برايتون يصعق مانشستر سيتي بفوز مثير 2-1 على ملعب أمريكان إكسبريس
برايتون يقلب الطاولة على مانشستر سيتي ويفوز 2-1
في واحدة من أبرز مفاجآت الجولة في الدوري الإنجليزي الممتاز، تمكن فريق برايتون من قلب تأخره أمام مانشستر سيتي إلى فوز مثير بنتيجة 2-1، في مباراة جمعت بين الفريقين على ملعب أمريكان إكسبريس (The Amex). اللقاء اتسم بالندية الكبيرة والإثارة حتى الدقائق الأخيرة، حيث شهد تألقًا فرديًا من لاعبي برايتون وإصرارًا جماعيًا على تحقيق الفوز أمام أحد أقوى فرق أوروبا في السنوات الأخيرة.
المباراة بدأت بضغط واضح من مانشستر سيتي، الذي سيطر على الاستحواذ ونجح في فرض أسلوب لعبه المعتاد، مع تحركات مستمرة من الثلاثي بيرناردو سيلفا ورودري وإيرلينغ هالاند. وبالفعل تمكن هالاند من افتتاح التسجيل في الدقيقة 34 بعد متابعة جيدة لكرة عرضية من زميله عمر مرموش، ليسكن الكرة الشباك ويمنح فريقه التقدم.
انتهى الشوط الأول بتقدم السيتي بهدف نظيف، وسط محاولات خجولة من برايتون الذي اعتمد على الهجمات المرتدة. لكن الشوط الثاني جاء مختلفًا تمامًا، حيث دخل أصحاب الأرض بروح جديدة وإصرار واضح على العودة. ومع تزايد الضغط، حصل برايتون على ركلة جزاء نفذها المخضرم جيمس ميلنر بثقة في الدقيقة 67، مسجلًا هدف التعادل ومشعلًا أجواء اللقاء من جديد.
السيتي حاول استعادة زمام الأمور عبر زيادة الضغط الهجومي، لكن التنظيم الدفاعي لبرايتون وتألق الحارس في بعض اللحظات حافظ على التعادل. ومع اقتراب المباراة من نهايتها، خطف برايتون هدف الفوز القاتل في الدقيقة 89 عبر المهاجم الشاب برايان غرودا بعد تمريرة حاسمة من ميتوما الذي راوغ أكثر من لاعب قبل أن يرسل كرة مثالية لزميله. الهدف فجّر فرحة كبيرة في مدرجات أمريكان إكسبريس وأصاب لاعبي السيتي بصدمة واضحة.
الإحصائيات أظهرت تفوقًا نسبيًا لمانشستر سيتي في السيطرة على الكرة بنسبة استحواذ بلغت 63%، مقابل 37% لبرايتون. كما سدد السيتي 12 كرة مقابل 11 فقط لبرايتون، لكن الأخير كان أكثر فاعلية ونجح في ترجمة فرصه إلى أهداف. كذلك ارتكب الفريقان عددًا متقاربًا من الأخطاء، حيث ارتكب برايتون 16 خطأً مقابل 14 للسيتي.
هذا الفوز يثبت أن برايتون لم يعد مجرد فريق متوسط في الدوري الإنجليزي، بل أصبح خصمًا صعبًا حتى أمام الكبار. المدرب أظهر براعة تكتيكية في إدارة المباراة خاصة في الشوط الثاني، حيث أجرى تغييرات مؤثرة قلبت مجريات اللقاء. كما برز أكثر من لاعب في الفريق مثل ميتوما الذي صنع الفارق بتحركاته ومهاراته، إضافة إلى غرودا صاحب هدف الحسم.
أما مانشستر سيتي، فسيكون عليه مراجعة حساباته بعد هذه الهزيمة، خصوصًا أن الفريق ظهر أقل فاعلية في الثلث الأخير من الملعب رغم امتلاكه الاستحواذ. الاعتماد الكبير على هالاند في تسجيل الأهداف بدا واضحًا، وهو ما استغله برايتون بإحكام الرقابة عليه في أغلب أوقات المباراة.
في النهاية، هذا الانتصار يعد من أهم نتائج برايتون في الموسم، حيث يمنح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لمواصلة المنافسة على المراكز المتقدمة. أما السيتي، فالهزيمة تضعه تحت ضغط أكبر في سباق القمة وتجبره على العودة بقوة في الجولات المقبلة.
المباراة جسدت جمال كرة القدم الإنجليزية، حيث لا يوجد فريق صغير أمام الكبار، وكل جولة تحمل مفاجآت جديدة تغير ملامح المنافسة. برايتون أثبت أنه فريق عنيد قادر على كتابة قصص مثيرة أمام أعين جماهيره.
