كيف تصبح ناجحا في العمل

العمل

صحيح أنه يجب أن نؤدي عملنا بشكل مميز فلا مستقبل للص أو المتواكل أو الشخص المنعزل ،لكنه يوجد خلل في المنطق القائل بأنه كلما تحسن أدائنا في العمل تحسن وضعنا ،لكن معظمنا لا يعي غير واحدة فقط و هي وظيفته المباشرة ،كتحقيق نسبة  المبيعات المستهدفة ،أو تقليل حجم الاعطال أو الإسراع بوضع البيانات الإدارية الشهرية أو أيا ما كان العمل ،أما الوظيفة الأخرى فهي أوسع مدى و أكثر  إلتباسا و هي المساهمة في عمل المؤسسة كلها و لا أن تكون جزء صغير منها ،إن خبير الإدارة الأمريكي الكبير (بيتر دراكر) ميز بين شيئين أساسيين و هما الكفاءة و الفاعلية ،فالكفاءة هي أداء العمل بالشكل الأمثل ،أما الفاعلية هي القيام بالوظيفة المثلى ،فرئيسك في العمل سوف يخبرك كيف تقوم بالعمل بشكل أمثل ،و لكن عليك أن تعرف بنفسك ما هو العمل الأمثل ،و هذا يعني أن تنظر الى العالم خارج مؤسستك لتعرف ماذا يحتاج ،و كيف تتغير احتياجاته ،و ما الذي ينبغي فعله من قبل المؤسسة حتى تبقى و تزدهر .

العمل

عليك أن تتبع القواعد التالية لكي تصل إلي ذلك

١ -الظهور دائما بمظهر لائق :

فإنك إذا كنت قد تعاملت مع أي شركة ناجحة نظرك لكونك مندوب لجهة ما أو عميل أو لأي سبب من الأسباب ستجد أن لكل موظف و لكل شخص هيئته الخاصة ،فموظفوا الاستقبال يسيرون على نحو معين و كذلك الصرافون و موظفوا التأمينات ،و العمال و الإدارة و طاقم الشؤن الأمنية و المدراء ،فستلحظ نمطا لملابس المدير و كلامه و سلوكه ،فليس كافيا أن تكون مؤهلا للوظيفة و لديك الخبرة لذلك فحسب و إنما عليك أن تبدو أفضل من الجميع ،فالقلم الذي تستخدمه و طريقة الكتابة ،و طريقة الكلام مع الزملاء و ما يقال في الاجتماعات ؛كل هذا يتم الحكم على الشخص من خلاله ،و تتخذ القرارات على أساسه ،فإذا أردت الأرتقاء في العمل عليك أن تبدو من الطراز المناسب ،و الكثير من الناس يمكن أن يكونوا مؤهلين و لكن ما الذي يمكن أن يميزك و يجعلك المرشح المناسب للترقية  ،فيجب أن تدرب نفسك على الخطوة التالية و هي الانتقال لصورة و هيئة المدير .

٢ -اقرن الشكل بالمضمون :

و هو بالطبع أن تحسن أداء وظيفتك كما ينبغي و ذلك يكون مع التأهب لدور المدير .

العمل

٣ -لا تدع أحدا يعرف مدى كدحك في عملك :

فلتتعلم في سرية تامة و تبذل كل ثانية من وقت فراغك و كل أمسية و كل عطلة و كل استراحة غداء في أن تتعلم كل ما يساعدك على أنت فيه و ذلك دون إخبار أحد بذلك ،و خلال وقت قصير ستجد نفسك قد تمكنت من أداء عملك بشكل جيد .

٤ -ضع لنفسك خطة :

ترقيك الى منصب جديد سيزيد من حجم عملك بنسبة كبيرة ربما لا توازي الزيادة في الأجر فابحث عن ما تفتقده الشركة و اجعل لنفسك بصمة خاصة .

٥ -تعرف على من يعرف :

لكي تعلم حقائق الأمور في مختلف فروع الشركة فالأفضل لك أن تحادث من يعرفون الحقيقة؛ كعمال النظافة ،و موظفي الاستقبال و الصرافين و عمال المصاعد و السائقين ،فستجد هؤلاء الناس يمدونك بمعلومات دقيقة . 

٦ -اجعل عملك مميزا :

و أفضل وسيلة لذلك هو أن تتخلى عن نمط العمل المعتاد ،فإذا قمت بإعداد تقرير لرئيسك في العمل عن كيفية دفع كل فرد من أفراد طاقم العمل على زيادة إنتاجيته فهذا سيبرز عملك و يعد ذلك طرقة ذكية لإبراز تميزك عن الآخرين و لكن يجب أن تلتزم بعدة قواعد قبل إعداد التقارير :

• قدم التقرير من حين لآخر فقط .
• تأكد قبل أي شيء أن هذا التقرير سيؤتي ثمارا حقيقة .
• تأكد أن التقرير لن يراه رئيسك فحسب و إنما رئيس رئيسك أيضا .
• ليس بالضرورة أن يكون تقريرا ،و إنما من الممكن أن يكون مقالا في حولية الشركة تقدم فيها أفكارا جديدا .

فمن البديهي أن أفضل طريق للتميز في عملك هو أن تتقنه لأبعد حد ،و تكريس جهدك من أجله و تجاهل ما سوى ذلك .

٧ -لا تكتفي بما أنت عليه  :

إن الحصول على وظيفة يبدو أنه أمر كافي لمعظم الناس الذين يبقون بعد ذلك بلا حراك ،لكن الوظيفة ليست هي غايتك النهائية ،و إنما هي مجرد وسيلة لغاية أخرى هي الترقية ، زيادة الدخل ، النجاح  ،توسيع دائرة المعارف و الخبرات أو غير ذلك مما في قائمة أمانيك ،فيجب أن تضع عينيك على المرحلة القادمة ،و أن يكون كل عمل تزاوله نقلة في خطتك نحو الترقي .

٨ -تطوع بحذر :

كثير من الناس يظنون أنهم لو أجابوا “بنعم” على كل شيء سيميزهم ذلك و يسهل لهم الوصول الى الترقي ،و هذا ليس صحيحا فالمدير الفطن الذي يرأسه سوف يستغل ذلك فيه حتى يصبح مثقلا بالعمل متدني التقدير و محاصر بالمهام ،لذا قبل أن ترفع يدك للتطوع لأداء عمل ما فكر مليا و أسئل نفسك هذه الاسئلة :

• لماذا يسئل المدير عن متطوعين لهذا العمل ؟
• كيف يفيد ذلك خطتي ؟
• كيف سأبدو أمام الإدارة إذا تطوعت ؟
• و كيف سأبدو أمامهم إذا لم أتطوع ؟
• هل هذه مهمة قذرة لا يرغب فيها الآخرون ؟
• هل المدير مثقل بالأعباء حقا و يريد المساعدة ؟

فربما يرونك قادرا على التحدي و مفيدا و مستعدا و مشمرا عن ساعديك للإنخراط في العمل ،و على النقيض ربما يرونك على أنك مجرد موظف أحمق ،أو أنك متخصص فقط في هذا النوع من الأعمال فيطلب الجميع منك التطوع لعمل مثل ذلك ،فكن حذرا و اختر أوقاتك بعناية ،فلا معنى لتطوعك الدائم إذا جعل منك مهرجا ،و احذر أيضا من أن تجد نفسك في موقع المتطوع دون أن ترفع يدك بالتطوع و هذا يحدث حين يتخذ كل رفاقك خطوة جماعية للخلف فتبقى أنت وحدك في الصورة كمن يرغب في التطوع .

٩ -اجعل لنفسك بصمة خاصة :

و خلق بصمة خاصة بك يعني البحث عن جانب جديد مفيد في العمل لم يسبقك إليه أحد ،فقد تكون مهارة بسيطة ككتابة التقارير أو إعداد الميزانية ،أو أن تعرف ما لا يعرفه الآخرون ،أو فهم نظام العمل ،و تأكد من أن هذا الدور لا يجعل الأخرين يثقلونك بمهام و طلبات كثيرة مبالغ فيها و إلا عاد عليك بما لا تحب .

١٠ -قلل من الوعود و أكثر من النتائج :

إذا كنت تعلم أن القسم سينجز عملا ما في اسبوع فحدد اسبوعين لإتمام العمل ،إذا كان تثبيت ألة في مكانها و تشغيلها يتطلب رجلين فاطلب ثلاثة رجال و هذا ليس خداعا إنما مجرد حذر ،و إذا علم أنك تتعمد ذلك فتحدث بصراحة و وضوح بأنك دائما تضع نسبة في حساباتك لأي طارىء ،و ستجد أن ذلك لن يغضب أحدا .

١١ -تعرف على شيء لا يعرفه غيرك : 

تعرف على نقاط قوتك و ضعفك ،ثم قرر بعد ذلك أي معرفة خاصة قد تكون مفيدة لك ،فربما كنت عبقريا فيما يخص الحواسب و التقنيات المماثلة ،و ربما تعرف ما لا يعرفه أحد في هذا الصدد فتكون أول من يقصده الرؤساء .لكن ينبغي أن يتوفر في ما تعرفه ثلاثة شروط :

• أن يكون متعلقا بالعمل .
• و ضروري له .
• و مثير للاهتمام .

و بهذه الطريقة سيأتيك الآخرون حين يحتاجون الى خدماتك .

١٢ -الإلتزام المطلق :

إذا كان زملائك يرضون بالتهاون فلا ترضى أنت به ،و إن كانوا يتعمدون التباطؤ فلا يجب أن تكون مثلهم ،إنك لا تتحمل فقدان الوصول الي هدفك الكبير جراء لحظة إهمال ،لا مكان للزلات و الأخطاء و لا إمكانية الخروج عن المخطط .

١٣ -استمتع بما تقوم به :

الاستمتاع بالعمل هو الاستمتاع بالتفاوض ،بالحصول على وظيفة ،بالفصل منها ،بالتحديات اليومية ،بالضغوط و الاحباطات ،بالمستقبل غير الواضح ،و باختبار العزم لديك ،و بمواقف التعلم الجديدة .إن عددا كبيرا من الناس يموتون في العام الذي يتقاعدون فيه ،و هذا يعني أن متعة العمل أهم لوجودنا مما نظن .

إذا أمكنك اتباع القواعد السابقة فسيرتقي وضعك و منصبك و في الوقت ذاته ستكون محبوبا و سيجد الآخرون متعة في التواجد معك ،فإنك في حاجة الى دعم زملائك للتقدم و في حاجة الي اكتساب صداقاتهم و قبولهم ،إنك في حاجة لمخالطة أفراد العمل دون أن تفقد السيطرة أو تنخرط مع أي منهم في أمور شخصية،لا تلهو معهم ،اضحك على نكاتهم لكن لا تخرج في عطلة معهم ،استمع الى مشاكلهم لكن لا تخبرهم أنهم تافهون و لا أهمية لهم ،اعمل على دعمهم و مساندتهم حينما يكونون تحت ضغط ما لكن حافظ على هدوئك في كل الأحوال .