عوّد نفسك 10 دقائق يوميًا… عادة بسيطة تغيّر يومك بالكامل
وسط صخب الحياة اليومية، وبين المهام المتراكمة، والضغوط النفسية والاجتماعية التي تحاصرنا من كل اتجاه، ننسى أحيانًا أنفسنا. نركض وراء الإنجاز والعمل والتواصل مع الآخرين، لكننا نغفل عن الشخص الأهم: “نحن”. لهذا السبب، أصبحت العناية بالنفس ضرورة لا رفاهية. ولحسن الحظ، لا تحتاج هذه العناية إلى ساعات طويلة… بل أحيانًا 10 دقائق فقط تكفي لتعيد التوازن والهدوء إلى يومك بالكامل.
قد يظن البعض أن 10 دقائق لا تساوي شيئًا في يوم مليء بالالتزامات. لكنها في الحقيقة كافية لتغيير حالتك المزاجية، وتجديد طاقتك، وزيادة وعيك. الفكرة ليست في طول الوقت، بل في جودته. دقائق قليلة من الهدوء يمكن أن تمنحك شعورًا كبيرًا بالراحة والصفاء الذهني.
يمكنك خلال هذه العشر دقائق أن تمارس التأمل، أو تجلس بصمت تام، أو تكتب ما تشعر به على ورقة، أو تقرأ صفحة من كتاب، أو حتى تمشي قليلاً في مكان هادئ دون أي مشتت. المهم أن يكون هذا الوقت لك وحدك، دون مهام، دون رسائل، ودون شعور بالذنب. فقط أنت، وراحتك.
المميز في هذه العادة أنها لا تحتاج إلى أدوات خاصة أو خبرة مسبقة. هي ببساطة لحظة وعي واهتمام بالنفس، يمكن لأي شخص أن يبدأ بها. وقد أثبتت دراسات كثيرة أن الأشخاص الذين يخصصون وقتًا يوميًا للعناية بأنفسهم، ولو لدقائق قليلة، يتمتعون بمستويات أقل من التوتر، وأكثر من الهدوء والإنتاجية.
ابدأ بهذه العشر دقائق كل يوم. اجعلها موعدًا ثابتًا، صباحًا قبل أن تبدأ مهامك، أو مساءً بعد يوم طويل. التزم بها، حتى وإن شعرت أنها بسيطة في البداية. مع الوقت، ستلاحظ أنها أصبحت عادة لا يمكن الاستغناء عنها. بل قد تمتد إلى 15 دقيقة، أو 20 دقيقة، دون أن تشعر، لأنك ستبدأ بالشعور الحقيقي بقيمتها.
ولا تنسَ أن التغيير لا يحدث فجأة، بل هو نتيجة قرارات صغيرة، متكررة، ومستمرة. وهذه الدقائق القليلة اليومية هي أول خطوة نحو أسلوب حياة أكثر توازنًا وهدوءًا. ستلاحظ أن جودة نومك تتحسن، وأفكارك تصبح أوضح، وردود فعلك أكثر هدوءًا واتزانًا.
بعض الناس ينشغلون لدرجة أنهم لا يجدون وقتًا حتى لشرب قهوتهم بهدوء. لكن من يمنح نفسه 10 دقائق يوميًا، يمنح نفسه أداة قوية لمواجهة التوتر، وتحسين المزاج، واستعادة الشعور بالتحكم في حياته.
اجعل هذه الدقائق هدية يومية تقدمها لنفسك. اجلس، خذ نفسًا عميقًا، وابدأ من جديد. لا تنتظر لحظة انهيار كي تهتم بنفسك، بل ابدأ الآن… بخطوة صغيرة تصنع فرقًا كبيرًا
