
مخاطر التعارف بين الفتيات والشباب
مخاطر التعارف بين الفتيات والشباب
أصبح التعارف بين الفتيات والشباب اليوم ظاهرة واسعة الانتشار، خاصة في ظل انفتاح العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتفاعل في الجامعات وأماكن العمل...وبين من يرى في هذا التعارف خطوة طبيعية..ومن يراه تهديدًا للقيم الاجتماعية..لا يمكن إنكار أن العلاقةبين الجنسين تحمل في طيّاتها مخاطر حقيقية إذا لم تُضبط بضوابط أخلاقية وإنسانية.
وبالرغم من وجود نيات طيبة أحيانًا..فإن غياب الوعي.. وضعف الخبرة...والانجراف وراء العاطفة قد يجعل من هذا التعارف بوابة لمشكلات اجتماعية ونفسية خطيرة.
ومن تلك المشكلات مثلاً:
أولًا-الاستغلال العاطفي:
فمن أبرز المخاطر التي تقع فيها الفتاة-وأحيانًا الشاب- هو الاستغلال العاطفي.
فقد تبدأ العلاقة بكلمات لطيفة، ورسائل مطمئنة، ووعود جميلة؛لتتحول لاحقًا إلى استنزاف نفسي وعاطفي.
وغالبًا ما تُعطي الفتاة ثقتها الكاملة في الشاب، وتظن أنه صادق النية، بينما قد يكون هدفه فقط التسلية أو التجربة المؤقتة.
فتكون النتيجة قلب فتاة مكسور، وفقدان للثقة بالنفس، وربما آثار طويلة الأمد على مستقبلها الاجتماعي والعاطفي.
ثانيًا:الهبوط و الانزلاق الأخلاقي:
إذا غاب الوازع الديني والضابط الأخلاقي، فإن التعارف العشوائي قد يتحول إلى سلوكيات محرّمة أو غير لائقة،تبدأ العلاقةبرسائل،ثم تتحول للقاءات،ثم تجاوزات.وفي غياب رقابة الأهل أو الوعي الشخصي، قد يؤدي هذا إلى ارتكاب الأخطاء أو الوقوع في علاقات غير شرعية ومحرمة.
كثير من القصص تبدأ بـ"نحن فقط نتحدث" وتنتهي بندم عميق ونتائج يصعب إصلاحها.
ثالثًا: تشويه السمعة وفقدان الثقة:
في مجتمعاتنا العربي، لا تزال السمعة أمرًا حساسًا، وخصوصًا بالنسبة للفتيات.وقد يُستغل التعارف لإلحاق الأذى بسمعة فتاة،و لتصويرها دون علمها،أو لابتزازها عاطفيًا أو رقميًا أو مادياً،خاصة إن شاركت صورًا أو أسرارًا شخصية مع من تعرفت عليه.
كما أن العلاقات التي تتم في الخفاء تخلق فجوة بين الفتاة وأهلها، وقد تدفعهم لفقدان الثقة بها، أو فرض قيود صارمة تؤثر على حريتها وحياتها لاحقًا.
رابعًا: ضياع الوقت والتشتت الذهني:
كثير من العلاقات العاطفية بين الشباب والفتيات تستنزف الوقت والطاقة والمشاعر، دون أي هدف واضح أو نهاية جدية.
تعيش الفتاة أو الشاب في دوامة من الرسائل والمشاعر والتفكير المتواصل،مما يؤثر على الدراسة،أو العمل،أو بناء الذات.
وفي نهاية العلاقة، يشعر الطرفان بأنهما أضاعا وقتًا طويلًا على سراب،ما يؤدي إلى الإحباط والتشوش للإثنين معاً.
خامسًا: العلاقات خارج إطار الجدية:
التعارف الذي لا يحمل نية واضحة (كالزواج مثلًا) غالبًا ما يكون هشًّا،وينتهي بانفصال مؤلم.
والأصعب من الانفصال، هو أن يترك في النفس شعورًا بالنقص،أو الغضب،أو الخيانة،خصوصًا إن شعر أحد الطرفين بأنه أعطى أكثر مما تلقّى.
العلاقات غير الجادة تُهدر من قيمة الحب، وتحوّله إلى عادة فارغة بلا احترام ولا التزام.
وفي النهاية فإن التعارف بين الفتيات والشباب ليس خطأً في ذاته، ولكن الخطر يكمن في كيف يتم، ولماذا، وتحت أي نية وظروف وغايات وأهداف.
فإذا كان التعارف في بيئة محترمة، وبهدف واضح، وتحت ضوابط أخلاقية، وبحضور الوعي والمسؤولية-وغالباً لا يحصل ذلك-قد يكون وسيلة للتفاهم أو حتى بداية زواج ناجح.
أما إذا كان مبنيًا على العشوائية،والكلام المنمق،والعواطف السريعة،والرغبة في التسلية، فإنه يتحول إلى خطر حقيقي على الفتاة، وعلى الشاب، وعلى المجتمع ككل.
العلاقة السليمة تبدأ من احترام الذات، وحسن الاختيار، والنية الطيبة، والصدق،وإلا تحولت إلى شر يضر الفتاة والشاب ويؤثر بشكل خطير على مستقبلهما وحياتهما وحالتهما النفسية فيما بعد.