
ما بين الراحة والتطوير.. كيف تستفيد من أوقات الفراغ بذكاء ؟
مفتاح الإنتاجية وتحقيق الأهداف:
في عالم يتسارع فيه إيقاع الحياة اليومية والروتينات اليومية التي تبدو للبعض أنها مملة ، أصبحت إدارة الوقت مهارة لا غنى عنها لتحقيق النجاح الشخصي والمهني ، وبينما يولي الكثيرون اهتماماً كبيراً لساعات العمل أو الدراسة ، تُهمَل فترات الفراغ رغم كونها تمثل فرصة ذهبية لتطوير الذات وتنمية المهارات وتحقيق التوازن النفسي وتستطيع بها التخلص من أي عادة سيئة واكتساب عادة جيدة وكل ذلك من وقت بسيط في يومك قادر على تغيير كل شيء للأفضل و بأبسط الأمور.
أولاً : ما المقصود بأوقات الفراغ ؟
أوقات الفراغ هي الفترات التي لا يكون فيها الفرد ملتزماً بعمل رسمي أو واجبات يومية ضرورية. وتتنوع هذه الأوقات من شخص لآخر ، وتستطيع أن تقول عنها أيضاً الأوقات المأكولة من يومك ؛ فقد تكون بين المحاضرات ، أو بعد الانتهاء من المدرسة أو العمل ، أو في أيام الإجازات الأسبوعية. وهى ليست وقتاً ضائعاً كما يظن البعض ؛ بل هي مساحة يمكن استثمارها لصالح الفرد إذا أحسن استخدامها ، ولكن إذا أساء الفرد استخدامها في اللعب أو في الانتقال على مواقع التواصل الإجتماعي ؛ فمن وجهة نظري الشخصية أني أُسميها الأوقات المأكولة ؛ فهى تأكل من وقتك وعقلك وصحتك النفسية.
ثانياً: أهمية استغلال أوقات الفراغ:
- تحسين علاقتك مع الله: لا شك أن هذه أفضل نقطة نبدأ بها لتحسين كل شيء على الإطلاق.ارجع إلى الله وتب إليه وأبدا من جديد ، فحاول أن تبدأ في حفظ القرآن الكريم حتى لو آية واحدة كل يوم فكم من حسنات تُساق إليك وتوضع في ميزانك عند تكرار كل آية فكل حرف بعشر حسنات ، وأيضاً أن تحافظ على الصلاة في وقتها ، وأن تذكر الله في كل وقت حيث في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت"
- تطوير المهارات الشخصية والمهنية: يمكن استغلال أوقات الفراغ في تعلُّم لغة جديدة أو أخذ دورات تدريبية عبر الإنترنت ، أو حتى القراءة في الكتب أو في المجال الذي تحبه لتتقنه وتعمل به فبذلك تفعل ما تحب وتُجني ثماره. فهذه الأنشطة تسري المعرفة وتزيد من فرص التطور الوظيفي.
- تحسين الصحة النفسية والجسدية: ممارسة الرياضة أو المشي تساهم بشكل كبير في تقليل التوتر والقلق ، وتعزز من الصحة النفسية و جودة الحياة.
- بناء علاقات إجتماعية: التفاعل مع الأهل والأصدقاء والجلوس معهم يساعد على تقوية الروابط الإجتماعية ، ويقلل من مشاعر العزلة التي قد يعاني منها البعض ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى تلك المشاعر هو انعزالك بهاتفك بعيداً عن الناس مما يؤدي إلى الإحساس بالعزلة وتدميرك دون أن تشعر.
- تنمية الهوايات والمواهب: يمكنك ممارسة أي هواية تحبها أو حتى لتجربة شئ جديد في يومك مثل: الكتابة ، القراءة ، التصوير ، التصميم ،و التلوين ، فكله أنشطة تساعد على تنمية الإبداع والتعبير عن الذات.
سماع بودكاست (podcast) : سماع بودكاست في وقت الفراغ أو حتى في أوقات المواصلات فهو ينمي مهارة الإستماع لديك و يزودك خبرات وتجارب ومعرفة من الأشخاص التي تستمع لها فلذلك فأنتقى إلى مَن تُتابع وتستمع.
ثالثاً : كيف نحسن استغلال أوقاتنا ؟
- وضع خطة أسبوعية أو حتى يومية مثل To Do List لتضمن عدم ضياع وقتك فيما لا ينفع.
- تحديد أهداف صغيرة قابلة للقياس : كأن يضع الفرد لنفسه هدف قراءة كتاب واحد في الأسبوع أو تعلُّم مهارة معينة خلال شهر.
تجنب المشتتات: مثل: الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الإجتماعي التي تستهلك وقتاً كبيراً دون فائدة حقيقية فلا تعطي لها قيمة أكبر من حجمها إلا إذا كنت تستفيد منها لأنها تؤثر على تفكيرك وحياتك فأكبر مثال على ذلك هو مقاراناتك بالآخرين الذين يُظهرون الجانب اللطيف والإيجابي من حياتهم فقط فتُعجب بها وتيأس من نفسك ، ولذا فما عليك سوى أن تقارن نفسك بنفسك فقط وبنجاحاتك أنت وألا تلتفت لهم.
و في النهاية:
إن استغلال أوقات الفراغ ليس رفاهية ، بل هو استثمار حقيقي في الذات. فالأشخاص الأكثر نجاحاً ليسوا بالضرورة مَن يملكون وقتاً أكثر ؛ بل هم من يُحسنون إدارة وقتهم بشكل فعَّال. لذلك فإن تحويل أوقات الفراغ إلى فرص للنمو و التعلُّم يمثل خطوة حقيقية نحو تحقيق التوازن والنجاح في الحياة.
بقلم/ حنين جلال عبدالله