
لعنة "المثالية" التي أصابت جيل كامل
لماذا نفقد الحماس سريعًا عند تعلم شيء جديد؟
هل سبق لك أن عقدت العزم على تعلم مهارة جديدة، لكن بعد يوم أو يومين شعرت بالملل والإحباط، وكأنك لن تصل إلى أي نتيجة مهما حاولت؟ إنها تجربة شائعة نمر بها جميعًا، ولكن ما السبب الحقيقي وراء ذلك؟
أول ما يخطر في أذهاننا أن عصر السرعة والملل هو السبب، وأن أي نشاط يستغرق وقتًا أطول من المعتاد يبدو مملاً، مما يجعلنا نشعر بعدم الكفاءة، فنستسلم ونغرق في مشاعر الإحباط. لكن في الحقيقة، هذا مجرد شعور نفسي بحت، لا علاقة له بقدراتك الفعلية على الإطلاق.
لماذا نشعر بالإحباط عند التعلم؟
في عصر العولمة والانفتاح، أصبح العالم متنوعًا بشكل هائل، ومع تعدد المواهب والمهارات والمجالات، أصبح هناك تنافس شديد. هذا يجعلنا نشعر – لا إراديًا – بأننا أقل شأنًا مقارنةً بمن سبقونا، فنجد أنفسنا في سباق غير عادل مع أشخاص أكثر خبرة.
حين تبدأ في تعلم شيء جديد، تجد نفسك في مرحلة المبتدئين، وهو أمر طبيعي تمامًا. لا أحد يولد خبيرًا، وحتى أولئك الذين تراهم ناجحين اليوم، كانوا مبتدئين يومًا ما، لكنهم صبروا، واستمروا في صقل مهاراتهم على مدى سنوات.
النجاح ليس طريقًا مستقيمًا، بل مليء بالعثرات والتحديات. تذكر أنك عندما كنت طفلًا صغيرًا، لم تبدأ بالركض فورًا، بل مررت بمراحل: زحف، ثم خطوات متعثرة، ثم مشي، وأخيرًا ركض بثقة. هذا هو التطور الطبيعي لأي مهارة، لكننا نميل إلى نسيان ذلك عندما نحاول تعلم شيء جديد في حياتنا.
كيف تتغلب على هذا الشعور؟
تقبل أنك مبتدئ: لا تقارن نفسك بمن هم أكثر خبرة، بل ركّز على تقدمك الشخصي.
اتخذ خطوات صغيرة: لا تحاول التعلم بسرعة كبيرة، بل قسم رحلتك إلى مراحل صغيرة قابلة للتحقيق.
لا تخف من الفشل: الفشل جزء طبيعي من التعلم، وهو دليل على أنك تحاول.
استعن بالله: اجعل نيتك صادقة لله، واطلب منه التوفيق في كل خطوة تخطوها.
ختامًا
كن رفيقًا بنفسك، فالحياة مليئة بالتحديات بالفعل. لا تضغط على نفسك بمقارنة غير عادلة، ولا تتعجل في تحقيق النتائج. استمتع بالرحلة، وثق أنك ستصل مع الاستمرار والمثابرة. أتمنى لك كل النجاح والتوفيق في رحلتك نحو التعلم والتطور.



