
حين يتوارى الشغف: رحلة من الانطفاء إلى الاشتعال
زاوية إنسانية | العدد الأسبوعي الاول
في عالمٍ يعجّ بالضجيج والمشتتات وتعدد المسؤوليات، ليس غريبًا أن يستيقظ المرء ذات صباح دون أن يجد مبررًا للحماس أو دافعًا للاستمرار.
وان يفقد الإنسان شغفه ذلك الشعور العميق الخفي الذي يتسلل بهدوء ليحول أكثر ما كنا نحبّه إلى مجرد مهام روتينية خاوية من الروح.
لكن، ماذا لو أصبحت هذه المشاعر ذكرى بعيدة؟ ما الذي يخبو في داخلنا حتى ينطفئ كل هذا الحماس؟
"كنت أحب ما أفعل، ثم فجأة... لم أعد أشعر بشيء"
هذه العبارة نسمعها كثيرًا، لكنها أكثر من مجرد كلمات. إنها انعكاس لحالة داخلية يعيشها الكثيرون بصمت، وكأنهم يمضون يومهم بأداء واجباتهم دون روح.

ويكون هنا التساؤل ما هي الأسباب التي تسرق وهجنا بصمت وخفوت؟
أحيانًا يكون السبب ببساطة هو عدم مواءمة الطريق الذي اخترناه مع ميولنا الفعلية أو قيمنا الشخصية،
ومن أبرز الأسباب:
الإجهاد المزمن دون فترات راحة حقيقية.
الروتين القاتل الذي يجعل الأيام متشابهة.
اختيار مسارات لا تشبهنا خوفًا من الفشل أو بدافع الإرضاء.
التوقعات العالية والضغوط النفسية والعلاقات السلبية التي نضعها لأنفسنا أو يفرضها الآخرون علينا.
النجاح السريع الذي لم يُمنَح وقته الطبيعي للنضج
كيف نستعيد ما فقدناه؟
رحلة العودة تبدأ بخطوة صادقة
قد لا نعود كما كنا تمامًا، واستعادة الشغف لا تحدث بلمسة سحرية لكن يمكننا خلق نسخ جديدة أكثر اتزانًا تبدأ بخطوة صادقة نحو الذات. جرب أن تعيد اكتشاف الأشياء الصغيرة التي كنت تحبها، حتى لو بدت بسيطة. خصص وقتًا لنفسك قد تكون هذه الخطوة عطلة قصيرة أو تجربة جديدة تُكسر بها الروتين المعتاد و تمنحنا المتعة: تنفس، اكتب، ارسم،أو جلسة صادقة مع صديق قديم، هواية منسية ، امشِ دون هدف.
كما أن إعادة تقييم الأهداف وربطها بقيمنا الأساسية تساعد على إعادة توجيه طاقتنا نحو ما يُشعرنا بالحياة مجددًا وتذكّر: لا بأس أن تتوقف قليلًا لتجد الطريق من جديد.

همسة من القلب
فقدان الشغف لا يعني أنك ضائع، بل يعني أنك بحاجة للاستماع أكثر لنفسك. في زمن السرعة، قد يكون التباطؤ هو مفتاح النجاة وليس فشلًا، بل هو نداء من داخلنا لإعادة ترتيب الأولويات وفهم الذات بشكل أعمق. إنه فرصة للعودة إلى جوهرنا، بعيدًا عن الضجيج والمظاهر. فلنتعامل معه لا كعقبة، بل كعلامة على النمو والتغير.
فقدان الشغف ليس نهاية الطريق، بل علامة على أنك إنسان يسعى للمعنى، لا مجرد إنجازات. قد تكون هذه اللحظة فرصة لتبدأ من جديد، على طريقتك انت.