمة غير محكمة.
برشلونة بين الماضي والحاضر
التحدي الأكبر أمام فليك اليوم هو الموازنة بين الطموح والتواضع، وبين الجرأة والواقعية. الفريق بحاجة إلى عقلية جديدة تبتعد عن الغرور وتقترب أكثر من الانضباط والعمل الجماعي. تجربة فينابلز في الثمانينات ما زالت حاضرة كدرس تاريخي واضح: النجاح السريع قد يتحول إلى سقوط مدوٍ إذا لم يتم تطوير الأداء باستمرار. والآن، يجد فليك نفسه أمام اختبار صعب، فإما أن ينجح في قيادة برشلونة نحو موسم مستقر مليء بالانتصارات، أو أن يقع في نفس الفخ الذي وقع فيه من سبقه