اقرأوا دومًا لِحياةٍ أفضل

اقرأوا دومًا لِحياةٍ أفضل

0 المراجعات

#اقرأوا_دوماً.📖

عالمُ #القراءةِ عالمٌ واسعٌ، متواصلُ النّمو؛ إذْ تتفتَّح فيهِ الكُتب والروايات كُلّ يومٍ في شتَّى المجالاتِ وبمختلفِ الاتِّجاهات.. وأمامَ هذا العالم يقفُ القارئُ متأمِّلاً متفكِّراً فيما سَينتقيه؛ فهُنا مجالُ الاجتماع، وهناكَ الدِّين، ولدينا الخيالُ العلميّ، وأدبُ السُّجونِ والأدبُ السِّياسيّ، بالإضافةِ إلى تنميةِ الذَّاتِ وغيرها الكثير..

وهدفاً لِمساعدتِكَ عزيزي القارئ في اختيارِ كتابٍ أو روايةٍ نضعُ أمامَكَ بعضَ الخطواتِ التي مِنْ شأنِها أنْ ترشدُكَ إلى الكِتابِ الأفضلِ لكَ والرِّواية الأنسبْ، سعيًا لِتطويرِ شخصيَّتِكَ نحوَ الأفضل، أملاً بتنميةِ وعيكَ الثقافيّ، وهيَ:

•عليكَ أنْ تحدِّدَ هدفَكَ مِنَ القراءةِ: تعلُّم؟ ثقافة؟ تسلية؟ رغبةً بتطويرِ موهبةٍ ما؟ أو غيرِ ذلك؛ فلكلٍّ منْها نوعٌ مِنَ الكتبُ والرواياتِ المعيَّن.. فمثلاً لو حدَّدتَ هدفَ التعلُّم ستذهبُ لِكتبٍ تعليميَّةٍ تقدِّمُ لكَ المعلومةَ المطلوبة، أمَّا لو حدَّدتَ هدفَ الثَّقافةِ فستختارُ كُتباً تعطيكَ معلوماتٍ مفصَّلةٍ ودقيقةٍ، وقدْ تقدِّم لكَ إحصائيَّاتٍ أيضاً في المجالِ الذي تقرأُ فيه.

•عليكَ تحديدُ المجالِ الذي تودُّ القراءةَ فيه:

دينيّ، اجتماعيّ، فلسفيّ، فنيّ، بوليسيّ، وطنيّ أم تاريخيّ وغيرهم أيضاً.. 

يساعدكُ ذلكَ على اختيارِ الكتابِ بشكلٍ أسهلٍ وأنسبٍ لذاتِكَ فتبقَى على استمرارٍ مع القراءةِ، ويكونُ فتورُكَ هيِّناً سهلَ الإخماد.. فمثلاً لو حدَّدتَ هدفَكَ الثقافةَ مِنَ المجالِ التَّاريخيّ ستبقِى على متابعةٍ دائمةٍ لِجميعِ ما يتعلَّقُ بالكُتبِ والرواياتِ التَّاريخيَّةِ، ولنْ تنقطعِ عنِ القراءةِ أبداً، وإنِ انتابَكَ بعضُ المللِ فإنَّ ذلكَ سرعانَ ما يتقلَّص؛ فشغفُ الإبحارِ في عالمِ التّاريخِ يدفعُكَ للبحثِ والتّقصي عنهُ باستمرار.. وتجدرُ بنا الإشارةُ إلى أنَّ الرّوايةَ أو الكتابَ قدْ ينتميانِ إلى مجالينِ أو ثلاثة على الأكثر.

•الآن أنتَ أمامَ معالجةِ خلفيَّةِ كتابِكَ والنَّاحيةِ الّتي يناقشها.. فمثلاً لو كانَ هدفُكَ التَّعلُّم في مجالِ الفنِّ فعلَيكَ أنْ تحدِّد هل كتابكَ يتناول أفكاراً تخصّ السّينما، المسلسلات، الأفلام، البرامج أو غير ذلك.. ويتمّ ذلكَ مِنْ خلال قراءتِكَ لِفهرسِ الكتاب بالتّالي ستلاحظُ القضايا والمواضيع الّتي يتناولها وتحدِّد معيار مناسبتِها لِهدفكَ.

•أمَّا الآن أنتَ أمامَ الكاتب.. عليكَ معرِفة جنسيَّتِهِ، أفكارِهِ، مبادئِهِ، معتقداتِهِ والفترة التي عاشَ فيها..

فمعرِفةُ المعتقدَ الذي يعتنقُهُ الكاتب مهمٌّ جدّاً؛ لأنَّكَ لو قرأتَ مثلاً في مجالِ الاجتماع بهدفِ الثقافةِ لِكاتبٍ عاشَ في بيئةً مغايرةً للّتي تعيشُ أنتَ فيها فسيؤدِّي ذلكَ إلى محاولتكَ لتغيير بيئتكَ بما لا يتناسبُ معها، وقد تفشل في ذلكَ فتشعر بالسّخط على مجتمعكَ وذلكَ بسبب سوء اختياركَ. كمحاولةِ تطبيقِ النّتاجِ الغربيّ التربويّ على الواقعِ العربيِّ.

قد يقولُ قائل: ولكنْ ما الخطبُ فيما لو أخذْنا ما يناسبنا وتركنا ما لا يناسب؟

الجواب: نعم، هذا أسلوبٌ جيِّد، ولكنَّهُ يحتاجُ لأنْ يمتلكَ القارئُ أولاً بنيةً فكريَّةً سليمةً، متينةً عنْ واقعِهِ وبيئتِهِ، ولذا يجبُ أنْ يقرأ القارئُ بدايةً لمَنْ عاشَ في بيئتِهِ ويؤمنُ بمعتقداتِهِ وأفكارِهِ، ثُمَّ ينتقلُ بعدما يكون قدْ أصبحَ قادراً على التميُّزِ والتَّفريقِ بينَ ما يناسبُهُ وما لا يناسبُهُ لِقراءةِ أفكارِ الآخرينَ والاستفادةَ مِنَ الأنسبِ منْها والأفضل.

•فليصحبكَ دوماً خلال قراءتِكَ وسائلاً تعينُكَ على التَّشبُّعِ مِنْ معلوماتِ الكتاب، والعودةِ إليها مرَّةً أخرى بسرعةٍ ويُسْرٍ، ومنْها:

•قلمُ تخطيط، فاصلةُ كتاب، أوراقُ ملاحظات.. وغيرها مِنَ الوسائلِ التي تساعدُكَ على تدوينِ تعليقاتِكَ على أفكارِ الكتاب، وتقتبسَ منْه ما أعجبكَ ولامسَ إحساسكَ مِنَ الخواطرِ والفقرات.

•مِن أسوأ ما هو شائعٌ عندَ القُرَّاء أنْ آراءَ القارئِ وملاحظاتِهِ عنِ الكتاب تدوَّن بعد الانتهاءِ مِنْ قراءتِهِ ولإنَّها فكرةٌ خاطئة؛ إذ أنَّ عقلَ القارئِ يشرعُ في إصدارِ أفكارٍ وتعليقاتٍ عمَّا يقرأُ مِنَ البدايةِ وحتَّى صفحةِ النِّهاية؛ لذلكَ يتوجَّبُ على القارئِ أنْ يصحبَ معه دفتراً أثناءَ قراءتِهِ يدوَّنُ فيهِ ما يطرحُهُ ذهنُهُ وهو يقرأْ، ثُمَّ يعودُ بعدَ الانتهاءِ مِنْ قراءةِ كتابِهِ إلى أفكارِهِ ليجمعها ويرتِّبها ليقدِّمها في صورةٍ متكاملةٍ.

•حاولْ أنْ تتعرَّفَ على أصدقاءٍ يشاركونَكَ حُبَّ القراءةِ، والانضمامِ إلى مجتمعاتٍ ثقافيّةٍ تشجِّعكَ وتزيدكَ شغفاً لِعالمِ القراءةِ، سيكون ذلكَ ذو تأثيرٍ إيجابيٍّ إنْ شعرتَ بالمللِ والفتورِ يوماً ما.

نرجو عزيزي القارئ أنْ نكونَ قدْ مهَّدنا لكَ الطَّريقَ نحوَ قراءةٍ تطوّرُ شخصَكَ، وتنمِّي أفكارَكَ، وتساعدكَ على بناءِ خلفيَّةٍ فكريَّةٍ في المجالِ الذي تبغي.

اقرأوا دوماً.. 

تعرَّفوا على عوالمَ مختلفة، تقصُّوا المجهول، تزوَّدوا بالعِلمِ والمعرِفةِ حتَّى تسمو بأُمَّتكم وأوطانكم وإنسانيَّتكم.

-رغد حمضمض.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة