
"الأنمي" وكيف استحوذ على عقول المسلمين
كيف استحوذ الأنمي على عقول المسلمين وأصبح جزءًا من حياتهم؟
كثير من المسلمين وخاصةً المراهقين وصغار السن والجيل الجديد بدأوا بمشاهدة الأنمي من أجل الترفيه فقط. ولكن مع مرور الوقت تتغير تصرفاتهم فمثلًا فٌلان أصبح عدواني أو لم يعد يطيع والديه فقط من أجل متابعة المشاهدة. وهناك عدة عوامل جعلت مشاهد الأنمي أصبح مدمنًا عليها سأطرحها عليكم في هذا المقال :-
جاذبية البصرية والقصص العاطفية:-
يوجد عوامل تخلق تجربة مشاهدة ممتعة ومؤثرة مثل الصبر والعزيمة والتضحية وغيرها. لكن الأهم من ذلك هو أن الأنمي يقدم قصصًا متنوعة تلامس قضايا إنسانية مثل الصداقة، العدالة، وحتى الألم النفسي، مما يجعل المشاهد يشعر بأنه جزء من الحدث.
الفراغ العاطفي والبحث عن بدائل:-
في ظل الضعف الملحوظ في إنتاج محتوى ترفيهي هادف في كثير من البلدان الإسلامية، وجد الشباب في الأنمي ملاذًا نفسيًا وفكريًا، يعوّض نقص المحتوى المحلي. كما أن الأنمي يمنح المشاهد حرية في تأويل الأحداث والشخصيات، ما يخلق نوعًا من العلاقة الشخصية مع العمل، وهو أمر لا توفره كثير من المنتجات الثقافية التقليدية.
التأثير على القيم والسلوك:-
رغم وجود جوانب إيجابية في بعض الأعمال، إلا أن كثيرًا من الأنميات تتضمن رموزًا دينية باطلة، أو مشاهد مخالفة للعقيدة الإسلامية، أو فلسفات حياتية متضادة مع الإسلام مثل النسبية الأخلاقية، تمجيد الانتحار، أو تصوير الإله على هيئة بشر. ومع كثرة التعرض لهذا النوع من الرسائل، خاصة دون وعي نقدي، يتأثر المشاهد تدريجيًا في تصوراته ومعتقداته، حتى وإن لم يشعر.
غياب التوجيه الأسري والتربوي:-
من أبرز أسباب هذا الاستحواذ، هو غياب الرقابة الأسرية الحقيقية، وندرة التوجيه التربوي حول ماهية المحتوى المناسب من الأنمي. فالكثير من الأهل يجهلون أصلاً طبيعة الأنمي، ويظنونه مجرد رسوم متحركة للأطفال، في حين أن بعضها موجّه للكبار ويحتوي على أفكار بالغة الخطورة.
ختامًا:-
الأنمي اصبح بالنسبة لنا كمسلمين أداة ثقافية ذات تأثير عميق. من الواجب أن نتعامل معه بوعي، لا بالمنع المطلق ولا بالإباحة الكاملة. فالمطلوب هو تربية ذوق نقدي لدى المشاهد المسلم، وتمكينه من اختيار ما يناسب قيمه دون أن يفقد متعة المشاهدة والله المستعان.
شكرًا جزيلًا على قراءة المقال🤍