
هل التربية الحديثة فاشلة؟ كيف أثرت الحرية الزائدة على سلوك الأطفال؟
🧠 هل التربية الحديثة فاشلة؟ كيف أثرت الحرية الزائدة على سلوك الأطفال؟
✍️ مقدمة:
في السنوات الأخيرة، تغيّرت أساليب التربية بشكل جذري. من العقاب الجسدي والصرامة، إلى الحوار والحرية واحترام الطفل ككيان مستقل. ورغم أن هذه الخطوة بدت واعدة في بدايتها، إلا أن الواقع يطرح سؤالًا صادمًا: هل فشلت التربية الحديثة؟
نلاحظ أطفالًا أكثر تمردًا، شبابًا أكثر هشاشة، وعائلات تعاني من ضعف السيطرة على سلوك الأبناء. فما الذي حدث؟ وهل الحرية الزائدة هي الجاني الخفي في هذا التدهور السلوكي؟
---
🧨 1. من تربية الطاعة... إلى تربية الاسترضاء
قديماً، كانت التربية تقوم على الطاعة والانضباط والخوف أحياناً. أما اليوم، فكثير من الآباء والأمهات يخشون إحباط أبنائهم أو "جرح مشاعرهم"، فيبالغون في التدليل، ويُفرطون في التنازلات. وهكذا تتحول التربية من حزم عادل إلى استرضاء دائم.
---
💣 2. الحرية بلا حدود = فوضى تربوية
المشكلة ليست في الحرية نفسها، بل في غياب الحدود. الطفل الذي لا يعرف أين تنتهي حريته، سيتجاوز كل القواعد. التربية الحديثة لم تُعرّف الأطفال بمفهوم "الحدود الآمنة"، ما أدى إلى خلق جيل يرفض التوجيه، ويرى أي نقد نوعًا من القمع.
---
🤹♂️ 3. التفاوض مع الطفل في كل شيء
تحوّلت السلطة التربوية إلى جلسات تفاوضية: "هل تريد أن تذهب للمدرسة؟ هل يناسبك أن تذاكر الآن؟"
هذا النمط يُضعف الشخصية التربوية للوالد/المعلم، ويجعل الطفل يُدرك أنه صاحب القرار دائمًا، فيتعلّم التمرد بدل الانضباط.
---
📉 4. غياب القدوة الواضحة
الأب منشغل، الأم مرهقة، الطفل يعيش بين الشاشات. في ظل هذا الغياب، يتعلم الأطفال من المؤثرين والمشاهير والمحتوى الرقمي، لا من والديهم. وهكذا تضيع المرجعيات الأخلاقية، وتُبنى السلوكيات على نماذج سطحية وغير مسؤولة.
---
😔 5. القيم تتلاشى تحت شعارات "التقبل"
كثير من الآباء يخلطون بين تقبّل الطفل كإنسان، وبين تقبّل كل سلوك منه. يبررون الكذب بأنه "ذكاء اجتماعي"، ويقبلون قلة الاحترام كعلامة على "الثقة بالنفس". والنتيجة: تربية تُطوّع المبادئ لتناسب الطفل، بدل أن تُهذّب الطفل ليتعلم المبادئ.
---
🧭 كيف نُعيد التوازن؟
ليست العودة للصرامة هي الحل، ولكن:
الحرية لا تعني الفوضى، بل يجب أن تُقرَن بالمسؤولية.
الحوار لا يعني الضعف، بل يجب أن يدعمه وضوح في القواعد والنتائج.
الاحترام لا يعني التراجع عن دور المربي.
الطفل يحتاج إلى مَن يرشده، لا مَن يخشاه، ويحتاج إلى قدوة قوية تعرف كيف تقول: "لا" بحب، و"نعم" بحكمة.
---
✨ خاتمة:
التربية الحديثة ليست فاشلة بحد ذاتها، لكنها فشلت حين تم تفسيرها بسطحية، وتطبيقها دون فهم. الطفل لا يحتاج فقط إلى الحرية، بل إلى من يقوده نحو استخدام هذه الحرية بشكل سليم.
فهل آن الأوان لأن نُعيد النظر في فلسفة تربية الجيل الجديد؟
وهل نحن نربّي جيلًا حرًا... أم جيلًا ضائعًا؟
---
💬 شاركنا رأيك:
هل تعتقد أن الحرية الزائدة أفسدت تربية الأطفال؟ أم أن الزمن تغيّر ولابد من أسلوب جديد؟